Author

منتدى الإحصاء الخليجي واحتياجات الباحثين

|

تحظى الإحصاءات بأهمية كبيرة في وضع الخطط التنموية وتنفيذها، وكذلك إعداد دراسات الجدوى للمشاريع العامة والخاصة، علاوة على أهميتها لإنتاج بحوث إبداعية قيمة في مجال العلوم السكانية والاقتصادية والاجتماعية، تسهم في خدمة الأولويات التنموية الوطنية في دول مجلس التعاون.
لا بد للمنصف أن يبتهج بما شهدته دول مجلس التعاون -دون استثناء- من تحسن كبير في عملية جمع البيانات وجودتها خلال العقد الماضي على وجه الخصوص. فقد فتحت أجهزة الإحصاء أبوابها وحرصت على بناء جسور وشراكات مع المستفيدين من البيانات بدرجة أفضل مما كانت عليه في العقود الماضية، وعملت على زيادة حجم الإحصاءات المتاحة.
خلال الأسبوع الماضي، قامت الهيئة العامة للإحصاء بتنظيم "المنتدى الإحصائي الخليجي الأول" الذي اتسم بتنظيم رائع، وحظي بحضور كبير من المسؤولين في القطاع العام في دول مجلس التعاون، وكذلك القطاع الخاص، والأكاديميين المهتمين بالإحصاءات في دول المجلس، ما يدعو لتقديم الشكر الجزيل للهيئة على هذه المبادرة الرائعة، وتشرفت شخصيا بالمشاركة في هذا المنتدى، وتقديم ورقة عمل حول أبرز احتياجات الباحثين في دول مجلس التعاون مع مقترحات لتطوير العملية الإحصائية وزيادة فاعليتها.
بخصوص احتياجات الباحثين في الجامعات ومراكز البحوث، أشير إلى ضرورة تعظيم الاستفادة من بيانات التعدادات والمسوحات التي تجريها الوزارات والأجهزة الإحصائية بدول الخليج التي ينفق عليها مبالغ كبيرة من خلال إتاحتها للاستخدام وفق أنظمة واضحة وشفافة. كما أن هناك حاجة ماسة إلى إتاحة البيانات الخام "Raw Data" أو عينة منها في متناول الباحثين.
وهناك حاجة إلى توفير بيانات التركيب العمري النوعي حسب سنوات العمر المفردة، آحاد السن "Single Year"، على مستوى الدولة, كما أن هناك نقصا في البيانات عن متوسط دخل الأسرة وكذلك الأجور، إضافة إلى بيانات الهجرة على مستوى الوحدات المكانية الصغيرة, ولزيادة فاعلية الإحصاءات في خدمة التنمية والبحث العلمي في دول المجلس، أضع بعض المقترحات التالية:
- الاستفادة من الإمكانات التقنية الحديثة وقواعد البيانات المتوافرة في الوزارات المختلفة في إنشاء السجل السكاني "Population Register" الذي يسهم في ربط البيانات السكانية والمساكن مع البيانات التعليمية والصحية والاقتصادية من أجل توفير بيانات مكانية دقيقة وآنية.
- ينبغي أن يتزامن إجراء التعدادات السكانية في دول المجلس، وأن توحد الأجزاء الرئيسة من استمارات جمع البيانات للتعدادات والمسوح من أجل إجراء مقارنات مفيدة وإجراء دراسات قيمة تحقق أهداف مجلس التعاون في التكامل نحو الاتحاد، علما بأن دول المجلس اتخذت قرارا بتوحيد تاريخ إجراء التعدادات عام 2010 ولكنه لم يطبق في جميع دول المجلس.
- من الضروري إجراء المسوحات البعدية "Post Enumeration Surveys" لتحسين دقة البيانات وجودتها من جهة، وتطوير عملية جمع البيانات من جهة أخرى، فلا أعلم أن دولة نفذت هذا المسح!
- توحيد التقسيمات المكانية الإدارية التي تجمع على أساسها البيانات الصحية "المواليد والوفيات" والاقتصادية والاجتماعية والسكانية من قبل الوزارات والجهات الخاصة مثل الكهرباء والماء والخدمات الصحية.
- في ضوء النافدة الديموغرفية التي تشهدها دول المجلس، ينبغي التركيز على فئة الشباب والاستفادة من تجربة مملكة البحرين في إجراء مسح واقع الشباب واحتياجاتهم، ويكون متزامنا في جميع دول المجلس.
- بات من الضروري الخروج من الموضوعات التقليدية وجمع بيانات عن أنماط القراءة، واستخدام الإنترنت وقياس السعادة، ومستوى التدين، ورغبات الشباب ونحوها.
- تقوية الجسور بين أجهزة الإحصاء والمستفيدين من البيانات سواء في القطاع الأكاديمي أو القطاعين العام والخاص، إضافة إلى قطاع المجتمع المدني والمنظمات غير الربحية.

إنشرها