Author

الزيارات الملكية .. الاستثمار في المستقبل

|
امتدادا للعلاقات الطيبة التي تملكها السعودية مع أغلب دول العالم، تأتي الزيارة الملكية الكريمة لعدد من الدول الآسيوية لتعزيز الدور الريادي للمملكة في الشرق الأوسط، ولتحفيز التعاون والتبادل على مختلف الأصعدة، ومن أهمها المستوى الاقتصادي والاستثماري. تهدف الزيارات الكريمة إلى فتح آفاق التعاون الاقتصادي، والصناعي ونقل الخبرات، وتعزيز دور التعاون الثنائي من أجل تحقيق الأهداف المشتركة، ومن أهمها دعم "رؤية المملكة 2030" التطويرية الشاملة. بدأت الزيارة الكريمة بدولة ماليزيا الشقيقة التي ترتبط بعلاقات وثيقة ومتميزة مع المملكة، ويشكل الجانب الاقتصادي أهم أوجه هذا الارتباط بحجم تبادل تجاري بلغ نحو 32 مليار دولار خلال السنوات الماضية. نتج عن هذه الزيارة توقيع عدد من الاتفاقيات التي ستسهم في إيجاد شراكات اقتصادية كبيرة بين البلدين من أهمها فتح المجال لشركة أرامكو للشراكة في مشروع التطوير المتكامل للتكرير والبتروكيماويات الذي تمتلكه شركة النفط والغاز الوطنية الماليزية. وفي إندونيسيا عكست مراسم الحفاوة والاستقبال الكبير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مكانة المملكة لدى المسلمين في جميع دول العالم. إضافة إلى وجود علاقات اقتصادية طيبة تمثلت في حجم تبادل تجاري بلغ 5.4 مليار دولار في عام 2015، وقد توجت الزيارة الكريمة بتوقيع عدد من الاتفاقيات من أبرزها أن تستثمر "أرامكو" مبلغ ستة مليارات دولار في مجال تكرير النفط والبتروكيماويات بالتعاون مع شركة بيرتامينا. وفي الزيارة الميمونة لليابان التي تمثل واحدة من أهم الدول المرتبطة بالمملكة اقتصاديا بحجم تبادل تجاري وصل إلى 32 مليار دولار عام 2015، إضافة إلى العلاقات السياسية المتميزة التي تربط المملكة واليابان، ما أدى إلى توقيع عدد من الاتفاقيات التي تهتم بتعزيز العلاقات الثنائية، والاستثمارية. من أبرزها الاتفاقية الخاصة بتفعيل الشراكات الثنائية في سبيل تحقيق "رؤية المملكة 2030" فيما يعرف بالرؤية السعودية اليابانية المشتركة لعام 2030، التي تهدف إلى تعزيز الشراكة ونقل المعرفة والتبادل التجاري المشترك. الزيارة التالية لدولة الصين التي تعد من أكبر الشركاء الاقتصاديين للمملكة، بحجم تبادل تجاري يفوق 59 مليار دولار في عام 2014. إضافة إلى العلاقات التجارية المميزة، تبرز العلاقات السياسية أكثر رسوخا وتكاملا في خدمة المنطقة والعالم. ويتوقع أن ينتج عن هذه الزيارة أيضا عديد من الاتفاقيات والشراكات الهادفة إلى خدمة البلدين. هذه الزيارات وما سيتبعها من زيارات في القارة الآسيوية تسهم في إيجاد تفاهمات على مستوى عال. يعكس السياسات السعودية المتزنة في التعاون والتكامل مع دول العالم، وتبرز الدور الرئيس الذي تتحمله المملكة في تحقيق السلم العالمي. وتمهد لشراكات اقتصادية واجتماعية كبيرة بين دول العالم والمملكة. المملكة دولة مهمة في الشرق الأوسط وتظل دولة رئيسية في المنطقة لنشر الصورة الحسنة عن الإسلام، ومحاربة الإرهاب والفكر المتطرف. وبناء الشراكات الاستراتيجية لخدمة الإنسانية، وتحقيق الأهداف التنموية لأبناء المملكة والدول الشقيقة والصديقة. وهذه المؤشرات تسهم في تحقيق الأهداف التنموية للأمم المتحدة التي اتفق عليها في قمة التنمية المستدامة المنعقدة في الأمم المتحدة عام 2016 للعمل من أجل مستقبل يحقق التنمية المتوازنة والمستدامة لدول وشعوب العالم بحلول عام 2030 من خلال التكامل في 17 هدفا تتمثل في: القضاء على الفقر، القضاء على الجوع، تحقيق الصحة الجيدة والرفاهية، التعليم الجيد، المساواة بين الجنسين، المياه النظيفة والنظافة الصحية، توفير الطاقة النظيفة وبأسعار معقولة، تأمين العمل اللائق ونمو الاقتصاد، تعزيز الصناعة والابتكار، الحد من أوجه عدم المساواة، توفير مدن ومجتمعات محلية مستدامة، الإنتاج والاستهلاك بمسؤولية، المحافظة على المناخ، الحياة تحت الماء، الحياة في البراري، السلام والعدل والمؤسسات القوية، وعقد الشراكات لتحقيق الأهداف. ـــ حفظ الله ـــ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وأمده بالعون والتوفيق.
إنشرها