سفر وسياحة

«البِرك» .. معالم تاريخية تروي رحلة أبوبكر الصديق إلى الحبشة

«البِرك» .. معالم تاريخية تروي رحلة أبوبكر الصديق إلى الحبشة

تحتفظ محافظة "البِرك" إحدى محافظات منطقة عسير على ساحل البحر الأحمر، بإرث حضاري يعود إلى القرنين الثالث والرابع الميلاديين، إضافة إلى معالم تاريخية رسمها سورها الشهير، الذي يعود تاريخ إنشائه إلى أكثر من 800 عام، ومسجد الخليفة أبوبكر الصديق - رضي الله عنه -، فضلا عما رواه كثير من المؤرخين والجغرافيين من أن "البِرك" هي "بِرك الغماد" المذكورة في المصادر وكتب التراث العربية، حيث يقول عنها ياقوت في معجمه "برك الغماد بكسر الغين المعجمة، وقال بن دريد: بالضم والكسر أشهر، موضع وراء مكة بخمس ليال مما يلي البحر".
ويعد مسجد الخليفة أبوبكر الصديق - رضي الله عنه -، من أبرز المعالم التاريخية في محافظة البِرك، وتبلغ مساحته 90 مترًا مربعًا، ويبعد عن الطريق الدولي نحو 300 متر، ويشير الباحث عبدالرحمن آل عبده "من أبناء البِرك" إلى أن بناء المسجد يعود تاريخه إلى عهد الخليفة الصدّيق - رضي الله عنه -، وذلك عند مروره بالبِرك مهاجرًا إلى أرض الحبشة. ويوجد بالقرب من المسجد بئر "المجدور" التاريخية التي يبلغ عمقها تسعة أمتار، بعرض لا يتجاوز مترين تقريباً، وتعد المصدر الرئيس للمياه الصالحة للشرب في البرك، على الرغم من قربها من البحر الأحمر، والمصدر المهم لري الحدائق والأشجار في الطرقات الرئيسية.
وكان فريقًا بحثيًا من المملكة وبريطانيا، قد أجرى عمليات تنقيب أثرية خلال الأشهر الأخيرة في بعض مواقع محافظة البِرك والمراكز التابعة لها، وكشف الفريق عما تتمتع به المحافظة من إرث تاريخي عريق، وعثروا على كثير من القطع الأثرية النادرة.
وفي ذلك السياق، أوضح الدكتور ضيف الله العتيبي رئيس الفريق السعودي البريطاني للتنقيب عن آثار ما قبل التاريخ في سواحل عسير، أن الفريق المكلف بمسح جزيرة فرسان وسواحل جنوب غرب المملكة أحد الفرق العاملة تحت مظلة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ويعمل بموجب اتفاقية وقعت سابقاً وتمتد لخمسة أعوام مقبلة، قام بمسح جزيرة فرسان والسواحل الجنوبية الغربية للمملكة، وكان نطاق العمل هذا العام في موقع "دبسا" في محافظة البرك في منطقة عسير، الذي يعود إلى فترة ما قبل التاريخ.
وأفاد الدكتور العتيبي، بأن فريق التنقيب استكمل عمله في موقع "دبسا" الأثري بجمع المعثورات الأثرية ميدانيا، ثم فحصها ودراستها وتصنيفها وتدوين الملاحظات حولها في متحف عسير، مضيفا أنه "تم تدوين عديد من الملاحظات المثيرة للاهتمام حول الظواهر الأثرية والطبيعة الجيولوجية لموقع "دبسا"، وتم إطلاع الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير على نتائج العمل هذا العام، واستمع الفريق لتوجيهاته وملاحظاته".
وتبرز في البِرك عدة معالم ونقوش تاريخية تؤكد عراقة المكان وأهميته التاريخية والاقتصادية لوسط شبه الجزيرة العربية منذ آلاف السنين، ومن أهمها "جبل العش" أو كما يطلق عليه باللهجة المحلية "جبل أم عش" الذي يحتوي على نقوش تاريخية مكتوبة بخط "المسند" القديم.
ويقع هذا الجبل على ساحل البحر الأحمر، في الضفة الجنوبية لمصب وادي الداهن، ويبعد عن جنوب المحافظة نحو عشرة كيلو مترات تقريباً ـ بحسب دراسة الدكتور سعيد بن فايز السعيد أستاذ التاريخ والآثار في جامعة الملك سعود ـ المنشورة بعنوان "نقوش عربية جنوبية قديمة من البرك"، التي أشار خلالها إلى اكتشاف أكثر من 14 نقشاً على قطع حجرية في سفح وقمة الجبل الجنوبية، إضافة إلى نقوش في الجهة الشمالية من الجبل.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من سفر وسياحة