أخبار اقتصادية- عالمية

أسواق منيعة في عهد ترامب

أسواق منيعة في عهد ترامب

لا زلت أرى أن سوق الأسهم سينشط في الأيام المقبلة من 2017. والرئيس ترامب لن يفعل شيئاً يحول دون ذلك، على الرغم من أن معارضيه يقولون عكس ذلك، كما قال من قبلهم معارضو أوباما في عام 2009. وفي هذا السياق، أذكر عبارة السير جون تمبلتون الشهيرة التي يذكر فيها الكلمات الـ4 الأكثر خطورة في عالم الاستثمار، وهي: "الأمر مختلف هذه المرة" بحسب فوربس الشرق الأوسط.

وعلى نحو عام، يعجبني أن أداء الأسهم ظل ثابتاً منذ مايو/ أيار 2015. غير أني أجد في تاريخ مؤشر (500 S&P) ثمانية أحداث عصيبة تغير فيها أداء الأسهم بطريقة مربكة ومضللة؛ إذ بلغ معدل العائد %39 طوال 24 شهراً ، في حين كان أدنى معدل قدره %-2.2 خلال 825 يوماً انتهت عام 1935 (ليس هبوطاً حاداً)، وكان المعدل الأعلى قدره %75 خلال 429 يوماً بين عامي 1953 و1954 (ارتفاع هائل). وقد تحقق ذلك الارتفاع في 6 أحداث من أصل 8 بما يزيد على %20، وبالتالي أفترض تكراره في أي وقت من عام 2017.

كذلك بالاطلاع على معدلات الأسواق المزدهرة جميعها، يظهر أن الثلث الأخير من فترات عملها يشهد تحقيق نصف المكاسب الإجمالية غالباً. سأفترض ذلك أيضاً. لكن كما ذكرت سابقاً، أتوقع نمو الأرباح الكلية في عام 2017 لنحو %13 أو أكثر، مما سيفاجئ الكثيرين. وهي عملية حسابية بسيطة؛ فمع انخفاض أرباح شركات الطاقة في الماضي وتوقفها عن ذلك لاحقاً، سيبدو كل شيء آخر أكثر قوة مما كان عليه في السابق. وهنا لا بد من التذكير بأن التنويع العالمي ضروري لنجاح أسواق الأسهم. وليس من دولة خلال الـ20 عاماً الماضية، عرفت بأنها الأفضل أداء في العالم لأكثر من عامين متتاليين. إذاً، لبدء العمل في عهد إدارة ترامب بطريقة صائبة، إليكم أفضل 5 أسهم من 5 دول في مطلع هذا العام:

أولاً: لقد ظل أداء سهم BNPQY 30) BNP PARIBAS) الفرنسي سيئاً لأعوام، بعد معاناة الهبوط والارتفاع في جحيم المصرف المركزي الأوروبي. لكني أعتقد أن أكبر مصارف منطقة اليورو يتغير اليوم، بل يفوق التوقعات برأسمال متين، ويزدهر في مكان غير مألوف (قطاع المصارف الإيطالية) مما يدل على أن عدم التمتع بالشعبية صفة تبعث على الازدهار أحياناً. ويباع سهمه الذي حقق عائداً بنسبة %4.4 بثمن يعادل %60 من القيمة الدفترية، كما فاقت أرباحه توقعاتي بـ9 أضعاف.

ثانياً: تحوز (UPS 114) (UPS) بوصفها شركة لنقل وتوصيل البضائع على ثقة الجميع. لكن (DEUTSCHE POST) (DPSTF 31) الألمانية أسرع منها نمواً وأرخص ثمناً، إلى جانب كونها عالمية أيضاً. وبينما كان سهم (DHL) غير مرغوب للمشترين، يبدو أنه يحوز على الاهتمام مجدداً؛ إذ بلغ ريع السهم %3.1، ويمكن شراؤه بثمن يعادل %60 من إيرادها السنوي، في حين فاقت الأرباح توقعاتي بـ16 ضعفاً.

ثالثاً: لو سألنا ما أكبر دولة من حيث عدد المسلمين فيها، وتحتفظ بعلاقة وطيدة مع أميركا، وتضم تنوعاً سكانياً وثقافياً ينعم بالسلام، وتزخر بالموارد الطبيعية، وتنمو بوتيرة تفوق الهند؟ إنها إندونيسيا التي أتوقع لها أن تكون بعيدة عن أي استهداف من دونالد ترامب. وهناك ثاني أكبر مصارفها، ورائد القروض الصغيرة (BKRKY 16) (BANK RAKYAT INDONESIA) الذي ينمو بسرعة، ويعد سهمه رخيصاً. كما فاقت أرباحه توقعاتي حتى الآن بـ12 ضعفاً، وبلغ ريع سهمه %2.9.

رابعاً: إن أسهم شركات صناعة الأدوية والعقاقير التي اخترتها في عام 2016 لم تكن موفقة، لكنها حافظت على ثباتها على الأقل، وستنتعش مجدداً قبيل إيقاف العمل بخطة أوباما للرعاية الصحية. أما أداء الشركة البريطانية (GLAXOSMITHKLINE) (GSK 37) فيتحسن باستمرار في الوقت الذي صنعت فيه أدوية جديدة لعلاج أمراض الجهاز التنفسي. وقد فاقت الأرباح توقعاتي بـ14 ضعفاً، وبلغ ريع السهم %5.

خامساً: في اعتقادي، يعد (YELP 36) (YELP) منتجاً غير تقليدي وغريب، لكنه رائع كسهم ينمو بقوة وسلاسة. إنه يعتمد في عمله على اهتمام النفس البشرية بما يسعدها ويلبي احتياجاتها- مثل تأثير الصور التي يلتقطها الناس لأنفسهم- عبر تمكين الناس من الشكوى أو نشر آرائهم عن الشركات والمؤسسات المحلية التي تعجبهم والتي لا تعجبهم. لكن لا تنتظروا تحقيق الأرباح قريباً. وأتوقع أن يسهم ارتفاع الإيرادات في الوصول إلى نقطة التعادل، بينما يظل هذا السهم رخيصاً في وقت فاقت فيه إيراداته التوقعات لهذا العام بـــ3.4 ضعفاً.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية