الطاقة- النفط

محللون: النفط الأمريكي لن يستطيع منافسة المنتجين التقليديين

محللون: النفط الأمريكي لن يستطيع منافسة المنتجين التقليديين

قال لـ "الاقتصادية"، إيفيليو ستايلوف المستشار الاقتصادي البلغاري في فيينا، "إن الإنتاج الأمريكي لن يستطيع منافسة المنتجين التقليديين سواء في النفط أو الغاز"، مستشهدا بالمحاولات الأمريكية لزيادة الصادرات من الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا لكسر هيمنة خطوط الإمدادات الروسية من الغاز الذي سيظل الأرخص والأقدر على الصمود والنجاح في المنافسة. وأضاف ستايلوف أن "تجدد العقوبات على إيران ستكون له انعكاساته الكبيرة على السوق وعلى مستوى الأسعار، خاصة إذا أقدمت الإدارة الأمريكية على زيادة هذه العقوبات بما يقلص الإنتاج النفطي وبالتالي تقليل المعروض ورفع مستوى الأسعار"، مشيرا إلى أن سوق النفط من الأسواق المعقدة التى يتداخل فيها تأثير كثير من العوامل. وأشار ستايلوف إلى أن أبرز متغير حدث أخيرا هو تخلي "أوبك" عن السياسات السابقة عبر التدخل في الأسواق لضبط منظومة العرض والطلب، لتقود بنجاح جهود التعاون مع دول من خارج "أوبك" حتى تم التوصل إلى استراتيجية عمل مشترك طويل المدى غير قاصر على خفض الإنتاج في المرحلة الراهنة.
من جهته، أوضح لـ"الاقتصادية"، سيمون هنري المدير المالي لشركة "رويال داتش شل" العالمية للطاقة، أن صناعة النفط لا تزال تعاني أعواما صعبة، لكن الآفاق جيدة والآمال في تعاف جيد للسوق قائمة خاصة في ضوء نمو مستويات الطلب إلى النحو الذي يقود إلى التوازن بين العرض والطلب، مشيرا إلى أن التقلبات السعرية ستكون مرحلة مؤقتة في طريق استعادة السوق للاستقرار.
وأضاف هنري أنه "من الضروري في الفترة المقبلة التركيز على توطيد علاقات التعاون بين المنتجين والمستهلكين من أجل الحفاظ على السوق قوية ومتوازنة"، مشيرا إلى أن "شل" تركز بشكل خاصة على توسيع الشراكة مع الصين خاصة فيما يتعلق بزيادة أنشطة المصافي وتوسيع صناعة البتروكيماويات.
ولقت المدير المالي لـ "شل" إلى أن الاستثمارات وإن كانت قد انكمشت في العامين الماضيين إلا أنه يجب الآن مع التعافي التدريجي في السوق التمكن من التغلب على تلك الحالة عن طريق زيادة الشراكة الاستثمارية وبرامج التعاون مع شركاء متجددين في الأسواق المهمة والرئيسية خاصة في الصين والهند ودول أخرى من الاقتصاديات الصاعدة.
من جانبه، يؤكد لـ "الاقتصادية"، سيفين شيميل مدير شركة "في جي إندستري" الألمانية، أن عدم استقرار الأسعار في المرحلة الحالية ربما يكون ناتجا عن حداثة تطبيق اتفاق خفض الإنتاج حيث لم تكتمل بعد منظومة الخفض، وإن كانت قد حققت مقدمات قوية، مشيرا إلى أن تسجيل لجنة مراقبة اتفاق خفض الإنتاج في "أوبك" وخارجها نسبة 86 في المائة هي نتيجة جيدة للغاية خاصة مع وجود تأكيدات بأنها ستسجل 100 في المائة قريبا.
وأضاف شيميل "إلا أن الإنتاج الأمريكي يعد بالفعل في مرحلة اغتنام الفرصة، حيث يسارع في زيادة الإنتاج وسط تنامي الحفارات للأسبوع السابع على التوالى وهو ما كبح كثيرا من المكاسب السعرية التي كان على الأرجح سيحققها النفط في الأسابيع الماضية"، متوقعا أن الغلبة ستكون الفترة المقبلة لخفض الإنتاج وبالتالي ستتوازن السوق تدريجيا. وتوقع شيميل أن يشهد الاجتماع المقبل للجنة الوزارية لمراقبة الإنتاج في الكويت يوم 25 آذار (مارس) المقبل تسجيل نتائج إيجابية واسعة في المواقف الإنتاجية للمنتجين خاصة روسيا التي تعد أكبر منتج من خارج "أوبك" وتبذل جهودا حثيثة للوفاء بحصتها الكبيرة نسبيا وتبلغ 300 ألف برميل يوميا التي على الأرجح ستتمكن من تحقيقها بنهاية أبريل المقبل.
إلى ذلك، توقع مختصون نفطيون استمرار التقلبات السعرية في تعاملات النفط خلال الأسبوع الجاري بعد أن اختتم الأسبوع الماضي على تراجعات محدودة بنحو 1 في المائة عقب أن سجلت السوق أعلى مستوى للأسعار في سبعة أسابيع خلال نفس الأسبوع.
وما زالت تتنازع مسار الأسعار كل من تأثيرات خفض الإنتاج الذي أقدمت عليه دول "أوبك" والمنتجون المستقلون اعتبارا من بداية الشهر الماضي وحقق نسبة التزام مرتفعة من أغلب المنتجين في مقابل نشاط الإنتاج الصخري الأمريكي الذي كبح تلك المكاسب بسبب المخاوف من استمرار حالة تخمة المعروض.
يأتي ذلك فيما تتخوف بعض الدوائر الاقتصادية وثيقة الصلة بـ "أوبك" من تأثير الأسعار حال صعودها إلى قرابة 60 دولارا للبرميل على تحقيق زيادة مقابلة واسعة في الإنتاج الأمريكي ونشاط لإمدادات بعض الدول المستقلة التي لم تنضم إلى اتفاقية خفض الإنتاج.
وتطرح قضية مد العمل بإتفاقية خفض الإنتاج نفسها على السوق وسط تحفظ تام من دول "أوبك" نظرا لمرور نحو شهرين فقط على تطبيق الاتفاقية التي تستمر ستة أشهر، فيما أعلن بعض المنتجين عدم ممانعتهم في هذا الأمر إذا اقتضت ضرورات السوق. ويأمل المتعاملون في السوق أن يشهدوا تقدما فيما يخص سحب فائض المخزونات التى تسبب قلقا واسعا للمنتجين خاصة منظمة أوبك، وقد انخفضت المخزونات في الأسبوع الماضي ما جدد حالة التفاؤل باستمرار السوق على نفس الوتيرة إلى حين امتصاص نحو 300 مليون برميل تمثل زيادة في متوسط المخزونات على مدى خمس سنوات.
وأدى غياب الاستقرار إلى اختتام أسعار النفط تعاملات الأسبوع الماضي على انخفاضات بنحو 1 في المائة بسبب نشاط الإنتاج الأمريكي واستمرار تنامي أنشطة الحفر للأسبوع السادس على التوالي، وذلك على الرغم من التقدم السريع والمطرد في مستوى التزام المنتجين بخفض الإنتاج وفق اتفاق فيينا، وهو ما كشفت عنه أحدث تقارير المتابعة خلال الأسبوع الماضي.
وبحسب "رويترز"، فقد انخفض خام القياس العالمي مزيج برنت 59 سنتا أو 1.04 في المائة خلال عمليات التسوية إلى 55.99 دولار للبرميل بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 46 سنتا إلى 53.99 دولار للبرميل، غير أن الخامين حققا مكسبا أسبوعيا بلغ نحو 1.1 في المائة. وزادت شركات الطاقة الأمريكية عدد منصات الحفر النفطية للأسبوع السادس على التوالي لتواصل التعافي المستمر منذ تسعة أشهر مع زيادة الشركات المنتجة للنفط الصخري إنفاقها للاستفادة من تعافي أسعار النفط. وقالت شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة "إن شركات الحفر زادت عدد المنصات النفطية بمقدار خمس منصات في الأسبوع المنتهي في 24 شباط (فبراير) ليرتفع إجمالي عدد منصات الحفر إلى 602 منصة - وهو أكبر عدد منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2015". وخلال الأسبوع المقابل قبل عام كانت هناك 400 منصة نفط عاملة، ومنذ أن تجاوزت أسعار الخام 50 دولارا للبرميل للمرة الأولى في أيار (مايو) بعد تعافيها من أدنى مستوى لها في 13 عاما الذي سجلته في شباط (فبراير) الماضي أضافت الشركات ما إجماليه 286 منصة نفطية في 35 أسبوعا من الأسابيع الـ 39 الأخيرة وهو أكبر تعاف منذ أن أدت تخمة معروض النفط العالمي إلى هبوط السوق على مدى عامين منذ منتصف 2014. وتراجع عدد منصات الحفر النفطية الذي تحصيه "بيكر هيوز" من مستوى قياسي بلغ 1609 منصات في تشرين الأول (أكتوبر) 2014 إلى أدنى مستوياته في ست سنوات عند 316 منصة في أيار (مايو) مع هبوط أسعار الخام الأمريكي من فوق 107 دولارات للبرميل في حزيران (يونيو) 2014 إلى قرب 26 دولارا في شباط (فبراير) 2016. وكانت بيانات من معهد البترول الأمريكي قد أظهرت تراجعا في مخزونات الخام 884 ألف برميل في الأسبوع المنتهي في 17 شباط (فبراير) إلى 512.7 مليون، بينما توقع المحللون زيادتها 3.5 مليون برميل.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط