FINANCIAL TIMES

مورينيو لرانييري: واصل الابتسام يا صديقي .. التاريخ لا يمكن حذفه

مورينيو لرانييري: واصل الابتسام يا صديقي .. التاريخ لا يمكن حذفه

الحكاية الخرافية التي شهدت كلاوديو رانييري وهو يحمل كأس الدوري الممتاز بعد أن قاد نادي ليستر سيتي للفوز باللقب، انتهت بصدمة على أرض الواقع: تراجُع النادي في جدول الدوري، وفصل مديره الفني.
جوزيه مورينيو، المدير السابق لنادي تشيلسي، الذي يشترك مع رانييري في شرف الفصل من العمل بعد سنة من الفوز باللقب، كتب يقول: "بطل إنجلترا وأفضل مدير للعام في فيفا، مطرود. هذا هو العالم الجديد لكرة القدم يا كلاوديو. واصل الابتسام يا صديقي. لا يستطيع أحد أن يحذف التاريخ الذي كتبتَه".
لكن رانييري قال ببساطة: "يوم أمس مات حلمي".
في "العالم الجديد لكرة القدم" الأمور المالية التي على المحك في مكانة عالية فوق الحد إلى درجة لا يمكن معها أن تتأثر بالعواطف. يوجد ليستر سيتي في مرتبة تبعد درجة واحدة عن الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى. وفي حال حدث ذلك، فإنه بحسب شركة ديلويت، سيكلف النادي 100 مليون جنيه، أي نحو أربعة أخماس إيراداته في الموسم الماضي.
يقول تيم بريدج، وهو مدير أول في قسم أعمال الرياضة لدى ديلويت: "إذا استثنينا الحجج حول المجد والفوز بالجوائز، وأخذنا الأمر من منظور مالي، فإن البقاء في الدوري الممتاز هو أولوية بالنسبة لكثير من الأندية".
لكن الملياردير فيشاي سريفادانابرابا، مالك نادي ليستر سيتي، ومؤسس مجموعة كينج باور التايلندية، إمبراطورية متاجر السوق الحرة، وقع في فخ معروف: المبالغة في تقييم تأثير المدير الفني على أداء لاعبي الفريق.
إذا كان لنا أن نصدق التقارير، فإن رانييري "فقدَ احترام اللاعبين ولم يعودوا يتبعون تعليماته". فقد تمرد اللاعبون على تغييراته التكتيكية الأخيرة، وعلى برنامج أكثر تشددا في النظام التدريبي. لكن هناك تحليلا أقرب إلى الواقع يشير إلى أن ليستر سيتي تفوق بشكل هائل في الأداء في الموسم الماضي، وربما يكون أداؤه متدنيا قليلا في هذا الموسم.
بدلا من التركيز على أداء المدير، فإن أفضل طريقة للتنبؤ بنجاح الفريق في الدوري هي في النظر إلى المبالغ التي ينفقها على لاعبيه.
بحسب "ديلويت"، أنفق ليستر 57 مليون جنيه على اللاعبين في موسم 2014 – 2015، وهي ثالث أدنى فاتورة في الدوري الممتاز في ذلك الحين. إيراداته في الموسم الماضي وصلت إلى 128.7 مليون جنيه، وهو رقم ربما يرتفع إلى 200 مليون جنيه هذا الموسم في أعقاب مشاركة الفريق في دوري أبطال أوروبا.
استخدم النادي هذه الأموال لإبقاء اللاعبين النجوم، مثل جيمي فاردي ورياض محرز، بعقود مجددة يرجح لها أن تشتمل على زيادات دسمة في الرواتب. لكن المبالغ المنفَقة لا تكفي لتضع ليستر بين أكبر الأندية. خلال هذا الموسم كان صافي الإنفاق على انتقال اللاعبين الجدد بلغ 17.6 مليون جنيه فقط، حسب بيانات Transfermarkt. بالمقارنة، حقق نادي مانشستر يونايتد إيرادات بلغت 515 مليون جنيه، وبلغ صافي الإنفاق على انتقالات اللاعبين 117 مليون جنيه.
ستيفان سزيمانسكي، مؤلف كتاب "المال وكرة القدم: دليل لاقتصاديات كرة القدم"، وأستاذ صناعة الرياضة في جامعة ميتشجان، يقول: "كان ينبغي لليستر أن يكون ناديا من الدرجة المتوسطة في السنة الماضية، وكان ينبغي له أن يكون ناديا من الدرجة المتوسطة في السنة الحالية. إذا التزمنا بمنطق الإحصائيات بحذافيره، فلا ينبغي أن يُنسَب قدر كبير فوق الحد من الفضل إلى رانييري على أي من هذين الحدثين".
يقول البروفيسور سزيمانسكي إن فوز ليستر بالدوري الممتاز الذي تحقق نتيجة موسم سيئ عاشته الفرق الحاملة تقليديا للقب، فضلا عن سلسلة من الانتصارات غير المتوقعة لنادي لستر كان "حدثا يقع مرة كل 50 سنة".
لكن النادي يخاطر بحدث آخر غير متوقع، وهو أن يكون أول فريق إنجليزي منذ مانشستر سيتي في 1938 يغادر أندية الطبقة العليا بعد سنة من فوزه باللقب.
بالنسبة لسريفادانابرابا الموضوع هو أكثر من مجرد حسابات مالية. ليستر يساعد على دعم العلامة التجارية لمجموعة كينج باور في الأسواق الكبيرة في تايلند وعبر آسيا، حيث الجماهير تتابع بحماس مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز. وبالتالي، فإن تخفيض مرتبة النادي يجعله يُسحَب من جداول التلفزيون بجرة قلم.
هذا الخوف من الفشل يشعر به أيضا مشجعو النادي. كريج شكسبير، نائب المدير، ومايك ستووِل، مدرب الفريق الأول، سيتوليان الإشراف على مباراة الإثنين في الدوري الممتاز أمام ليفربول. إذا اختلت النتائج خلال عطلة الأسبوع الحالي، فربما يكون الفريق قد وقع أصلا في منطقة الهبوط.

البدلاء المحتملون

أولا، روبرتو مانشيني: من الأشخاص المفضلين في مرحلة مبكرة لكي يتولى إدارة ليستر سيتي. يتمتع مانشيني بشهرة في الدوري الإنجليزي الممتاز. فقد فاز باللقب مع مانشستر سيتي موسم 2010، وسيكون متاحا للمنصب على اعتبار أنه ترك نادي إنتر ميلان الإيطالي في الصيف الماضي. وتشير تقارير إلى أن الوسطاء "خاطبوا" مانيشيني من أجل المنصب، لكنه ربما لا يكون راغبا في العودة إلى ناد انضم إليه لاعبا لفترة قصيرة عام 2001.
ثانيا، ألان باردو: مخضرم آخر من الدوري الإنجليزي الممتاز، كان في الماضي مديرا لناديي كريستال بالاس ونيوكاسل يونايتد. ربما يكون اسمه في مرتبة عالية ضمن قائمة البدائل المحتملين بسبب كونه متاحا على الفور. وقد سبق أن أخذ كريستال بالاس إلى مرحلة النهائي في بطولة كأس الاتحاد، لكن التراجع السريع للنادي اللندني على الجدول في وقت مبكر من الموسم الحالي أدى إلى فصله.
ثالثا، مارشيلو بيلزا: هذا الشخص الأرجنتيني لم يدرب فريقا في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكن عمله في أتليتيك بيلباو والفرق الوطنية في الأرجنتين وتشيلي أدى إلى إيجاد هالة حول فلسفته في الإدارة. وهو معروف بكونه متعصبا للتحليل الفني قبل المباريات، ويفضل أسلوب الضغط القوي، لكنه أسلوب يستنزف أيضا فريقه على مدى فترة الموسم. رابعا، نايجل بيرسون: كان يشغل المنصب قبل رانييري، ويُعتقَد أن بعض اللاعبين يفضلون عودته. لكن رحيله جاء بعد انهيار علاقاته مع مالكي النادي التايلنديين.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES