سفر وسياحة

شجرة العرعر .. أيقونة السياحة في عسير

شجرة العرعر .. أيقونة السياحة في عسير

تشتهر منطقة عسير بوجود أشجار العرعر على سفوح جبالها الشاهقة، وتعد من أهم الأشجار التي اعتمد عليها الإنسان في الكثير من متطلبات الحياة منذ آلاف السنين، وهي أحد النباتات المعمرة ودائمة الخضرة، التي تنمو في المناطق الباردة.
وشجرة العرعر من أكثر الأشجار انتشاراً على سفوح جبال السروات، خاصة الأجزاء الأكثر ارتفاعا في منطقة عسير كجبال السودة ومتنزه السحاب الذي يرتفع عن سطح البحر نحو 3000 متر، وشعف بني مازن، وتزداد كثرة في الجهات الشمالية لمنطقة عسير، وهي من أهم عوامل الجذب السياحي في المنطقة نظراً لاخضرارها على مدار العام، وتشكيلها غطاء نباتيا يجمع بين الجمال والظل.
وتصنف أشجار العرعر ضمن فئة الأشجار المعمرة، حيث تعيش الشجرة الواحدة مئات السنين، وتتميز بأنها من الأشجار الجذابة الظليلة وذات رائحة منعشة لما تحتويه أوراقها من كميات وفيرة من الزيوت الطيارة، وتعمل على تعديل المناخ وتلطيفه وتحسين التربة وزيادة خصوبتها ومقاومة التلوث الجوي وكسر شدة الرياح وتقليل الضوضاء، إضافة إلى الناحية الجمالية.
وفي دراسة للدكتور إبراهيم عارف عضو هيئة التدريس في جامعة الملك سعود، فقد صنفت أشجار العرعر في العالم إلى 52 نوعاً، ولها قيمة اقتصادية من خلال دورها الحيوي في الحفاظ على المياه والتربة، وكونها من أهم مصادر الأخشاب الجيدة والمقاومة للآفات مع صلابة خشبها ومحافظتها على نمو الأعشاب.
من جهته، أوضح المهندس فهد الفرطيش مدير عام الزراعة في منطقة عسير، أن الاحتفاء بمدينة أبها عاصمة للسياحة العربية 2017، فرصة مهمة للتذكير بأهمية هذه الشجرة التي أصبحت أهم أيقونة للسياحة في منطقة عسير، وتتطلب جهودا متكاملة من الجهات الحكومية المختصة والمواطنين للمحافظة عليها من الانقراض.
وقال الفرطيش في حديثه لوكالة الأنباء السعودية: إن شجرة العرعر شجرة معمرة دائمة الخضرة تنمو في المناطق الباردة، وتوجد منها أشجار مذكرة وأشجار مؤنثة، وهي تشكل أغلب الغطاء الخضري بمتنزهات منطقة عسير التي يبلغ عدد زوارها سنويا ما يفوق ثلاثة ملايين ونص المليون زائر.
وكغيرها من الأشجار التي تشكل الغطاء النباتي المحدود في المملكة، تواجه شجرة العرعر خطر التلاشي وربما الانقراض لأسباب كثيرة من أهمها التوسع العمراني وشق الطرق، وبعض الممارسات غير الصحيحة من بعض زائري المناطق السياحية كإلقاء النفايات الخطرة مثل المواد البلاستيكية في منابتها، وإشعال النار في بعضها الآخر بقصد أو بدون قصد، إضافة إلى التعديات العشوائية على مناطق الغابات وقطع الأشجار.
وتتبع الجهات المختصة خاصة إدارة المتنزهات بعسير إجراءات متعددة لمحاولة ردع المعتدين على تلك الشجرة النادرة، منها ـ حسب ما ذكره المهندس الفرطيش ــ تعيين حراسات أمنية مدنية تابعة للإدارة تقوم بحراسة المتنزهات وممتلكاتها على مدار الساعة، وتطبيق غرامات مالية بحق من اعتدى على أي شجرة سواء كانت من أشجار العرعر أو من الفصائل الأخرى، إضافة إلى تكثيف الجوانب التوعوية المتمثلة في تنظيم الحملات التوعوية وورش العمل لتوعية المواطنين بأهمية الحفاظ على الغطاء النباتي.
واستنادا إلى عدة دراسات علمية فإن غابات العرعر تتجدد طبيعياً عن طريق البذور ذات الحيوية القصيرة نسبياً "6-12 شهرا"، ونسبة لصلابة وسماكة البذور فإن معاملتها بماء مغلي لمدة 1 إلى 10 دقائق أو حامض الكبريتيك المركز لمدة 10 دقائق تؤدي إلى زيادة النسبة المئوية للإنبات.
وفي ذلك السياق، قال المهندس مريح الشهراني مدير إدارة متنزهات عسير الوطنية: إن مراحل نمو شجرة العرعر تمر بفترات زمنية مختلفة، مبينًا أن فترة إنبات شجرة العرعر من 40 إلى 45 يومًا ونموها بطيء جدا، وتحتاج إلى ثلاث سنوات ليصل طولها إلى 60 سنتيمترًا، ولذلك تحتاج إلى عناية خاصة.
وللحفاظ على ما تبقى من الغطاء النباتي لأشجار العرعر وتنمية زراعتها، قام فرع الزراعة بمنطقة عسير، ممثلا في إدارة المتنزهات بإنشاء مشتلين يتسعان لـ 15 ألف شتلة يضمان أكثر من 7000 شجرة عرعر تحت التربية وجاهزة للزراعة، إضافة إلى 8000 شتلة سبق زراعتها بمتنزه الملك عبدالعزيز في متنزه "السودة".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من سفر وسياحة