ثقافة وفنون

«ريزدنت إيفل» الأخير .. هل آن للشر المقيم أن يغادر؟

«ريزدنت إيفل» الأخير .. هل آن للشر المقيم أن يغادر؟

«ريزدنت إيفل» الأخير .. هل آن للشر المقيم أن يغادر؟

من جديد وللمرة التالية على التوالي وجدت نفسي في موقع لا أًحسد عليه، بعد مشاهدتي الأسبوع الماضي، مكرهة لفيلم «ثلاثي إكس: عودة زاندر كيج» الصاخب، وجدت نفسي هذا الأسبوع أعيد الكرة نفسها، واضطررت للجلوس ساعتين لمشاهدة أكشن مبالغ فيه، ومتابعة «قصة مبتذلة كثيراً»، قتلتها الشاشة الفضية بحثا وعرضا. وعلى الرغم من أن الأفلام التي تتحدث عن انتشار فيروس مميت والمقتبسة عن سلسلة ألعاب فيديو غالباً ما يكون نجاحها نادر جداً، غير أن سلسلة أفلام «شر مقيم- Resident Evil» شكلت ظاهرة سينمائية غريبة تستدعي التوقف عندها، وهذا ما دفعني إلى تحمل الكم الكبير من الخرافة والعنف، ومشاهدة الجزء السادس من هذه السلسة الذي حمل اسم Resident Evil: The Final Chapter أو «شر مقيم: الجزء الأخير».
 أحداث وقصة
تدور أحداث القصة بعد سنوات من الجزء السابق، ويفتتح الفيلم مع خروج «أليس» (تلعب دورها الأمريكية من أصل أوكراني ميلا يوفوفيتش) من المجارير وهي تجري أسفل العاصمة واشنطن القاحلة التي يغزوها الزومبي، وتعود إلى السطح للمرة الأولى منذ سنوات، في  محاولة أخيرة لإنقاذ البشرية من الانقراض الكامل.
تستقبل أليس، ضابطة الأمن السابقة لدى مؤسسة «المظلة»، إشارات من عدوها اللدود «ريد كوين» وهو نظام ذكاء اصطناعي على شكل فتاة طفلة هولوجرامية أو طيفية (تؤدي الدور إيفر آندرسون ابنة مخرج الفيلم بول دبليو إس آندرسون من زوجته بطلة الفيلم يوفوفيتش).
يطلب نظام «ريد كوين» من «أليس» التوجه إلى مكان يسمى القفير في مدينة «راكون» حيث تعد مؤسسة «المظلة» الشريرة هجوماً خططه قائدها د. أليكساندر آيزاك (يلعب دوره الممثل آين جلين) للقضاء على من تبقى من البشر. تسعى أليس للحصول على مضاد للفيروسات عند آيزاك ينتقل عبر الهواء ويبطل مفعول فيروس أطلقته مؤسسة «المظلة» وحول البشر إلى مخلوقات زومبي.
في الطريق تلتقي أليس ببعض الناجين مثل كلير رديفيلد (تلعب دورها الممثلة آلي لارتر)، وأبيجيل (تلعب دورها الممثلة الجديدة روبي روز) التي يبدو أنها ستظهر في كل الأجزاء اللاحقة من أي سلسلة أفلام آكشن هذا الموسم، وهنا يهجم على أليس زومبي فتقتله.
تخترق أليس نظام دفاع مؤسسة «المظلة» للحصول على المضاد وإنقاذ البشرية وتدخل في دهاليز وتسبح في برك مياه ثم يهجم عليها زومبي أخر فتقتله، وتستمر الرحلة حيث تدخل المجموعة في ممرات وتقاتل أليس كل ما يعترض طريقها.
وعند المواجهة النهائية ضد آيزاك تتكشف الأسرار والحقائق على شكل حوار طويل غير ضروري يأتي في نهاية فيلم، ثم يأتي المشهد الأخير ونحن متحسبون لهجوم زومبي محتمل يهبط فجأة من السقف لتقتله أليس، وهنا ينقلب الفيلم ويتحول إلى نسخة طبق الأصل من المشهد الأخير لفيلم «روبوكوب» 1987.
 
الأكشن والأدرينالين
يلاحظ من تابع الأجزاء السابقة من السلسلة تراجع في أداء أليس، ما دفع زوجها المخرج بول آنديرسون  لتغطية العيوب واستخدام اللقطات القريبة جدا والقطع السريع، فلا نرى شيئا مما يحدث لأن كل شيء مظلم أصلا، ولا نرى الضوء إلا في ومضات سريعة جدا، وفجأة يهجم عليها زومبي فتقتله!
ويلاحظ في المشاهد الأخيرة من الفيلم الحوار الطويل الممل الذي كان بالإمكان تقسيم أجزائه وتحويلها إلى لقطات يتم إدخالها على شكل «فلاش باك» لتضفي غموضا وإثارة أكبر لفضول المشاهد، بدلا من قضاء وقته في تعداد وإحصاء وحوش الزومبي التي تقتلها أليس لتسلية نفسه بمشاهدة آلام مجازرها.
وفيما يتعلق بالجانب الإخراجي للفيلم، يلاحظ إفتقار المخرج للبراعة الفنية والقدرة على إعطاء هذه السلسلة دفعة كبيرة من الآكشن المثير الذي يرفع الأدرينالين ويجعل قلب المشاهد ينبض بسرعة جنونية الذي تمتاز به سلاسل الآكشن الأخرى البارزة في السينما اليوم، مثل Fast and the Furious أو John Wick، التي استفادت من مخرجين أقوياء تمكنوا من جلب حياة جديدة لكل جزء منها.

جزء أخير؟
وعلى الرغم من أن الفيلم يسمي نفسه «الجزء الأخير»، ولكن هل فعلا سيكون كذلك؟ في الواقع الأمر مشكوك به، ولا سيما أن الجزء الثالث من السلسلة حمل عنوان «انقراض» وكان يفترض أن يكون الأخير، لكنه لم يكن، ونحن اليوم أمام الجزء السادس، ويحمل المشهد الأخير من هذا الفيلم الإلتباس والكثير من الإبهام، حيث يشير إلى احتمالية إنتاج جزء سابع، وذلك مع إنتهائه بغمزة معبرة على وجه البطلة وهي توحي بكلمة لم تتلفظ بها وإنما بقيت في قلبها وهي «انتظروني إنني عائدة في الجزء التالي».
الأمر الذي استوقف كثيرا من النقاد السينمائيين هو كيف استطاعت هذه السلسة الاستمرار لمدة 15 عاما في صنع مزيد من الأفلام التي بدأتها عام 2002 وتابعتها عبر خمسة أجزاء أخرى ليأتي آخرها عام 2017، ونالت جميعها تقييما متنوعا مائلا قليلا إلى السلبي ما يجعل نجاح هذه السلسلة الأفضل في تاريخ الأفلام المقتبسة عن ألعاب الفيديو أمرا مثيرا للاهتمام، مع الإشارة إلى أن الفيلم حقق إيرادات بلغت 42 ألف دولار أمريكي.
خرجت من الفيلم مصطنعة الإبتسامة الزائفة ومرددة في نفسي: ارحمنا يا سيد «آندرسون» .. ارحمنا أنت وزوجتك "يوفوفيتش".. لقد اكتفينا.. أرجوك لا مزيد .. لا وحوش ولا زومبي.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون