FINANCIAL TIMES

تفجُّر الخلافات داخل «تاتا» عملاقة شركات الهند (2-2)

تفجُّر الخلافات داخل «تاتا» عملاقة شركات الهند (2-2)

تفجُّر الخلافات داخل «تاتا» عملاقة شركات الهند (2-2)

بالنسبة لتاتا، فإن موقع شركة تاتا صنز كمُساهم مُسيطر في جميع مجموعات تاتا المُدرجة يعني أنه ينبغي استشارة مجلس إدارة الشركة القابضة في كل القرارات المهمة - وأن "تاتا تراستسس" في المقابل، ينبغي أن تكون على اطّلاع، نظرا لمكانتها كمُساهم أغلبية. ميستري شعر بالقلق من أن هذا يمكن أن يكون مخالفا للقانون، لأنه سيعني منح شركة تاتا صنز إمكانية الوصول إلى معلومات حساسة للأسعار قبل المساهمين الآخرين في شركات المجموعة المُدرجة.
امتد الصراع إلى مجلس إدارة تاتا صنز في تموز (يوليو) من العام الماضي، بعد موافقة شركة تاتا باور، برئاسة ميستري، على عملية استحواذ بقيمة 1.4 مليار دولار على شركة للطاقة المتجددة دون الحصول على موافقة مُسبقة من الشركة القابضة.
وفقا لأشخاص مُقرّبين من شركة تاتا صنز وتاتا، كان يُنظر إلى هذه الصفقة على أنها جزء من نمط سلوكي يبدو فيه أن ميستري كان يحاول تجميع السلطة في يديه، وفي الوقت نفسه تقييد انخراط مجلس إدارة شركتي تاتا صنز وتاتا تراستسس في القرارات المهمة.
يقول أحد الأشخاص المقرّبين من تاتا: "هذا هو النظام الذي يعتقدون أن سايروس كان يحاول بناءه: أنا رئيس مجلس إدارة [الشركات العاملة]، وأنا اتّخذ القرارات على مستوى مجلس الإدارة، وشركة تاتا صنز في الأساس هي كيان غير مهم. [ميستري] ظن فعلا أنه كان يملك السلطة، وأن تاتا كان يتقدّم في العمر كثيرا".
تاتا لم يترك المسألة وشأنها. في وقت لاحق من ذلك الشهر، أرسل رسالة بالبريد الإلكتروني إلى ميستري يقترح فيها على مجلس إدارة شركة تاتا صنز أن يجتمع لمناقشة الآراء القانونية المتنافسة بشأن هذه المسألة "من أجل وضع حد للقضية نهائيا وبشكل حاسم". أعاد ميستري إرسال الرسالة إلى عضو مجلس الإدارة في شركة تاتا صنز رونين سين، للحصول على دعمه في مواجهة سلفه. حيث كتب: "من المهم ألا يُصبح مجلس إدارة شركة تاتا صنز غير فعّال. جميعكم لديكم دور تلعبونه في مستقبل الشركة".
يقول أحد الأشخاص الذي أسرَّ إليه ميستري برأيه بشأن الضغط الذي كان يتعرض له: "كُن منصفا لهذا الرجل. أنت تعينه رئيسا لمجلس الإدارة، وهو يحاول تنظيف الفوضى، وأنت تكتِّف يديه. أعني، لقد كان يتعرض للهجوم كل يوم".
في الوقت نفسه، كان ميستري يعمل على إطار عمل جديد لحوكمة الشركات يهدف إلى وضع حد لتدخل تاتا المُفترض. سيتم منح رئيس مجلس الإدارة السابق وزملاءه الأمناء اجتماعا سنويا مع شركة تاتا صنز لمناقشة استراتيجيتها الخمسية وخطة الأعمال السنوية، لكن سيكون من المتوقع أن يُمارس النفوذ على قرارات محددة فقط من خلال ممثليهم في مجلس الإدارة.
سعى ميستري لمناقشة الوثيقة المقترحة مع تاتا لكنه لم يكُن قادرا على تأمين لقاء، وذلك وفقا لرسالة كتبها لسلفه في الـ 23 من أيلول (سبتمبر) الماضي، التي أرفق معها نسخة مسودة عن إطار العمل. اختتم ميستري الرسالة قائلا: "سأكون سعيدا بالقدوم ومعرفة رأيك بهذا الخصوص"، بعد أن ذكر نيته تقديم الوثيقة في اجتماع مجلس إدارة شركة تاتا صنز في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. سيتبين أن هذا سيكون آخر اجتماع له.
قبل بضع دقائق من بداية الاجتماع المُحدد من بعد ظهر يوم الأثنين الموافق 24 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، كان ميستري يرتدي قميصه ذا الأكمام القصيرة في مكتبه في مومباي هاوس عندما فوجئ بدخول تاتا ونيتين نوهريا، عميد كلية هارفارد للأعمال، الذي كان قد انضم إلى مجلس إدارة شركة تاتا صنز في عام 2013.
بعد أن جلس كلاهما على الكنبة في مكتبه، الرجلان أخبرا ميستري أن الوضع "غير ناجح"، وأنه من مصلحة جميع الأطراف المعنية أن يستقيل. ميستري المصدوم رفض، وذلك وفقا لروايته للأحداث، قائلا: "افعل ما يجب أن تفعله، وأنا سأفعل ما يجب أن أفعله". شخص قريب من تاتا وصف رد ميستري بأنه استخدم لغة قاسية، حيث قال "اسمع، هذا مخالف للقانون – لن أسكت على ذلك".
بعد إرسال رسالة نصية قصيرة لزوجته - "لقد تم طردي اليوم" - ارتدى ميستري سترة، ومشى المسافة القصيرة إلى غرفة مجلس الإدارة. تاتا لم يكُن موجودا في الغرفة، لكن ميستري ووجه من قبل ثلاثة أعضاء في المجلس - جميعهم شخصيات بارزة في مجال التمويل والصناعة في الهند - كان قد تم تعيينهم بتوصية من سلفه قبل شهرين فقط.
أشخاص مقرّبون من ميستري يتهمون تاتا بجلب الأعضاء الجُدد لضمان تصويت حاسم لإقالة ميستري الوشيكة – وهو ادّعاء تنفيه الشركة، التي تُشير إلى خبرة الرجال الثلاثة الواسعة والمتنوعة في عالم الأعمال.
سكرتير الشركة فاروق سوبيدار أعلمَ ميستري، الذي سيصبح قريبا رئيس مجلس الإدارة السابق، أنه ستكون هناك حاجة لتعيين عضو آخر في مجلس الإدارة لرئاسة الاجتماع، على اعتبار أنه سيكون هناك تصويت على مسألة تتعلق بميستري.
وخلال المناسبة الأولى ما سيصبح عددا من المناسبات، احتّج ميستري أن إقالته ستكون غير قانونية لأنها لم تكُن مُدرجة على جدول أعمال مجلس الإدارة – وهي شكوى يقول عنها المحامون المختصون في الشركات الهندية، إنها لن تصمد.
من أعضاء مجلس الإدارة الثمانية زملاء ميستري، فقط المسؤولة التنفيذية في البنك الدولي فريدة خامباتا انشّقت وامتنعت عندما وصل الأمر إلى التصويت على إقالته. رغم اعتراضات ميستري المتواصلة، قرر مجلس الإدارة أن تاتا ينبغي أن يعود إلى الشركة كرئيس مجلس إدارة على أساس مؤقت، ريثما يتم البحث عن بديل دائم جديد، ليتم تعيينه في غضون ستة أشهر.
في غضون ساعة، كان ميستري قد غادر المبنى، تاركا شركة تاتا صنز للإعلان عن القرار "باستبداله"، دون تفسير، في بيان صحافي مقتضب أدى إلى هز عالم الشركات في الهند.
في لقاء مع صحيفة فاينانشيال تايمز في أسبوع الإقالة، أعرب بعض كبار أعضاء مجتمع الأعمال في مومباي عن صدمتهم وتعاطفهم مع ميستري، الذي يعتبرون أنه عومل بطريقة وحشية غير مقبولة. قال أحدهم: "من المُخزي ما فعله راتان تاتا لإذلال شخص بشكل سيء للغاية".
كان ميستري يريد اختبار حدود ذلك التعاطف من خلال معركة متفجرة قلة من الناس كان من الممكن أن تتوقعها، ليُلقي ظلال الشك فجأة على الصورة المتباهية لصاحب عمله السابق. واحد من أهدافه الرئيسة في هذه الحملة كان مشروع طيران مشترك كان تاتا قد أعد ترتيباته في واحد من أعماله الأخيرة كرئيس مجلس إدارة.
خسرت شركة تاتا أول شركة طيران خاصة بها لمصلحة التأميم في عام 1953، لكن الطيران كان واحدا من الأمور التي تثير شغف تاتا منذ بداية مرحلة البلوغ. واحدة من الصور العامة القليلة لشبابه تُظهره جالسا عند مفاتيح التحكم في طائرة خفيفة؛ بعمر 73، ارتدى بذلة قفز للمشاركة في قيادة طائرة مقاتلة من نوع بوينج في عرض جوي في بنجالور.
تاتا لم يضمن عودة الشركة إلى السماء إلا في الأسابيع الأخيرة من فترة رئاسته للمجلس، حيث وافق على أحكام مشروع مشترك مع شركة إير آسيا، بقيادة صاحب المشاريع الماليزي توني فيرنانديز.
في غضون ثلاثة أعوام، أثيرت المخاوف في مجلس إدارة المشروع المشترك بشأن أحكام تعاملاته مع شركة فيرنانديز. بهارات فاساني، المحامي العام لمجموعة تاتا، كتب إلى ميستري في حزيران (يونيو) من عام 2015، قبل فترة قصيرة من استقالته من مجلس إدارة إير آسيا (الهند) بسبب عدم ارتياحه للموضوع: "أنا الشخص الوحيد الذي يصرخ ويصيح بشأن هذا".
هذه المخاوف تضاعفت في العام الماضي، عندما اكتشفت عملية تدقيق شاملة من شركة ديلويت دفعات غير مُبررة بقيمة 220 مليون روبية (3.2 مليون دولار) من قِبل الشركة. شركتا إير آسيا وإيه إيه آي رفضتا التعليق، بينما قالت شركة تاتا صنز إن شركة إيه إيه آي اتّخذت التدابير المناسبة بشأن التقرير.
المشكلة في شركة إيه إيه آي كانت مجرد واحدة من كثير من التسريبات المتفجرة والمزاعم التي تكلم بها ميستري علنا بعد إقالته، كجزء من حملة لكشف ما يقول إنه نمط من الإدارة الخاطئة الذي يُكذّب سِجل تاتا الأسطوري من الممارسات الأخلاقية.
وأخبر فاينانشيال تايمز في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، في أول مقابلة مع وسيلة إعلام خارجية في حياته المهنية: "هذا يتعلق بالحوكمة - ولا يتعلّق بي، ولا يتعلّق بالمنصب. هذه مجموعة يجب أن يتم إضفاء الطابع المؤسسي عليها".
التصريحات الصاعقة التي راح يلقيها رئيس مجلس الإدارة السابق أخذت في الانتشار بعد يوم من إقالته، عندما تم تسريب رسالة بالبريد الإلكتروني من ميستري إلى مجلس إدارة شركة تاتا صنز وأمناء شركة تاتا ترستس، يذكر فيها تفاصيل قائمة من إخفاقات الحوكمة المزعومة، إلى وسائل الإعلام. سلسلة متتالية من التصريحات العامة استمرت على مدى الشهرين التاليين، لتبلغ ذروتها في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، مع تقديم ملف مكون من 300 صفحة من الشكاوى والأدلة إلى محكمة قانون الشركات في الهند، يدعو فيه إلى عزل مجلس إدارة شركة تاتا بالكامل.
من بين كثير من الادعاءات، ركّز ميستري على صداقة سلفه مع رجل الأعمال من جنوب الهند المُثير للجدل شيناكانان سيفاسانكاران – وهي علاقة تُحيّر حتى حلفاء تاتا المخلصين. ادّعى ميستري أن سيفاسانكاران حصل على معاملات تفضيلية غير مستحَقة من مجموعة تاتا، كاشفا عن وثائق تُظهر أنه كان قد تلقّى المساعدة من شركات تاتا لشراء أسهم في شركة الاتصالات التابعة لمجموعة تاتا بسعر 17 روبية للسهم، قبل 12 يوما فقط من قيام صندوق الثروة السيادية السنغافوري تيماسيك بشراء حصة بسعر أعلى بنسبة 53 في المائة.
شركة تاتا صنز تنفي ارتكاب أي مخالفات، مُشيرة إلى أن مشاركتها في عملية شراء سيفاسانكاران كانت تهدف فقط إلى وقف طرف ثالث مُعاد من الحصول على الأسهم. محامو سيفاسانكاران رفضوا التعليق.
انضم إلى ميستري في هجومه على سمعة تاتا النائب المتشدد من الحزب الحاكم سوبرامانيان سوامي. ذهب وزير العدل السابق إلى المحكمة لإجبار اتّخاذ إجراء ضد تاتا بتهمة التواطؤ المزعوم في فضيحة سيئة السمعة بقيمة 26 مليار دولار قبل عقد من الزمن - حيث تم بيع طيف الاتصالات إلى أطراف مفضلين بأسعار منخفضة جدا - بعد أن كشف عن تقرير داخلي من سلطات التحقيق أوصى بمحاكمة تاتا. قالت شركة تاتا صنز إنه تم التحقيق في هذه المسألة بدقة من قِبل السلطات ولم يتم العثور على أي دليل بارتكاب أي مخالفة.
التعاطف مع ميستري يتآكل الآن بين كثيرين في مجتمع الأعمال في الهند، الذين يشعرون بالقلق من حملته المدفوعة إلى حد كبير من الرغبة في الانتقام، التي يمكن أن تُلحق ضررا دائما بمؤسسة وطنية يعتز بها كثيرون.
من بين التصريحات الأكثر إثارة للجدل التي أدلى بها ميستري كان ادّعاؤه، في رسالة بريد إلكتروني مُسرّبة، بوجود عمليات شطب محتملة ضخمة للأصول في كل أنحاء المجموعة – وهو تأكيد أدى إلى انخفاض فوري في القيمة السوقية لشركات تاتا المُدرجة، التي تراجعت بما يزيد على عشرة مليارات دولار في الأسابيع التي تلت إقالته.
يقول مصرفي رفيع في مومباي: "من وجهة نظري، ما يقوم به يفتقر تماما إلى السلوك المهني. كل ما يفعله هو لإرضاء غروره الشخصي. لو كان يشعر بالقلق بخصوص هذه الأمور، ماذا كان يفعل حين كان رئيسا لمجلس إدارة الشركة؟"
يوم الثلاثاء، سيقوم تاتا رسميا مرة أخرى بتسليم رئاسة مجلس إدارة تاتا صنز - هذه المرة لرجل أصوله من المناطق الريفية في جنوب الهند، بعيدا عن منازل الفارسيين في جنوب مومباي، التي من ناحية تجعله أول شخص حقيقي يأتي من خارج الشركة ليتولى مسؤولية المجموعة. تعيين ناتاراجان تشاندراسيكاران، الرئيس التنفيذي لشركة تاتا للخدمات الاستشارية، حظي بترحيب على نطاق واسع من قِبل السوق.
كان يُنظر إلى عدّاء الماراثون الواثق، المعروف بتشكيله الحثيث لعلاقات تجارية في كل أنحاء العالم خلال العقود الثلاثة في شركة تاتا للخدمات الاستشارية، بأنه الخيار الواضح لاستعادة الثقة.
مع ذلك، فإن جهود تشاندراسيكاران لتركيز الانتباه على المستقبل يُمكن أن تطغى عليها معركة ميستري القانونية المستمرة ضد المجموعة التي لا تزال معظم ثروة عائلته مُستثمرة فيها. كما يستعد لأخذ المعركة إلى المحكمة العُليا، وذلك وفقا لأشخاص مُقرّبين منه.
وعلى الرغم من الانتقادات لتكتيكات ميستري، إلا أن ادعاءاته بأنه تم تحويله إلى مجرد "رئيس مجلس إدارة دون صلاحيات فعلية" قد غذّت المخاوف بشأن شفافية الإدارة في التكتل.
يقول أميت تاندون، المؤسس المُشارك لشركة الأبحاث في مومباي، خدمات استشارات المستثمرين المؤسسيين: "شركة تاتا صنز لا تخضع حالياً لأي مساءلة أمام السوق العامة".
الأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة لكثيرين هو الكشف عن مدى السلطة التي تُمارسها شركة تاتا تراستس - قضية أصبحت أكثر إلحاحا نظرا لتقدّم تاتا في السن، وحقيقة أنه لا توجد أي خطة للخلافة بعد. يقول أحد الأصدقاء: "هذا مصدر القلق الرئيس بالنسبة للجميع، وضعف تاتا يتطلب اتّخاذ إجراءات عاجلة. إنه يُدرك تماما أنه بحاجة إلى فعل ذلك، لكنه كان يمرّ بأوقات عصيبة".
وسط دعوات للحد من صلاحيات شركة تاتا تراستسس، هناك تحذيرات مضادة بأن هذا يُمكن أن يفتح المجال أمام شركة منافسة لتحصل على النفوذ على المجموعة، في حال قامت عائلة ميستري أخيرا ببيع حصتها في الشركة القابضة.
تنتشر الشائعات في السوق عن الاهتمام المحتمل لتكتل بيرامال، الذي رئيس مجلس إدارته كان واحدا من أعضاء مجلس الإدارة الجُدد الذين تم إدخالهم في آب (أغسطس) الماضي. مجموعة بيرامال لم تستجب لطلب التعليق.
وحتى إذا تم إجراء إصلاح شامل، يُحذّر تاندون من أن شركة تاتا "لا يُمكن أن تتوقع معاملتها بالطريقة نفسها في المرحلة المقبلة". وهناك عيب يبدو من المرجح أن يعلق في صورتها المؤسسية التي كانت مشرقة فيما مضى.
يقول كبار المصرفيين في مومباي إن سمعتها السابقة بالتعامل المستقيم كانت تملك قيمة كبيرة على المدى الطويل، من خلال تسهيل طريقها للتوصل إلى اتفاقات مع العاملين وشركاء الأعمال والحكومات في كل أنحاء العالم.
ستتم مراقبة الجهود لإصلاح الضرر بقلق خارج مومباي هاوس. مثل هذه الضربة الواضحة لسمعة المجموعة الأكبر والأكثر وقارا في الهند كانت ضربة مؤلمة للبلاد ككل، في وقت تسعى فيه حكومتها وشركاتها لجذب الاستثمارات الخارجية من خلال بناء سمعة "تسهيل ممارسة الأعمال" والتخلص من الصورة القاتمة التي أحاطت بأجزاء من قطاع الشركات فيها.
سوراب موكيرجي، رئيس الأسهم المؤسسية لدى شركة أمبيت كابيتال، يحذر من أن الفوضى في تاما يمكن أن يتبين أنها نذير بالمشكلات في أماكن أخرى. ويقول إن تاتا جزء من جيل من الهنود الذي أشرفوا على التطور السريع لأكبر الشركات في الهند في أعقاب الإصلاحات الرائدة لعام 1991، حين أنهت العمل بالقيود البيروقراطية الخانقة التي كانت تعرف باسم "قواعد التراخيص".
كثير من هذه الشركات سلمت في الفترة الأخيرة مقاليد السيطرة على مجموعاتها، أو أنها في سبيلها إلى ذلك – ويقول إن تاتا ليس وحده في إظهار عدم رغبته في التنازل عن النفوذ، ويستشهد بموجة من الانتقادات الأخيرة من قبل رئيس مجلس الإدارة المؤسس لشركة إنفوسيس، المختصة في تكنولوجيا المعلومات، ضد إدارتها الحالية.
ويضيف موكيرجي: "نحن نعترك الآن مع أول انتقال للسلطة بين الأجيال في عصر ما بعد التحرير. الموضوع يتلخص الآن في الخلاف على مشاعر الغرور الشخصي – زوال جيل وظهور الجيل التالي."
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES