الطاقة- الغاز

معهد «أكسفورد» لـ"الاقتصادية" : حرب أسعار الغاز ستشتعل في السوق الأوروبية

معهد «أكسفورد» لـ"الاقتصادية" : حرب أسعار الغاز ستشتعل في السوق الأوروبية

قال لـ "الاقتصادية"، البروفيسور جوناثان ستيرن كبير الباحثين ومؤسس معهد "أكسفورد" الدولي لدراسات الطاقة، إن حرب الأسعار ستستمر في سوق الطاقة الأوروبية بين الغاز الروسي وواردات الغاز المسال الأمريكي، على الرغم من اتساع جهود التعاون والتنسيق بين المنتجين، مشيرا إلى أن الأسواق الآسيوية عالية النمو تشهد منافسات واسعة بين المنتجين.
وأوضح ستيرن أن الغاز الأمريكي يحاول تقويض تفوق نظيره الروسي في أوروبا، ولكن رخص الغاز الروسي سيغري المشترين الأوروبيين أكثر من الغاز الأمريكي، وهو ما سيشعل حرب الأسعار لمدة طويلة في الأسواق الأوروبية.
وأضاف ستيرن أن حرب الأسعار ستجعل من الصعوبة إبرام عقود إمدادات للطاقة طويلة الأمد في ضوء توقعات بتأثير المنافسة على حدوث تغيرات مستمرة في مستوى أسعار البيع، منوها إلى أن الصراع على الحصص السوقية سيشتد في الأسواق الآسيوية فيما يخص النفط، وفي الأسواق الأوروبية فيما يخص الغاز لافتا إلى أهمية إجراء عملية تقييم مستمر لأسعار النفط الخام في مقابل الغاز ودراسة سيناريو المتغيرات لكليهما.
إلى ذلك، أكدت منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" وشركة "توتال" الفرنسية العالمية للطاقة أهمية اتفاق خفض إنتاج النفط، الذي تطبقه دول "أوبك" بالتعاون مع المنتجين المستقلين منذ أول كانون الثاني (يناير) الماضي منوهين إلى ضرورة استمرار المشاورات والتعاون بين المنظمة والشركة لمصلحة ارتقاء الصناعة واستقرار الأسواق.
جاء ذلك خلال لقاء محمد باركيندو الأمين العام لـ "أوبك" مع باتريك بوانييه الرئيس التنفيذي لشركة "توتال" في اجتماع رفيع المستوى عقد في مقر الشركة.
وقال تقرير لمنظمة أوبك عن الزيارة إن باركيندو تبادل الآراء والمعلومات مع بوانييه بشأن وضع السوق بعد القرار التاريخي الأخير لمنظمة أوبك في 30 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي بخفض إنتاج دول المنظمة بنحو 1.2 مليون برميل يوميا وما تلاه من إعلان لاحق أطلق التعاون بين دول "أوبك" والمنتجين من خارجها في 10 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، واصفا المشاورات الثنائية المكثفة التي جرت في الفترة التي سبقت هذه القرارات التاريخية بأنها الأولى من نوعها منذ عقود وتهدف إلى استعادة التوازن في سوق النفط.
ونوه التقرير إلى أن رئيس "توتال" قدم عرضا لاستراتيجيات عمل الشركة مع تقييم الظروف الراهنة والمستقبلية في سوق النفط الخام، وأثنى بشدة على الإنجاز الذي حققته منظمة أوبك بالتعاون مع الدول المنتجة الأخرى من خارجها، مؤكدا ضرورة استمرارية هذه الإنجازات وتطويرها من أجل الوصول إلى الأهداف المشتركة، وفي مقدمتها تحقيق استقرار السوق المستدام على المديين المتوسط والطويل.
ونقل التقرير عن بوانييه تقديره لمبادرة منظمة أوبك لزيارة الشركة الفرنسية، بعد اجتماعات المنظمة الأخيرة الناجحة في مختلف المنابر السياسية والاقتصادية الدولية مثمنا الجهود المبذولة من "أوبك" لدعوة الكثير من الدول من أعضائها وغير الأعضاء إلى الانخراط في تعاون وثيق مع شركات النفط الدولية من أجل تحقيق النجاح والارتقاء المستمر والنمو في صناعة النفط العالمية.
وبحسب تقرير "أوبك"، فإن باركيندو وبوانييه شددا على أهمية التشاور وتبادل وجهات النظر بصفة مستمرة بين الجانبين بشأن تطورات سوق الطاقة عموما والنفط الخام خاصة، فضلا عن العمل على تعزيز جهود التعاون من خلال مستويات عالية من الخبراء الفنيين في كل من "أوبك" و"توتال".
وأضاف التقرير أنه على هامش اللقاء أجرى مسؤولون كبار ومحللون في منظمة أوبك و"توتال" مناقشات حول آفاق صناعة الطاقة والنفط، حيث تم التركيز على علاقة العرض والطلب، إلى جانب ملفات أخرى وثيقة الصلة، وهي صناعات التكرير والغاز والطاقة المتجددة، وتمت مناقشة قضايا حيوية، في مقدمتها مكافحة تغير المناخ، كما تناول اللقاء التحديات المستقبلية في قطاع الطاقة في ظل سيناريوهات مختلفة. وأشار التقرير إلى أن الجانبين اتفقا على مواصلة هذه التفاعلات بانتظام على مستوى الخبراء رفيعي المستوى، وذلك بهدف تعزيز التعاون والحوار المستمر في قضايا الطاقة.
ومن المعروف أن باركيندو قام في اليوم السابق بزيارة مماثلة لشركة "إيني" الإيطالية العملاقة في إطار توطيد العلاقات بين المنظمة وشركات الطاقة الدولية الكبرى التي تلعب دورا رئيسا في دعم جهود استقرار الأسواق.
من جانبه، قال لـ "الاقتصادية"، فرانك يوكنهوفر مدير مشروعات "سيمنز" في بلجيكا وهولندا، إن زيادة الإنتاج الأمريكي أضعفت مستوى أسعار النفط على مدار الأسابيع الماضية، ولكنه وبحسب تقديرات أمريكية فإن النمو في النفط الصخري الأمريكي هذا العام لن يكون واسعا وربما أقل من توقعات سابقة، وهو ما يعني أن فرص حدوث التوازن في سوق النفط الخام خلال العام الجاري ما زالت قائمة بقوة، كما أن المخزونات، وإن كانت باقية مرتفعة، إلا أنها على الأرجح ستنحسر تدريجيا في الشهور المقبلة.
وأوضح يوكنهوفر أنه بالفعل من المبكر تقييم اتفاق خفض الإنتاج، ولكن البدايات جاءت قوية ومبشرة والأسعار، رغم تأرجحها إلى أنها باقية في مستويات متوسطة حول 55 دولارا للبرميل، وهو كاف لدعم اقتصاديات المنتجين وتنشيط الاستثمارات، وإن كان الكثيرون يتطلعون حاليا إلى بلوغ مستوى فوق 60 دولارا، وهو أمر وارد خلال الأشهر القليلة المقبلة. من ناحيته، أوضح لـ "الاقتصادية"، ماركوس كروج كبير محللي شركة "إيه كنترول" لأبحاث النفط والغاز، أن المخاوف في السوق بشأن مستويات الطلب تجددت مرة أخرى بعد بيانات أظهرت ضعفا في الطلب القادم من الصين، وهي ثاني أكبر مستهلك للطاقة في العالم، وتزامن ذلك مع إقدام إدارة معلومات الطاقة الأمريكية على تخفيض توقعاتها لنمو الطلب خلال العام الجاري 2017.
ويرى كروج أن التقلبات السعرية، وعدم استقرار السوق عادت لتثقل كاهل السوق مرة أخرى، على الرغم من جهود "أوبك" والمستقلين لخفض الإنتاج، وهو ما دفع البعض للحديث عن زيادة الخفض أو تمديد الاتفاقية لتحقيق الأهداف المرجوة، وهو ما تدعو له بعض الدول، ولكنه يقابل بتحفظ آخر يرى أنه من المبكر تقييم اتفاق خفض الإنتاج أو النظر في تمديد العمل به.
من ناحية أخرى وفيما يخص الأسعار، فقد انخفضت أسعار النفط أمس لتواصل خسائرها التي بدأتها في الجلسة السابقة، حيث أوحت زيادة كبيرة في مخزونات الخام الأمريكية وتباطؤ الطلب الصيني بأن أسواق النفط العالمية لا تزال تعاني تخمة المعروض، رغم الجهود التي تقودها منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" لخفض الإنتاج.
وبحسب "رويترز"، فقد جرى تداول خام القياس العالمي مزيج برنت مقابل 54.69 دولار للبرميل بانخفاض 36 سنتا عن التسوية السابقة، وبلغ سعر خام غرب تكساس الوسيط في العقود الآجلة 51.69 دولار للبرميل بانخفاض 48 سنتا عن الإغلاق السابق.
وجاء هذا الانخفاض في الأسعار على خلفية زيادة كبيرة بشكل غير متوقع في مخزونات الخام الأمريكية وفقا لما أعلنه معهد البترول الأمريكي أمس.
وزادت مخزونات الخام 14.2 مليون برميل في الأسبوع المنتهي يوم الثالث من شباط (فبراير) لتصل إلى 503.6 مليون برميل مقابل توقعات محللين استطلعت آراؤهم بزيادة 2.5 مليون برميل.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- الغاز