ثقافة وفنون

«نغمات الصوت» تعود من منفاها .. و«الصورة السينمائية» تنتظر

«نغمات الصوت» تعود من منفاها .. و«الصورة السينمائية» تنتظر

بعد غياب دام نحو عشر سنوات، عادت الحفلات الغنائية إلى عروس البحر الأحمر، التي انطلق منها أبرز عمالقة الفن السعودي، لتعيد صناعة الأمسيات الغنائية إلى دائرة الاهتمام، بعد أن "اغتربت" طويلاً، وبات محبو الفن يبحثون عنها خارج الحدود، في مسارح العواصم الخليجية والعربية.

حنين إلى الماضي
عودة الحفلات الغنائية تذكرنا بالحفلات والأمسيات التي كانت تنظم في ثمانينيات القرن الماضي لكبار الفنانين السعوديين والنجوم العرب، مثل حفلات الراحلين طلال مداح، وعبدالحليم حافظ، وفريد الأطرش، والفنانين عبدالله الرويشد، وسعدون جابر، وعبدالرب إدريس، وعبادي الجوهر، وعبدالمجيد عبدالله، وراشد الماجد وآخرين، التي غابت دون سابق إنذار، وأصبح الجمهور ينادي بعودتها، واستبشر خيراً بعد إنشاء هيئة الترفيه.
مر على آخر حفلة أقيمت في مدينة الرياض نحو 15 عاماً، كانت ضمن فعاليات وأنشطة مهرجان الجنادرية لعام 1992، غنى فيها طلال مداح، وخالد عبدالرحمن، والموسيقار المصري الكبير محمد الموجي، لكن تلك الفترة شهدت توقف الحفلات الغنائية التي كانت تقيمها أمانات المناطق والأندية الثقافية والرياضية، لتقتصر على مهرجانين اثنين هما: مسرح المفتاحة في أبها، وحفلات صيف جدة، اللذان توقفت أنشطتهما الغنائية قبل عشر سنوات.

بحث خارج الحدود
مع كل عيد أو إجازة قصيرة، يسافر الجمهور السعودي العاشق والمحب للفن إلى الدول المجاورة لحضور حفلات فناني السعودية، متكبداً خسائر مالية تبلغ على أقل تقدير ثلاثة آلاف ريال، تتوزع ما بين سكن وأكل وتذاكر سفر، قاطعاً آلاف الكيلومترات لحضور حفلة غنائية مميزة، تعيد إليه الأطلال والذكريات.
ولعل المفارقة أن الحفلات الغنائية في الخارج كانت تجمع الفنان السعودي بجمهوره السعودي! مفارقة يبدو أنها ستزول بعد عودة الحفلات الغنائية إلى المملكة، ونجاح هيئة الترفيه في تنظيمها.

محمد عبده يصدح
حفلة الأحد الماضي جمعت ثلاثة من عمالقة الأغنية الخليجية: فنان العرب محمد عبده، والفنانين رابح صقر وماجد المهندس، غنى كل نجم أفضل وأشهر أغنياته، في ليلة طربية نظمتها شركة روتانا للصوتيات والمرئيات.
من مفارقات الأمسية أن آخر عهد لـ "أبو نورة" بجدة كان في عام 2009، في حفلة لم تكتمل، بينما كانت آخر حفلة له في الرياض قبل 30 عاماً، ولعل كلمته الشهيرة في حفلة دبي قبل أشهر بأنه يتمنى أن يعود الفن السعودي إلى أهله، حلم تحقق على يد هيئة الترفيه.
أما الفنان ماجد المهندس، فكانت هذه حفلته الأولى في السعودية، إذا ما استثنينا غناءه في أوبريت مهرجان الجنادرية.
مصادر ذكرت لـ "الاقتصادية" أن أغلبية تذاكر الحفل بيعت، حيث قُسمت الصالة الرياضية بملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية "الجوهرة" التي تحتضن الحفل إلى ست فئات، تبدأ 350 ريالاً حتى 2500 ريال.
ولم يخفِ مغردون على موقع "تويتر" بهجتهم بعودة الحفلات الغنائية إلى أرض الوطن، فيما أبدى اقتصاديون تشجيعاً لهذه الخطوة، كونها داعماً قوياً للسياحة الداخلية، وذات تأثير إيجابي في مسيرة الفنانين السعوديين.

الرياض تغني
مدينة الرياض بدورها لم تكن بعيدة عما يدور في عروس البحر، فقد أقام مركز الملك فهد الثقافي يوم الخميس الماضي فعالية "نغمات ثقافية"، التي قال عنها المركز عبر حسابه الرسمي على "تويتر": "جمهورنا العزيز، لقد امتلأ مسرح الملك فهد الثقافي بالكامل، نشكر لكم تفاعلكم".
ربما هذه الكلمات كانت كافية لتكشف مدى شغف المواطن السعودي بالفن والثقافة، إذ لم يستطع كثير من الجماهير الدخول بسبب عدم توافر مقاعد متاحة، حيث شهد المركز معرضاً للفنانة التشكيلية العنود الجارالله، ورسم حي بعنوان "وترحل" للفنان عبدالرحمن السماري، وموسيقى للجاز بمشاركة فرقة (Peace Tone Band)، وتكريماً للملحن السعودي ناصر الصالح.
غنى في الحفل، الذي صوّره التلفزيون السعودي، الفنانون نايف النايف، مهند الصالح، فيصل سعود ورامي عبدالله، وشارك بعضهم الملحن ناصر الصالح في الغناء، لتكون "النغمات" التي أعادت الأغنية إلى الرياض بعد انقطاع دام 30 عاماً.

إلى الخطوة المقبلة
بعد نجاح مهمة هيئة الترفيه في تنظيم حفلات غنائية، وعودتها مجدداً بعد الغياب الطويل، أصبحت الأنظار تترقب عودة السينما، بعد أن أثبت السينمائيون السعوديون نجاحاً منقطع النظير في المهرجانات العالمية، آخرها الجائزتان اللتان اقتنصتهما في مهرجان دبي السينمائي الشهر الماضي.
وحول ذلك، أكدت الهيئة العامة للترفيه أنها تسعى لوضع البرامج والفعاليات التي يمكنها إسعاد المجتمع عبر فعالياتها وبرامجها، وقال رئيسها التنفيذي المهندس عمرو المدني في تصريحات تلفزيونية إن 2017 هو عام الترفيه، لافتاً إلى أن السينما تحت الدراسة وفق العادات والتقاليد والضوابط، مبرراً عدم حديثهم عنها وعن غيرها من البرامج بالتفصيل عبر وسائل التواصل والترويج لفعاليات الهيئة، بكونهم يدرسون ذلك، وسيتم ذلك خلال الفترة القريبة المقبلة الحديث عن أي قرارات بشأنها. الحراك السينمائي السعودي العالي يجعل هذه الخطوة غير مستبعدة، وأصبحت عودتها أقرب من أي وقت مضى، فهل تعود السينما إلى السعودية، على خطى الحفلات الغنائية، بعد غياب دام نحو 40 عاماً؟
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون