Author

تدخين الصغار

|

أذكر أن كثيرين ممن وقعوا في آفة التدخين وقعوا فيها خلال سنوات دراستهم الابتدائية والمتوسطة، فقلة هم الذين يتعلمون التدخين بعد هاتين المرحلتين، والأخطر أنني أذكر أن بعض البقالات كانت تبيع السجائر "بالحبة" لمن لا يستطيع أن يدفع قيمة "الباكت". كانت الفكرة منتشرة في التسعينيات الهجرية ولا أعلم إن ظهرت قبلها أو بعدها. أتوقع أن تعود تلك المخالفة بقوة بعد أن أقرت الرسوم على السجائر وما في حكمها من مدمرات الصحة وهو ما تحذر منه الجهات الصحية والرقابية.
إن تعاون المواطنين مع الأجهزة الرقابية التي تحاول أن تطبق عقوبات مناسبة على من يقوم بهذا العمل غير الإنساني، أمر مهم فنحن نعيش حالة من سيطرة كثير من الأجانب على كل مواقع البيع التي يمكن أن تكون وسيلة للتربح من وراء مصائب المجتمع. أمر يدفع للبحث في قضايا الرقابة على مراكز البيع التي لا تزال بعيدة عن الرقابة الدقيقة، ويظهر كثير من مخالفاتها على وسائل التواصل الاجتماعي. أذكر أنه لا يزال هناك عديد من محال بيع الإلكترونيات والملابس التي تبيع السجائر في منطقة الحرم بعد أن منع بيع السجائر في محال مكة المكرمة تشريفا وتعظيما لهذه المدينة المقدسة وبيت الله الحرام الذي يتوسطها ويشرفها. الباحثون عن المال سيبيعون أي شيء ما داموا لا يرون أهمية أخلاقية للعمل التجاري.
إن أهم عناصر التفاعل المجتمعي تتطلب أن نكون عيونا تراقب هؤلاء الأبناء، وخصوصا نحن نعيش فترة الامتحانات التي يخرج فيه الأطفال مبكرا من مدارسهم ليكونوا عرضة لكثير من المؤثرات الخطيرة في مستقبلهم وصحتهم وسلوكياتهم. ولهذا لا بد أن يكون الجميع على قلب رجل واحد في محاولة حماية كل الأطفال من المخاطر التي تتربص بهم.
كل هذا لا يمكن أن ينتج في ظل عدم تطبيق القوانين، وهو ما أطالب به كل الجهات الأمنية والرقابية من التجارة والبلديات، فتمرير قضية كهذه مع بساطتها يدفع بمزيد من المخالفات للتضخم والانتشار لدرجة تجعلنا نصل في مرحلة معينة إلى قناعة بأنه لا يمكن أن نحل المشكلة. ختاما أدعو كل أب وأم إلى أن يكونوا على يقظة تامة، ويتوقعوا كل شيء، ويكونوا على مقربة من أبنائهم وبناتهم في خضم ما يواجهون من مخاطر كثيرة. وأدعو لأبنائنا وبناتنا بالتوفيق والفلاح والأمن من كل الشرور.

إنشرها