Author

التفاؤل مستمر

|
حجم المنجزات التي تحققت منذ بيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز كبير للغاية. الذكرى الثانية للبيعة، كانت الفرصة سانحة لاستحضار المشهد. بلد ناهض وشامخ، يواصل مسيرة العطاء، في ظل قيادة جادة ورصينة وواقعية. العالم في الفترة الماضية شهد أوضاعا اقتصادية صعبة، أشار إليها الملك ـــ يحفظه الله ـــ في خطابه أمام مجلس الشورى. كان الأمر يتطلب قرارات تساعد على تخطي الأضرار الناتجة عن تلك الأوضاع العالمية. بدأت إرهاصات هذا العمل، بإعلان “رؤية المملكة 2030” وبرنامج التحول الوطني 2020. بعض التقارير الاقتصادية العالمية، اعتبرت هذه «الرؤية» منجزا مهما، إذا ما تم تفعيلها، قياسا بتجارب عربية مشابهة على حد تعبير تلك التقارير. لكن «رؤية المملكة» جاءت مدفوعة بآمال كثير من النخب المحلية الذين شاركوا في صياغة طموحاتها، جنبا إلى جنب مع كل الأجهزة الحكومية. سقف النقاش المرتفع لتفاصيل «الرؤية» وبرنامج التحول الوطني، في الإعلام المحلي ومواقع التواصل الاجتماعي، أعطى حراكا مهما للغاية. كان كل ذلك متواكبا بلقاءات حرص الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد على تحقيقها مع نخب من المجتمع، سواء قبل طرح «الرؤية» من خلال اجتماعات العصف الذهني التي شهدها فندق الريتز كارلتون، أو تلك اللقاءات التي سبقت إعلان ميزانية 2017 مع نخب ضمت أطيافا أخرى من المجتمع. اللقاء الأخير تحديدا أشاع كثيرا من التفاؤل، بأن «الرؤية وبرنامج التحول الوطني» بكل ما يضمان من مبادرات، هما قرار وطني يحظى بالدعم من الجميع، باعتباره يحمل شارات للبدء في النفاذ نحو اقتصاد متنوع يسعى إلى تحقيق رفاه المواطن، واستمرار هذا الرفاه في منأى عن تقلبات أسعار النفط. لقد كان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ـــ يحفظه الله ـــ وهو يتخذ بعض القرارات الصعبة، صادقا مع شعبه. قال الملك سلمان في خطابه أمام مجلس الشورى “إصلاحاتنا الاقتصادية اليوم انطلقنا فيها من استشراف المستقبل، والاستعداد له في وقت مبكر قبل حدوث الأزمات” وأضاف “خلال السنتين الماضيتين واجهنا الظروف بإجراءات اقتصادية وإصلاحات هيكلية أعدنا فيها توزيع الموارد بالشكل العادل الذي يتيح فرصة نمو الاقتصاد وتوليد الوظائف” وصولا إلى “رفع أداء مؤسسات الدولة لغد أفضل ـــ بإذن الله ــــ، ولتحقيق العيش الكريم لأبنائنا وبناتنا، ونحن متفائلون بذلك بحول الله وقوته”. لقد تعامل المجتمع مع هذه القرارات بثقة ووطنية عالية. النتيجة أن عجلة التحول الوطني انطلقت لتواكب ذكرى البيعة المباركة.
إنشرها