أخبار اقتصادية

توقعات باستحواذ دول آسيا على 70 % من نمو الطلب على النفط

توقعات باستحواذ دول آسيا على 70 % من نمو الطلب على النفط

جرى تداول خام برنت أمس عند 53.50 دولار للبرميل بزيادة 50 سنتا.

صعدت أسعار النفط فوق 50 دولارا للبرميل أمس لتنتعش من المستويات المتدنية التي بلغتها الأسبوع الحالي في ظل ضعف الدولار أمام العملات الرئيسة. وهبط مؤشر الدولار مع انخفاض العائد على سندات الخزانة الأمريكية وترقب المستثمرين لاجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) في الأسبوع المقبل. وجرى تداول العقود الآجلة لخام برنت بزيادة 50 سنتا عند 53.50 دولار للبرميل، فيما زاد الخام الأمريكي الخفيف 50 سنتا أيضا إلى 50.27 دولار للبرميل. وانخفض الخامان القياسيان أكثر من دولارين للبرميل من المستويات المرتفعة التي بلغاها الإثنين الماضي عندما أقبل المستثمرون على الشراء بكثافة في أعقاب اتفاق منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وروسيا على خفض الإنتاج لتقليل تخمة المعروض. وسيجتمع أعضاء أوبك والمنتجون المستقلون مجددا مطلع الأسبوع في فيينا لمناقشة تفاصيل اتفاق الأسبوع الماضي الذي يهدف إلى خفض كلي في الإنتاج بنحو 1.5 مليون برميل يوميا. ويقول بعض المحللين إن التخفيضات المزمعة قد لا تكون كافية لتصريف تخمة المعروض العالمي وإعادة التوازن إلى الأسواق. وانخفضت مخزونات النفط الأمريكية 2.4 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الثاني من كانون الأول (ديسمبر) الجاري مقارنة بتوقعات المحللين لانخفاض قدره مليون برميل. لكن المخزونات في كاشينج في ولاية أوكلاهوما - مركز تسليم العقود الآجلة للنفط الأمريكي - زادت 3.8 مليون برميل الأسبوع الماضي لتسجل أكبر ارتفاع منذ 2009 وفقا لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية. واستمرت حالة التقلبات السعرية في أسواق النفط الخام انتظارا لحسم ملف خفض الإنتاج من الدول غير الأعضاء في منظمة أوبك التي ستجتمع فى فيينا غدا لتحديد حجم مساهمتها وحصص المنتجين المستقلين في اتفاق خفض الإنتاج الذي كان قد تم التوصل إليه في الاجتماع الوزاري لمنظمة أوبك الأسبوع الماضي. وتلقت الأسعار دعما محدودا من تراجع الدولار الأمريكى، ومن تراجع مستويات المخزونات بينما استمرت الأسعار تحت وطأة زيادة المعروض وضغوط من حالة القلق في الأسواق بسبب التحركات الجديدة للمنتجين وشكوك البعض في تأثيراتها الإيجابية في دعم الأسعار في ظل تقديرات البعض بتفوق العرض على الطلب بأكثر من مليوني برميل يوميا. وذكرت بيانات لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أن دول آسيا من المؤكد أنها ستلعب دورا محوريا رئيسا ومحركا للنمو المستقبلي في الطلب العالمي على الطاقة، حيث من المتوقع أن تشكل ما يقرب من 70 في المائة من هذا النمو الذي يتركز في الاقتصادات الناشئة والنامية في آسيا وذلك بسبب النمو السكاني المتسارع في المنطقة، والتوسع السريع في الطبقة الوسطى وتنامي التحضر والتصنيع. وقالت "أوبك" إن الهند بصفة خاصة تقود النمو فى آسيا ومن المتوقع زيادة عدد السكان بنحو 317 مليون نسمة متجاوزة نظيرتها الصين بحلول عام 2030، وصولا إلى 1.6 مليار نسمة لتمثل وحدها 18 في المائة من سكان العالم، مقارنة بـ 16 في المائة للصين وذلك بحلول عام 2040. وأشارت البيانات إلى نمو واسع في الناتج المحلي الإجمالي في كل من الهند والصين ليسجل مستوى 6.9 في المائة سنويا للهند و4.9 في المائة سنويا للصين حتى عام 2040، منوها إلى أن الطلب على النفط الخام في الهند وحدها سيرتفع إلى أكثر من 10 ملايين برميل يوميا عام 2040 مقارنة بنحو 4 ملايين برميل يوميا في عام 2015، وهو ما سيعضد دور منظمة أوبك ويتطلب منها مواصلة الاستثمار لتأمين الإمدادات لمواكبة هذه الطفرة فى مستويات الطلب. من جانبه، قال ألان ماتيفاود مدير الأبحاث في شركة "توتال" العالمية للطاقة لـ"الاقتصادية": إن المرحلة الحالية تطلبت تعديلا استراتيجيا في منظومة عمل كل المنتجين، حيث إنها تعتمد على التعاون والتشاور المشترك للتغلب على حالة تخمة المعروض التي أضعفت الأسعار على مدى أكثر من عامين. وتوقع نجاح الاجتماع الجديد للمنتجين من خارج أوبك في فيينا غدا خاصة في ضوء الحماس الشديد الذي تبديه روسيا للمساهمة في خفض الإنتاج بنحو 300 ألف برميل يوميا وقيادة الاتصالات في هذا الشأن مع بقية المنتجين إلى جانب تكثيف التشاور مع الشركات النفطية الروسية لبحث آليات تطبيق الاتفاق. وحذر من أي محاولات لخرق اتفاق خفض الإنتاج لأن ذلك سيؤدي إلى تداعيات سلبية واسعة على الأسواق، مشددا على أن خفض الإنتاج فى صالح السوق وكل الأطراف سواء كانوا منتجين أو مستهلكين وسيؤدي إلى تعافي الأسعار وتحقيق التوازن الذي يدفع بنمو الاستثمارات وزيادة موارد المنتجين التي عانت كثيرا في الأعوام الماضية بعد تهاوي الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة. من ناحيته، قال فينسيزو أروتا مدير شركة تيميكس أوليو الإيطالية للطاقة لـ "الاقتصادية" إن اجتماع الغد في فيينا سيكون بمثابة اجتماع وزاري جديد وموسع في أوبك وخارجها وهو ما سيزيد فرص نجاحه بشكل كبير خاصة أنه يواجه صعوبات أقل من الاجتماعات السابقة، حيث لا توجد هوة خلافات واسعة بين المنتجين من خارج أوبك، وهناك اتفاق على ضرورة دعم الأسعار لتنشيط الاستثمارات. وأضاف أن مشاركة روسيا والعراق والإمارات إلى جانب أعضاء اللجنة الثلاثية لمراقبة خفض الإنتاج وهم الكويت وفنزويلا والجزائر سيعطي زخما أكبر للاجتماع الذي تترقبه الأسواق التي من المتوقع أن تبدأ العام الجديد على انتعاش واسع في مستويات أسعار النفط الخام مع توقع بلوغ التوازن في السوق بين العرض والطلب خلال شهور قليلة وقبل منتصف العام الجديد وذلك بحسب تأكيدات عدة مؤسسات مالية واقتصادية وعلى رأسها وكالة الطاقة الدولية. من جانبه أكد رالف فالتمان المحلل في شركة "إكسبرو" للخدمات النفطية لـ" الاقتصادية" أن منح إعفاء من خطة تطبيق خفض الإنتاج لكل من ليبيا ونيجيريا مع التزام إيران بعدم زيادة إنتاجها فوق 3.9 مليون برميل يوميا سيساعد اقتصاديات تلك الدول على التعافي من خلال زيادة إنتاجها وفي نفس الوقت الاستفادة من الأسعار المرتفعة التى سيشهدها السوق خلال الفترة المقبلة وهي ما يعد فرصة ثمينة لهذه الدول لتركيز الجهود على النهوض بالقطاع النفطي. وأشار إلى أن العراق قامت بخطوة مميزة في اتفاق فيينا، حيث قبلت بخفض إنتاجها لأول مرة بنحو 210 ملايين برميل يوميا وهي تستعيد دورها كأحد أكبر المنتجين الذين يلعبون دورا رئيسا في إدارة السوق كما أنها أدركت أهمية تفعيل التعاون والتنسيق المشترك بين المنتجين وأن مكاسب وحدة المنتجين وتعافي الأسعار تفوق أي تخفيض في مستويات الإنتاج. وارتفعت أسعار النفط منذ توصلت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وروسيا إلى اتفاق تاريخي الأسبوع الماضي لخفض الإنتاج لتصريف تخمة المعروض العالمي ودعم الأسعار. وارتفعت أسعار النفط قليلا في السوق الأوروبية أمس لتتماسك فوق أدنى مستوى في أسبوع المسجل في وقت سابق من تعاملات السوق الآسيوية. يأتي هذا وسط توقعات بأن تظل التعاملات ضمن نطاقات محدودة ، مع ترقب الأسواق نتائج اجتماع أوبك مع المنتجين المستقلين غدا في فيينا. وارتفع الخام الأمريكي إلى مستوى 49.95 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 49.86 دولار وسجل أعلى مستوى 50.05 دولار وأدنى مستوى 49.60 دولار الأدنى منذ الأول من كانون الأول (ديسمبر) الجاري. وصعد خام برنت إلى مستوى 53.20 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 53.15 دولار وسجل أعلى مستوى 53.33 دولار وأدنى مستوى 52.80 دولار. وأنهى النفط الخام الأمريكي "تسليم يناير" تعاملات أمس الأول منخفضا 2.1 في المائة، في ثالث خسارة يومية على التوالي، وفقدت عقود برنت "عقود فبراير" نسبة 1.7 في المائة، مع تجدد المخاوف بشأن تخمة المعروض العالمي بعدما ضخت روسيا وأوبك مستويات قياسية من الإنتاج فى تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وحققت أسعار النفط الأسبوع الماضي أكبر مكسب أسبوعي فى عدة سنوات، بعدما قررت منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" أول خفض فى إنتاجها فى نحو ثماني سنوات، خفضت أوبك الإنتاج بمقدار 1.2 مليون برميل وحددت الحد الأقصى للإنتاج عند 32.5 مليون برميل يوميا. ومن المقرر دخول هذا الاتفاق حيز التنفيذ الفعلي بداية من كانون الثاني (يناير) المقبل، واقترحت أوبك خفض إنتاج المنتجين من خارجها بمقدار 600 ألف برميل، ليصل إجمالي خفض الإنتاج العالمي نحو 1.8 مليون برميل يوميا. ومن أجل تحديد مقدار تخفيضات المنتجين المستقلين يعقد غدا اجتماعا في فيينا يضم كبار المنتجين داخل أوبك ومعظم المنتجين من خارجها وتشير بعض التوقعات الى مشاركة 21 دولة منتجة من خارج أوبك. وفي الولايات المتحدة قالت إدارة معلومات الطاقة أمس الأول: إن مخزونات الخام في البلاد انخفضت بمقدار 2.4 مليون برميل، للأسبوع المنتهي في 2 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، في ثالث انخفاض أسبوعي على التوالي، وتوقع مختصون انخفاض بمقدار 1.4 مليون برميل. وعلى حسب هذه البيانات تراجع إجمالي المخزونات إلى 516.7 مليون برميل، وهو أدنى مستوى للمخزونات منذ الأسبوع المنتهي 11 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي ، في علامة إيجابية لمستويات الطلب في أكبر مستهلك للنفط في العالم. من جانب آخر، حجبت منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" سعر سلتها أمس بسبب العطلة العامة في النمسا.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية