ثقافة وفنون

قراءات

قراءات

قراءات

قراءات

سينما مطرزة بالبراءة الكتاب لا يعتمد على التحليل النقدي لأعمال المخرج الإيراني الشهير عباس كيارستمي – وهي مهمة جوهرية، أساسية، وضرورية، بل يركّز بؤرته، هذا الكتاب، على ترجمة الحوارات التي أجريت مع هذا المخرج، المستمدة والمجمعة من مصادر مختلفة ومتعددة، وهي مواد خضعت للإعداد والترتيب والتنظيم، بحيث تقدم نظرة بانورامية شاملة "أو هكذا تطمح وتحاول" لعالم المخرج الإيراني الفذ، من وجهة نظره الخاصة. وهي تشتمل على أنشطته الفنية، آرائه، رؤاه، أفكاره، تأثراته، أساليبه، خلفيته الثقافية، تعدّد طاقاته الإبداعية وتنوّع اهتماماته وأنشطته الفنية والأدبية، شعريته الطاغية، والمحيط المحلي الذي يتحرك فيه ويسبره بعمق بعين نافذة، فضلاً عن الأبعاد الثقافية والاجتماعية والسياسية التي تشكّل ركائز أساسية في تجربته الإبداعية. إضافة إلى الحوارات، يحتوي الكتاب على استعراض لأفلام المخرج، مع ترجمة لبعض المقالات اللافتة التي كتبها نقاد بارزون، تسلّط ضوءاً مهماً على جوانب مختلفة ومفيدة من تجربة كيارستمي السينمائية، الذي يعد واحداً من أهم وأبرز المخرجين في السينما العالمية المعاصرة، ويقر عديد من النقاد بنبوغ كيارستمي وعظمته كسينمائي متميز. موعد مع أخي #2# مما جاء في مقدمة الكتاب: تبدو الرواية، في مقاطع كثيرة، نوعًا من التوثيق لراهن سياسي واقتصادي تعيشه شخصيات الرواية، دون رغبة فعلية في مجاراته أو التعايش معه. ثمة مشاعر خبيئة - غير مرغوب فيها تعتور البناء النفسي للإنسان الممزق بين وطنين هما، في حقيقة الأمر، ينتميان إلى جذور تاريخية واحدة - تظهر بين الحين والآخر وتشكل، كذلك، ملامح العلاقة بين أبناء الكوريتين الجنوبية والشمالية. لكن الأهم هنا ليس الظرف التاريخي، إنما المُنْتَج الإنساني الذي قذف به هذا الظرف التاريخي إلى السطح. حين تقرأ "يي مون يول" ستجد نفسك تعيش لحظات من الغرابة، ليست تلك الغرابة التي تحملها حكايات شاطئ الكاريبي، إنما حكايات قادمة من الطرف الآخر من العالم؛ من شبه الجزيرة الكورية؛ حيث تجد الحب والكراهية، وتسمع صليل الفولاذ، بسبب توحش الإمبراطوريات، التي قسمت البلد إلى معسكرين متقاتلين. وتدرك أن الأدب، في هذا الزمن العفن، هو الوحيد القادر على تتويج المحبة على عرش الوجود. ويبرع هذا الروائي الكوري، في تصوير العنف الإمبريالي بلغة مائية شفافة أقوى من الأيديولوجيات الفولاذية الصلدة، وأشد تأثيراً من ترسانات الأسلحة الفتاكة التي تخزنها سلطات البلد المنشطر إلى نصفين: كوريا. ظلال وأزهار #3# رواية من الأدب الإفريقي، تأليف: بن أوكري، ترجمة: رعد الزامل، الذي صدر عن دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع، ومما جاء في مقدمة الكتاب: كان بن أوكري في التاسعة عشرة من العمر عندما كتب أولى رواياته – أزهار وظلال - التي تدور أحداثها في لاجوس. إنها تصور لنا التأثيرات المهلكة التي يخلفها الجيل الباحث عن نفسه على الجيل التالي له. إن جونان اوكوي، رجل الأعمال القاسي قد أفسده الطموح ووجد أن آثامه القديمة تلقي بظلالها الطويلة عليه. لكن في الذروة التراجيدية لهذه الرواية المهمة يأتي التأثير كله لتلك الآثام على شكل آمال وأحلام تثقل كاهل ابنه الوحيد – جيفاي – المثالي. على كل حال تتسع دائرة الاحتمالات الصعبة للتفاؤل والحب. "أزهار وظلال" هي طقس إفريقي حديث للرواية الانتقالية المبهجة. رواية مميزة تعلن بشكل واضح عن اعتياش الثروة على الفقر. إنها ثروة لا تربي في النهاية سوى البؤس والفساد. العلامة الفارقة لهذه الرواية هي ثقة الراوي بلمسته التي يعالج بها الأحداث والشخوص، كما أن لغته تعكس لنا رهافية سمعه لإيقاع الكلام وهو يجر الإلهام من ثقافته الخاصة ليمنحه الآخر. إنه يتحدث بأناقة وانسيابية إلى جيل بأكمله.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون