منوعات

45 عاما وبوصلة «الثقافة والفنون» تائهة وتعاني البيروقراطية

45 عاما وبوصلة «الثقافة والفنون» تائهة وتعاني البيروقراطية

تتمثل العوائق التي تواجه جمعية الثقافة والفنون في البنية التحتية فلا توجد مسارح مجهزة ومهيأة لإقامة الفعاليات. "الاقتصادية"

طوال 45 عاما وبوصلة جمعية الثقافة والفنون في السعودية لم تحدد وجهتها بسبب إجراءات يصفها مديرو الفروع بالبيروقراطية، وأكد مسؤولو جمعية الثقافة والفنون معاناة الجمعية من تهميش دورها، مبينين أنها تسير دون أي خطط عمل مدروسة ولم تستطع التعريف بدورها وواجباتها وحقوقها تجاه الجهات الحكومية والخاصة والمجتمع، ووصف مسؤول خطة الجمعية التي جرى تدشينها قبل شهرين بالحالمة والتي يتطلب تحقيقها توفير كوادر مهنية تستطيع تطوير العمل الثقافي والفني، وموارد مالية وميزانيات ضخمة وهو ما لم يتحقق للجمعية منذ تأسيسها حتى الآن. وقال الدكتور عمر الجاسر مدير جمعية الثقافة والفنون في محافظة جدة إن خطة الثقافة والفنون المعلن عنها أخيرا لم تواكب "رؤية المملكة 2030" التي أكدت ضرورة توافر عناصر الإبداع والتجديد والتميز في كل مبادراتها. ومن جهته قال عبدالله الحمد مدير جمعية الثقافة والفنون في منطقة القصيم إن العقبة التي تواجه الحراك الثقافي في المملكة تتمثل في الدعم المادي وهناك تقصير بشكل مؤثر وقوي في دعمه، ولا يليق بسمعة المملكة، واصفا الميزانيات المخصصة لتنمية التدريب وإقامة الفعاليات بغير اللائقة، مضيفاً أن ضمن تلك العقبات هيكلة وتداخل مهام الجهات ممثلة في وكالة الشؤون الثقافية والأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون التي تقوم بالمهام نفسها، وأبدى الحمد تفاؤلا بمساهمة "رؤية 2030" في انتشال الحراك الثقافي والفني. وعبر الدكتور عمر الجاسر مدير فنون جدة عن استياء مسؤولي جمعيات الثقافة والفنون من تولي الجهات الأخرى مسؤولية تنظيم الفعاليات الثقافية والفنية في المهرجانات السياحية، على الرغم من عدم امتلاكها أساسيات وأبجديات تنظيم العمل الثقافي والفني، فهم موظفون إداريون، لذا من المفترض أن يتم اعتماد البرامج المقدمة سواء كانت عروضا مسرحية أو فنية من قبل جمعيات الثقافة والفنون وتقييمها وتطويرها. وتابع "الكل من تلك الجهات يغرد وحده، وعند حدوث أي انتكاسة في تلك البرامج تتحدث وسائل الإعلام عن غياب دور الجمعية على الرغم من تهميش دورها، كما أن اللوم كذلك يقع على الجمعية تستطع أن تعرف بدورها وواجباتها وحقوقها مع الجهات الحكومية والخاصة والمجتمع، فالكثير لا يعي دور الجمعية". وحول العقبات التي تواجه جمعيات الثقافة والفنون أوضح الجاسر عدم وجود مقرات ومراكز ثقافية خاصة بها من تلك العقبات، مشيرا إلى أنه على الرغم من خروج الأندية الأدبية من رحم جمعية الثقافة والفنون إلا أن الأندية امتلكت مقرات خاصة بها، بينما لا تزال الجمعية تراوح مكانها. وأضاف من العقبات كذلك أن ميزانياتها محدودة ولا تملك البنية التحتية المناسبة، كما أن مواردها لا تكاد تكفي لبرامج التشغيل والصيانة فكيف بتنظيم الأنشطة، وقال الميزانيات لا تكفي لإقامة نشاط واحد ولولا تضحيات الفنانين والمبدعين لتوقفت الجمعيات، لذا لابد أن يتم دعمها لتحقق أهدافها بالارتقاء بالفن والإبداع. ولفت الجاسر إلى أن جمعيات الثقافة والفنون قيدت بالإجراءات البيروقراطية الحكومية لاستخراج التصاريح اللازمة لتنظيم أنشطتها وفعالياتها، حتى اضطرت لإقامة الأنشطة داخل مقراتها لعدم الحاجة إلى الحصول على ترخيص بذلك باستثناء فرع الجمعية في محافظة جدة، حيث يتطلب موافقة الجهات الرسمية وهو ما يسهم في تعطيل بعضها، حيث إن إعداد البرنامج يتطلب وقتا كافيا للتنسيق لذلك. وحول خطة الجمعية التي تم تدشينها أخيرا وصفها الجاسر بأنها رؤية حالمة وتحتاج إلى كوادر احترافية مهنية، وميزانيات ضخمة وهذا ما تفتقده الجمعية، مضيفا "نحن كمديري فروع لم نشارك في إعداد الخطة، حيث أقيمت ورشة عمل تم بعدها إعلان الخطة دون أخذ آرائنا، وسلبية الخطة تتمثل في عودة المركزية للجمعية للمركز الرئيس، وهذه عودة إلى 30 سنة إلى الوراء لذلك لا جدوى من الفروع الـ 16 طالما هذا الهدف". وبالعودة إلى عبد الله الحمد مدير فنون القصيم قال إن العوائق التي تواجه الجمعيات تتمثل في البنية التحتية فلا توجد مسارح مجهزة ومهيأة لإقامة الفعاليات فالمسرح ليس مدرجا، يحتاج إلى تجهيز وإضاءات وكواليس والجمعيات تعاني إلى جانب العجز المادي سوء في البنية التحتية، فلا تملك مقرات تمارس فيه الأنشطة الفنية بل تملك مباني مستأجرة لا تليق بالعمل الثقافي والفني. وأوضح الحمد أن الأنشطة السياحية في المناطق هي التي تنقذ ما يمكن إنقاذه من الفعاليات الفنية، مضيفاً أنه ما يمكن أن تقوم به الهيئة العليا للسياحة وأمانات المناطق هو جهد كبير يشكرون عليه، ونحن متفائلون بهيئة الثقافة لكي تنقذ الجمعية. وحول تأثيرات البيئة الاجتماعية في المنطقة على أنشطة الجمعيات التابعة لها قال الحمد "نعم هنالك تأثير ولكن كل منطقة تمارس العمل الفني بما يتواكب والإقبال على الأنشطة، فهناك مناطق تركز على الأنشطة المسرحية وغيرها تهتم بالأنشطة الفنية، ولكن التركيز على الأنشطة التي تلقى إقبالا كبيرا من شباب كل منطقة".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من منوعات