FINANCIAL TIMES

تحذير ألماني لوسائل الإعلام القديمة من المخاطرة بالانقراض

تحذير ألماني لوسائل الإعلام القديمة من المخاطرة بالانقراض

دوبفنر

شركة النشر تعتبر الموقف الجديد من مجموعات التكنولوجيا الكبيرة مهما تماما للنقاش في الديمقراطيات. ماتياس دوبفنر، الرئيس التنفيذي لشركة النشر الألمانية أكسيل سبرينجر، رسم رؤية مروّعة لوسائل الإعلام القديمة، مُحذّراً من أن كثيرا من الشركات التقليدية ستموت ما لم تتوصل إلى اتفاق مع مجموعات التكنولوجيا المهيمنة. في مقابلة مع صحيفة فاينانشيال تايمز، يقول دوبفنر "إنه متفائل من القواعد الجديدة للمفوضية الأوروبية فيما يتعلّق بحقوق النشر، الأمر الذي سيمنح شركات النشر الجديدة الحق بالمطالبة برسوم من منصات الإنترنت مثل جوجل وفيسبوك عندما تستخدم محتواها". إنه يُحذّر من أنه ما لم يترافق تغيير إطار العمل القانوني في أوروبا مع تغيير في الموقف من مجموعات سيليكون فالي، عندها فإن العواقب لشركات النشر والمجتمع يُمكن أن تكون مُدمّرة. ويقول "إذا لم يكُن هناك نموذج أعمال حقيقي وكاف وكبير على الجانب المدفوع من البحث.. ولم يكُن هناك نموذج أعمال على الإطلاق على جانب (وسائل الإعلام) الاجتماعية، فإن عدد شركات إنتاج المحتوى سيتدهور بسرعة". "سيكون لدينا احتكار لتوزيع المحتوى الذي سيكون مدفوعاً بشكل رئيسي من المحتوى المُقدّم من المستخدمين، ومن المحتوى المهني من قِبل اللاعبين ذوي الاهتمامات التجارية". "سيكون لدينا خليط إجمالي من الشائعات والحقائق – أي سيناريو مؤلم للغاية من المعلومات أو الدعاية. سيكون مؤلماً جداً للديمقراطيات". باعتباره رئيس أكبر شركة نشر في أوروبا، دوبفنر هو داعم صريح للتشريعات الجديدة التي ستحمي شركات إنتاج المحتوى. في عام 2014، كتب رسالة مفتوحة لإريك شميدت رئيس مجلس إدارة "جوجل"، يعترف فيها بأنه "خائف" من شركة جوجل ويُقارن المعركة بين وسائل الإعلام القديمة والجديدة بأنها "داود" مقابل "جالوت". قبل عام، أدخلت الحكومة الألمانية قانونا تفرض فيه على "جوجل" دفع المال مقابل إدراج محتوى شركات النشر الألمانية. هذا أتى بنتائج عكسية مذهلة بعد أن شطب محرك البحث تلك العناوين التي تتطلّب دفع رسوم، ووفقاً لدوبفنر، أدى ذلك إلى انخفاض بنسبة 85 في المائة في حركة المرور بالنسبة إلى الأعمال التي تنشرها أكسيل على الإنترنت. تقول مصادر في شركة جوجل "إنه في حين إن العلاقات تتحسن، إلا أن شركة أكسيل سبرينجر في الماضي قادت جهود ضغط ضدها في بروكسل، بشكل مباشر ومن خلال رابطة الناشرين الأوروبيين على حد سواء". دوبفنر يرفض أي اقتراح أنه كان يُسيطر على قرارات المفوضية الأوروبية، كما يرفض أيضاً فكرة أن حُكم المفوضية فيما يتعلّق بالشؤون الضريبية في شركة أبل هو بمثابة أجندة مناهضة للولايات المتحدة في بروكسل. يقول "ليس لدينا أحد في واشنطن، لا أحد في بروكسل، رابطة الناشرين لديها شخص واحد في بروكسل. إذا كنت تتحدث عن الضغط، فإن شركة جوجل تملك جيشا من مستوى "جالوت" نحن نمثل "داود" الضعيف". على الرغم من التوترات الأخيرة مع "جوجل"، إلا أن دوبفنر يقول "إن عمله هو بناء فهم أفضل مع شركة البحث وغيرها من مجموعات التكنولوجيا الأمريكية". في شباط (فبراير)، الماضي، مارك زوكربرج رئيس "فيسبوك" زار برلين لتسلم جائزة شركة أكسيل سبرينجر للابتكار. يُضيف "نحن في الوقت الراهن في خِضم محادثات بنّاءة مع شركتي فيسبوك وسنابشات. هاتان الشركتان تفهمان ضرورة وجود نظام بيئي صحي. لقد تعلّمتا من أخطاء شركة جوجل". شركة أكسيل سبرينجر كانت تستثمر بشكل كبير في الشركات الناشئة الرقمية وتستهدف عمليات الاستحواذ على وسائل إعلام جديدة في الولايات المتحدة، في الوقت الذي تحاول فيه الحد من اعتمادها على أعمال الصحف التقليدية والسوق الأوروبية. فقد اشترت شركة بيزنس إنسايدر مقابل 343 مليون دولار في أيلول (سبتمبر) من عام 2015 - صفقة منحت قيمة لموقع الأخبار المالية مقدارها تسعة أضعاف الإيرادات المتوقعة للعام الماضي. وتملك قناة الأخبار على الإنترنت N24، وتملك حصة بنسبة 49 في المائة في المدونة السياسية بوليتيكو يوروب، وفي تموز (يوليو) الماضي، اشترت 93 في المائة من شركة التحليلات الأمريكية، إي ماركيتر. سارة سايمون، المحللة في وكالة بيرنبيرج، تقول "إن المستثمرين كانوا متشككين من استراتيجية شركة أكسيل سبرينجر الرقمية. كثير من الناس ينتظرون لرؤية ما سيبدو عليه النموذج الاقتصادي للإعلان على الإنترنت. مع بيزنس إنسايدر، كثير من المحتوى يبدو أنه لا يحمل علامة تجارية ولست متأكدة من أن الناس سيدفعون مقابل ذلك". في عام 2015، فوتت منافسة لشراء صحيفة فاينانشيال تايمز، التي تم بيعها لمجموعة نيكاي مقابل 844 مليون جنيه. دوبفنر لا يزال يشعر بخيبة الأمل، لكنه يُصرّ على أن شركة أكسيل لن تتطلّع إلى شراء علامة تجارية لصحيفة أخرى. ومع ذلك، ورغم كل تركيزها على المستقبل الرقمي، فإن حظوظ شركة أكسيل سبرينجر لا تزال مدعومة من صحيفتيها: بيلد، الصحيفة الأكثر مبيعاً في أوروبا، ودي فيلت. وعلى الرغم من أن التوزيع وإيرادات الإعلانات المطبوعة تنخفض بمعدلات مُثيرة للقلق، إلا أن الصحيفتين لا تزالان تُمثّلان نحو ثلث أرباح شركة أكسيل البالغة 1.5 مليار يورو. في المقابل، علاماتها التجارية الرقيمة الدولية تُمثّل نحو 10 في المائة فقط من الإيرادات. الاشتراكات على الإنترنت لصحيفة بيلد ودي فيلت في حالة نمو - 400 ألف لكلتا الصحيفتين - لكنه يعترف أن شركة بيزنيس إنسايدر لن تكون مُربحة حتى عام 2018. على الرغم من كل مشاعر السوء والكآبة، إلا أن دوبفنر يحاول البقاء متفائلاً، وهو واثق من أن شركة أكسيل يُمكنها صياغة هوية جديدة لنفسها في العالم الرقمي. يقول "أنا مؤمن قوي بمستقبل الصحافة الرقمية، أعتقد أن الصحافة الرقمية ستكون أفضل من حيث النوعية وربما من حيث نموذج أعمالها على حد سواء، لكن هذا يعتمد كثيراً على قواعد معينة تسمح بالمنافسة العادلة".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES