FINANCIAL TIMES

مستثمرو ناطحات السحاب يتحاشون النظر إلى الأسفل

مستثمرو ناطحات السحاب يتحاشون النظر إلى الأسفل

شركات التطوير العاملة في برج ضخم في غرب شارع 57 دعت المشترين "لاحتضان المزاج الخاص لناطحة السحاب في سنترال بارك". في الوقت نفسه، في 15 هدسون ياردز، المبني على أرض صناعية قفر على الجانب الغربي من مانهاتن، يستطيع الزبائن توقع العثور على "جبهة جديدة في مثالية العيش والعمل واللعب في مدينة نيويورك". مثل هذه اللغة المنمقة من غير المرجح أن تفعل الكثير لمساعدة السوق. أسعار العقارات الفاخرة انخفضت بنسبة تراوح بين 5 و7 في المائة عن الذروة التي حققتها في أيلول (سبتمبر) الماضي، وذلك وفقا لأشخاص في الصناعة، ومن المحتمل أن تستمر في الانخفاض لفترة من الوقت. شركات التطوير تتحدث عن سلسلة من المؤثرات السلبية: التدفقات المتعثرة للأموال من الصين وروسيا والبرازيل، والانتهاء الحديث لبرنامج تخفيض الضرائب على مستوى المدينة، والدعوات المتكررة من المنظمين للمصارف تطلب منهم كبح الأمر قليلا. انسحبت المصارف بشكل جماعي من تمويل البناء. يقول ديفيد أميريان، الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة أميريان لتطوير الشقق: "لقد شهدنا نهاية الإقراض من أجل مشاريع فاخرة جديدة. الجميع يقول: ’أوه لكن هناك استثناء‘ - لكن لا، لا يوجد". المشكلة الأساسية، كالعادة، هي الكثير من العرض. شركات التطوير أمضت الأعوام القليلة الماضية في المبالغة في تخصيص الأموال الرخيصة لتمويل المشاريع الجديدة. ووفقا لموقع العقارات "ستريت إيزي"، نحو 5250 شقة كانت متاحة للشراء في مانهاتن الأسبوع الماضي، وهو أكبر عدد منذ عام 2007. لكن يتوقع بعض المحللين أن يتضاعف المخزون بحلول العام المقبل في الوقت الذي تنتهي فيه الأبنية. ومن المرجح أن تبقى العقارات في السوق لفترة أطول. الشقق ضمن مجموعة السعر التي تراوح بين مليون وثلاثة ملايين دولار تستغرق أكثر من 50 يوما لتنتقل من مالك لآخر، وذلك وفقا للسماسرة - نحو ضعف المتوسط العام الماضي. في المجموعة الفاخرة - عشرة ملايين دولار وأكثر - هناك 531 شقة للاختيار منها. شقتك مقابل 85 مليون دولار هي شقة مكونة من ثماني غرف نوم وثمانية حمامات غرب شارع 42، وتتضمن يختا بقيمة مليون دولار، مع رسوم رسو لمدة خمسة أعوام، وسيارتي رولز رويس موديل فانتوم (واحدة بسقف قابل للكشف، وواحدة بسقف ثابت). وهي متاحة للشراء منذ ستة أشهر. يقول رئيس قسم العقارات في أحد المصارف الأمريكية الكبيرة الذي رفض الكشف عن اسمه: "حتى عندما كانت السوق جيدة وتلك الوحدات كانت تتحرك، هناك سؤال واحد كان دائما من الصعب الإجابة عنه هو: ’ما مدى عمق السوق بالنسبة للناس الذين يستطيعون دفع 15 مليون دولار مقابل شقة؟‘ كلما سألت أحدهم هذا السؤال، لا أحصل على جواب". المؤسسات ذات التعاملات الضخمة تشعر بالضغط. الأسهم في بنك أوزاركس - واحد من أقوى المصارف المقرضة للمشاريع الفاخرة في الولايات المتحدة في الأعوام الأخيرة - انخفضت نحو 30 في المائة عن الذروة التي حققتها في كانون الأول (ديسمبر). في أيار (مايو) قالت "مادي واترز"، وهي شركة بيع على المكشوف، إنها تتوقع المزيد من الانخفاض في الأسهم بسبب زيادة سوء التوقعات. "أوزاركس"، الذي يملك أصولا بقيمة 12 مليار دولار ومقره الرئيسي في ليتل روك، في ولاية أركنسو، رد بأنه ينفذ الكثير من الصفقات ذات الجودة العالية برفع مالي منخفض. في الشهر الماضي، جورج جليسون، الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس الإدارة، أخبر المحللين أنه لم يكن يتوقع فترة ركود طويلة أخرى، لكنه "مستعد بشكل ممتاز" لواحدة على أية حال. وقال أثناء تقديم أرباح قياسية علن الربع الثاني: "يمكنك قراءة العناوين الرئيسية والسير مع الجماعة، لكن عندما تفعل ذلك تفوت فرصا هائلة وغالبا ما تكون تجري في الاتجاه المعاكس". وأضاف: "لذلك ما حاولنا القيام به هو، إلى حد ما، تجاهل العناوين الرئيسية". هناك شخص آخر يتجاهل "إلى حد ما" العناوين الرئيسية هو جاري بارنيت، الرئيس التنفيذي لشركة إكستل للتطوير. شركة البناء الفاخر الأكبر من حيث المساحة بالقدم في مانهاتن بدأت أعمال الأساس على برج سنترال بارك في غرب شارع 57، لكن لا يزال عليها تأمين تمويل البناء للبقية. البرج يوصف بأنه أطول مبنى سكني في نصف الكرة الغربي، ومن المقرر أن ينتهي في عام 2019. بارنيت واثق بأن النقود ستكون موجودة بحلول الموعد النهائي في أيار (مايو) 2017 - لدرجة أنه وافق على إعادة شراء حصة بقيمة 300 مليون دولار تم بيعها إلى شريك من الصين، إذا لم تصل الأموال بحلول ذلك الوقت. يقول: "نحن نعتقد أنه سيكون المبنى المتميز ذا الجودة العالية للأعوام الخمسة إلى العشرة المقبلة". ويضيف رئيس شركة إكستيل أن المصارف يجب أن تعود إلى تمويل البناء لأنها بحاجة إلى الإيرادات من الفوائد - حتى إن تسبب لها المنظمون "في صداع" أثناء القيام بذلك. ويقول: "لم تفعل سوى جعل [السوق] أكثر صعوبة. سيتم تمويل المشاريع الأفضل والأكثر محافظة فقط".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES