FINANCIAL TIMES

الصينيون ينصبون شباكهم حول نادي ليفربول

الصينيون ينصبون شباكهم حول نادي ليفربول

صورة الـ "سيلفي" التي تجمع الرئيس الصيني، تشي جينبينج، وسيرجيو أجويرو، وديفيد كاميرون، رئيس وزراء بريطانيا السابق، خلال زيارة الرئيس الصيني إلى نادي مانشيستر سيتي في تشرين الأول (أكتوبر) 2015.

طريق الصين إلى بوابات نادي ليفربول، واحد من أندية كرة القدم الأكثر شهرة في إنجلترا، بدأ على بُعد نحو 30 ميلا في مانشستر. خلال زيارة رسمية إلى المملكة المتحدة في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، ذهب الرئيس الصيني، تشي جينبنيج، إلى ملعب التدريب الخاص بنادي مانشستر سيتي، والتقط صورة مع المهاجم النجم، سيرجيو أجويرو، رئيس الوزراء البريطاني في ذلك الحين، وديفيد كاميرون. وفي الوقت الذي كانت فيه الصورة تجول في وسائل الإعلام الاجتماعية في الصين، التقطتها عيون بعض أغنى رجال الأعمال الصينيين. ومنذ ذلك الحين تُنفق مجموعات صينية مليارات الدولارات للحصول على حصص في أندية كرة القدم الأوروبية، ووكالات حقوق وسائل الإعلام، وغيرها من المؤسسات الرياضية. وفي الوقت نفسه حطمت أندية كرة القدم الصينية الأرقام القياسية لأسعار انتقال اللاعبين النجوم من الدوريات الأوروبية. رغبة الرئيس تشي المُعلنة هي تحويل الصين إلى "دولة رياضية عظمى" تستضيف كأس العالم، وتفوز به. هذه هي خلفية الكشف يوم السبت الماضي عن أن تكتلا تقوده المجموعة الاستثمارية الصينية "إيفربرايت" وشركة الأسهم الخاصة "بي سي بي كابيتال بارتنرز"، شرع في محاولة لشراء ليفربول، إحدى جواهر تاج الكرة الإنجليزية. يقول فينج تشين، المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة الإنترنت الصينية، باوفينج، التي انضمت إلى إيفربرايت لشراء حصة أغلبية في وكالة حقوق الرياضة الإيطالية "إم بي آند سيلفا" في أيار (مايو): "فرق كرة القدم هي أصول ذات قيمة خاصة". ويضيف "تماماً مثل المشترين الروس أو الشرق أوسطيين من قبل، يملك الصينيون أموالا أكثر وهم يظهِرون اهتماما بها". وتنجذب المجموعات الصينية إلى حقوق وسائل الإعلام الجديدة المربحة، الخاصة بالدوري الإنجليزي الممتاز، وتقييمات الأندية المُثيرة للاهتمام نتيجة لضعف الاسترليني بعد التصويت لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ووجود جمهور محلي مزدهر. وإذا تمت الموافقة على صفقة ليفربول، يُمكن أن تكون الأكبر في قائمة متزايدة من الاستثمارات الصينية في كرة القدم الإنجليزية. وجاءت أكبر صفقة حتى الآن بعد فترة قصيرة من زيارة الرئيس تشي إلى المملكة المتحدة، عندما دفع تكتل صيني بقيادة مجموعتي الأسهم الخاصة "تشاينا ميديا كابيتال" و"سيتيك كابيتال"، 400 مليون دولار مقابل حصة بنسبة 13 في المائة في مجموعة سيتي فوتبول، الشركة الأم لنادي مانشستر سيتي، التي يملكها الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، من أبو ظبي. أماندا ستافيلي، مؤسِّسة "بي سي بي"، تعد صانعة صفقات لديها علاقات جيدة في الشرق الأوسط، وهي التي توصّلت إلى صفقة الشيخ منصور للاستحواذ على نادي مانشستر سيتي عام 2008. وكانت ستافيلي، وهي من مشجعي ليفربول المتحمسين، واجهة لمحاولة غير ناجحة من قِبل دبي لشراء نادي ليفربول عام 2008. والآن انضمت "بي سي بي" إلى شركة إيفربرايت، المدعومة من الدولة الصينية، لتُقدما معاً عرضا كبيرا للاستحواذ على نادي ليفربول، المملوك حالياً لمجموعة فينواي سبورتس الأمريكية، التي تملك أيضاً نادي بوسطن ريد سوكس. ووفقاً لأشخاص مقربين من المحادثات، هناك عديد من العوامل التي يُمكن أن تُعرقل الصفقة عندما تعقد اجتماعات بشأنها في الأسابيع المُقبلة. وموقف ليفربول في الوقت الحالي هو أن النادي ليس للبيع ولا يتم إجراء أي مناقشات نشطة. لكن جون دبليو هنري، مؤسس فينواي ومالك الأغلبية فيها، يأخذ الأمر بجدية جعلته يقرر تعيين الشركة الاستشارية "ألان آند كو". وحجم الحصة التي يُمكن أن يشتريها التكتل الذي يضم "إيفربرايت" و"بي سي بي" في ليفربول، وبالتالي قيمة النادي، سيتم تحديدهما لاحقاً. في الوقت نفسه، تكشف وثائق جمعية الشركات البريطانية عن تأسيس كيان باسم "إيفربرايت ديفيلوبمينت ليفربول ليمتد" في أواخر آذار (مارس)، قبل الشراكة مع "بي سي بي". ونظر تكتل "إيفربرايت" و"بي سي بي" في عدد من أندية كرة القدم في كل من إنجلترا والولايات المتحدة قبل الاستقرار على ليفربول، تاسع أغنى ناد في العالم من حيث الإيرادات، بحسب شركة الحسابات "ديلويت". والتكتل مستعد، كما يقول أشخاص مقرّبون من المحادثات، لضخ استثمار كبير في النادي. وعندما اشترت مجموعة فينواي سبورتس نادي ليفربول مقابل 300 مليون جنيه في عام 2010، كان طموحها هو إعادة تأسيس النادي منافسا منتظما على اللقب في الدوري الإنجليزي الممتاز، ومؤهلا ثابتا لدوري أبطال أوروبا، أكثر منافسة مرموقة على الصعيد الأوروبي. واقترب ليفربول من الفوز ببطولة الدوري الممتاز في موسم 2013/2014، لكن في نهاية المطاف تراجع إلى المركز الثاني. وآخر مرة فاز فيها بدوري أبطال أوروبا كانت في عام 2005. لكن الآمال في العودة إلى الأمجاد السابقة تبقى قائمة. ودائما ما يبدأ المشجعون المباريات بنشيد النادي "لن تسير وحدك أبدا". وخلال فترة قد تكون قصيرة، ربما يحتاجون إلى السير على أنغام المالكين الصينيين.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES