منوعات

الطباعة ثلاثية الأبعاد .. فرص استثمارية واستخدامات لا حصر لها

الطباعة ثلاثية الأبعاد .. فرص استثمارية واستخدامات لا حصر لها

يستفاد من الطباعة ثلاثية الأبعاد في مجالات عديدة مثل الصحة والبناء والصناعة."الاقتصادية"

جذبت تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد (3D) اهتمام كثيرين للتعرف على هذه التقنية الجديدة، وفرص الاستثمار والتوجه المستقبلي للصناعة في استخداماتها التي لا حصر لها، حيث يتوقع تقرير شركة البيانات العالمية (IDC)، أن تصل قيمة سوق الطباعة ثلاثية الأبعاد في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا إلى 1.3 مليار دولار بحلول عام 2019. ودعا الدكتور أحمد باصلاح الأستاذ المساعد في قسم الهندسة الميكانيكية في جامعة أم القرى الجهات الحكومية في المملكة إلى المسارعة في مواكبة ثورة الطابعات ثلاثية الأبعاد، لفوائدها المتوقعة على الاقتصاد الوطني، خصوصاً في تقليص تكلفة الطاقة المستهلكة والوقت اللازم للإنتاج، فضلاً عن خفض أعداد الأيدي العاملة في المنشآت الصناعية. وأوضح لـ"الاقتصادية"، الدكتور أحمد باصلاح، أن الطباعة ثلاثية الأبعاد تقنيات دخلت كثيرا من الصناعات لتوليد منتجات نهائية ومفيدة لكثيرين من القطاعات الصناعية والطبية، وغيرها، لافتا إلى أن التقديرات العالمية تشير إلى إمكان تقليص الوقت اللازم للإنتاج بنسب تصل 40 في المائة، فضلاً عن تقليص كلفته بنسبة تقدر بـ50 في المائة، فضلاً عن خفض عدد الآلات المستخدمة في الإنتاج، بدمجها في آلة واحدة، وبالتالي تقليص الطاقة اللازمة لعمليات التصنيع. وأشار إلى أن شركات عالمية كبرى بدأت الاستفادة من هذه التقنية في عمليات التصنيع، منها شركة لوكهيد مارتن التي تقول إن هذه التقنية مكنتها من تحقيق وفر في كلفة الإنتاج بنسبة تصل إلى 48 في المائة، فضلاً عن انخفاض زمن الإنتاج بنسبة 43 في المائة مقارنة بالإنتاج بالطرق التقليدية، كما استفادت من هذه التقنية شركة جنرال إلكتريك. وطالب وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية والجهات الحكومية الأخرى ذات العلاقة بالعمل على إنشاء مراكز بحثية وتدريبية للاستفادة من هذه التقنية في المملكة، وتطويرها محلياً وتأهيل الكفاءات الوطنية المتخصصة في هذا المجال، وذلك على غرار الاهتمام الذي أبدته وزارتا الطاقة والتجارة الأمريكيتان بهذه التقنية، مشيرا إلى توجه إمارة دبي لاستخدام هذه التقنية، وإعلانها خطة لبناء 25 في المائة من مباني الإمارة بهذه التقنية بحلول عام 2030. وحول مباحثات وزارة الإسكان مع شركة (وين صن) الصينية المتخصصة في هذه التقنية لدراسة إمكانية الاستفادة منها في بناء نحو 1.5 مليون منزل خلال السنوات الخمس المقبلة، بحسب تقارير صحافية، ذكر الدكتور باصلاح أنه حسب التقارير الصحافية فإن مباحثات وزراة الإسكان مع الشركة الصينية تسعى إلى إنشاء مصنع خاص لها في المملكة لطباعة المباني، لافتاً إلى أن هذه الشركة أنجزت سابقاً بناء مكتب حمل اسم "مكتب المستقبل" الذي تم افتتاحه في شهر مايو الماضي في دبي، كأول مبنى مطبوع يتم إنشاؤه في الخليج. وتحفظ الدكتور باصلاح على مزاعم الشركة الصينية حول قدرتها على تقليل وقت البناء لما يقارب 70 في المائة عن الطرق التقليدية، وتقليص مخلفات البناء بنسبة تصل إلى 60 في المائة، وتقليص العمالة لما يصل إلى 80 في المائة، أي أنها تقلل بشكل عام تكاليف البناء. وأشار إلى أن التقديرات العالمية أقل من ذلك بكثير، حيث إن انخفاض مواد البناء لا يتجاوز 30 في المائة، والعمالة بنحو 50 في المائة، مؤكدا مع ذلك أن هذا الانخفاض يعد كبيرا مقارنة بتكلفة البناء التقليدي. وحول طريقة البناء بالطابعات ثلاثية الأبعاد، أوضح باصلاح أن البناء بهذه الطريقة يعتمد على وضع مزيج من الأسمنت مع مواد أخرى في طابعة مخصصة لهذا الغرض، مع ترك فراغات للتمديدات. وأضاف: "تنفذ عملية البناء بشكل طبقي باستخدام الطابعات العملاقة المخصصة لذلك بطريقة آلية تعتمد على الحاسب دون التدخل البشري المباشر في عمليات كثيرة أثناء البناء، ما يقلل أيضاً من مخاطر إصابات العاملين أثناء العمل". وفي سياق متصل، يعد المهندس عبدالكريم إبراهيم البلوي، أحد الشبان السعوديين الذين جذبتهم تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، حيث درس هذه التقنية أثناء التحاقه ببعثة دراسية إلى الصين لدراسة تخصص الهندسة الكهربائية والأتمتة، وأنجز تصميم طابعة ثلاثية الأبعاد كمشروع تخرج، ويعمل حالياً على تطويرها "لتكون أسرع وأدق في الطباعة". من جهته، قال لـ"الاقتصادية" المهندس عبدالكريم البلوي، الذي درس هذه التقنية أثناء التحاقه ببعثة دراسية إلى الصين، شارحا تجربته في تطوير طابعته الخاصة "خلال دراستي لتخصص الهندسة الكهربائية والأتمتة في الصين، درست عديدا من المقررات التي تصب في مجال التحكم الآلي والبرمجة الآلية، وهي من المجالات التي ساعدتني في النجاح في تصميم طابعتي الخاصة في مشروع التخرج". وأضاف: "بعد تحديد الموضوع النهائي لمشروع التخرج، من قبل الكلية والمشرف على المشروع البروفسور الصيني (fan qi Gao)، بدأت رحلة أو تحدي بناء الطابعة من الصفر، ما يعني ضرورة تأمين كثير من المعدات والمحركات والدوائر الكهربائية التي تحتاج إلى تركيبها بالطريقة الصحيحة، حتى تعمل الطابعة بالشكل المطلوب".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من منوعات