FINANCIAL TIMES

الصين .. نزعة «تشي» القومية تعيد تنظيم السلطة

الصين .. نزعة «تشي» القومية تعيد تنظيم السلطة

الرئيس بالبزة العسكرية.

الصين .. نزعة «تشي» القومية تعيد تنظيم السلطة

عسكرة الصين.. عملية متواصلة.

من خلال عملية تطهير قاسية وإصلاح جذري ل هيكلته، يهدف الرئيس لتحويل جيش التحرير الشعبي إلى قاعدة السلطة السياسية الشخصية الخاصة به، لكنه أيضاً يُقامر من حيث إمكانية فرض السيطرة على المعارضة داخل الجيش. عندما وصل الرئيس تشي جين بينج في زي تمويه عسكري لزيارة مركز القيادة المشترك الجديد للجيش الصيني في نيسان (أبريل) الماضي، كان الرئيس يُرسل رسالة إلى النخبة السياسية. دائماً ما كان القادة الصينيون السابقون يرتدون بدلة ماو الخضراء في مثل هذه الزيارات إلى جيش التحرير الشعبي، حيث كانوا يمارسون الفصل في ارتداء الملابس بين الأدوار العسكرية والمدنية للحزب الشيوعي. ارتداء زي عسكري كان شيئاً جديداً، مُشيداً بموقف مختلف نحو جيش التحرير الشعبي في عهد الرئيس تشي، الذي جعل الجيش مركزياً لرئاسته والركيزة الأساسية لسلطته الشخصية. يقول دينيس وايلدر، نائب المدير المساعد السابق لوكالة المخابرات المركزية لشرق آسيا وخبير في شؤون جيش التحرير الشعبي الذي يُدرّس الآن في جامعة جورجتاون، "الرئيس تشي كان يخرج عن هذا التقليد عن قصد. كان يقول إنني لا أُمثل الحزب فقط، بل أنا أيضاً واحد منكم". #2# في الحدث الذي ظهر على شاشات التلفزيون الصينية، تحدّث الرئيس مع الضباط في منشأة بكين، وهو يُحدّق في شاشات البيانات التشغيلية في الوقت الحقيقي. تاي مينج شونج، المُتخصص في الجيش الصيني في جامعة كاليفورنيا، سان دييجو، يقول إن البث أظهر "مستوى من المشاركة مع الجيش على مستوى العمليات، وهو نهج مباشر لم يتميّز به القادة الصينيون أخيراً". كما كشف المذيع عن أن الرئيس تشي لديه رتبة جديدة، مُشيراً إليه بأنه "القائد الأعلى" للعمليات المشتركة في جيش التحرير الشعبي، وهو لقب تم استخدامه آخر مرة في الأعوام 1949-1954 من قِبل تشو ده، الجنرال الثوري في عهد ماو تسي يونج. في حين أن هذا يعتبر أمرا شكليا - الرئيس تشي يترأس بالأصل اللجنة العسكرية المركزية، التي تمنحه السلطة العُليا على جيش التحرير الشعبي - إلا أن يُعزز سلطته الرمزية مع رتبة عسكرية إضافة إلى رتبة في الحزب. الرئيس الصيني ليس أول سياسي يستخدم الرتبة والزي الرسمي لدعم صورته كقائد قوي، لكن العظمة، التي جنباً إلى جنب مع حلقات أخرى مثل الاستعراض العسكري الضخم في أيلول (سبتمبر) الماضي، تبدو مصممة للتماهي بين الرئيس تشي مع الجيش بطريقة لم نشهدها منذ قيادة ماو أو دينج كزياو بينج للبلاد. يقول كريستوفر جونسون، الخبير في السياسة الصينية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية القائم في العاصمة واشنطن، "حتى ماو لم يكُن القائد الأعلى. هذا أمر جديد كلياً". الأهم من ذلك، يقول مراقبون إن الرئيس تشي كان يستخدم الزيارة للتأكيد على فوزه في المعركة لإصلاح جيش التحرير الشعبي. باعتبارها عملية غالباً ما تكون قاسية لا ترحم، فقد أدت إلى تطهير مئات كبار الضباط خلال العامين الماضيين - جزء من حملة الرئيس تشي لمكافحة الفساد - وستشهد تخفيضا في مستويات القوات البرية بنحو 300 ألف. افتتاح مركز القيادة المشترك عرض التكنولوجيا المتطورة، لكنه أيضاً بشّر بنظام جديد. حيث نشر اللحظة عندها انتهت هيمنة القوات البرية في جيش التحرير الشعبي، ورفع القوات البحرية والقوات الجوية وأقسام الصواريخ الاستراتيجية بدأ في الوقت الذي تستعد فيه لخوض معارك القرن الحادي والعشرين. كان لتطهير الفساد الأثر الجانبي المتمثل في "تليين" جيش التحرير الشعبي، على حد تعبير أحد المحللين، لعملية إصلاح من شأنها أن تفرقه وتجمعه مرة أخرى تحت إمرة تشي المباشرة. يقول ليو بوجيان، الباحث في معهد شرق آسيا، التابع للجامعة الوطنية في سنغافورة: "إن تفكيك الفئوية السياسية داخل جيش التحرير الشعبي كان واحدا من الأهداف الرئيسة لحملة مكافحة الفساد". كما يقول إن تطهير أصحاب الرتب العليا عمل حتى الآن على الإطاحة بما لا يقل عن 37 من الجنرالات الرئيسيين، الذين تمت محاكمتهم جميعا. وتشمل الإصلاحات، التي ينظر إليها على أنها الأكثر انتشارا منذ ثورة عام 1949، إعادة توثيق هيكل المسؤولية الهرمية في الجيش، ووضعه تحت قيادة تشي شخصيا وتجريده شيئا من سلطته. وكان الهدف من عمليات التطهير هو تعزيز سلطته عن طريق استئصال المعارضين. ومن خلال مواجهة أصحاب المصالح الشخصية في المجال العسكري، يجري تشي مقامرة كبرى كأي زعيم آخر على مدى العقود الأربع الماضية. وكان ماو هو من أعلن أن السلطة السياسية "تأتي من فوهة بندقية" ومنذ وفاته قلة هي التي تجرأت على التدخل في العلاقات المتوترة ما بين الحزب الشيوعي والجيش بحيث شكلت حجر الأساس للدولة. على مدى السنوات الأربعين الماضية طور جيش التحرير الشعبي سمعة له في مجال الفئوية والفساد وكذلك تدخل في أمر رجال السياسة. تحمل القادة السابقون هذا السلوك لكن تشي يراه وبكل وضوح كواحد من الأولويات لإحداث التغيير. يقول وايلدر، الذي يستخدم مصطلح "الالتزام المشروط" لوصف العلاقات ما بين الحزب والجيش: "إن العلاقات مع الجيش دائما ما تكون أمرا يتعين على القائد تحديده. إنه شيء يجب عليهم التعامل معه بحذر - حيث إن الجيش هو المصدر الحقيقي لقوة وسلطة الحزب". وفي حين أن الجيش تابع بشكل رسمي للحزب، يقول ويلدر إن جيش التحرير الشعبي "في الحقيقة يكون تابعا لمسؤول حزبي واحد فقط، وهو رئيس اللجنة العسكرية المركزية (تشي). وعلاقته مع الجيش تضبط النغمة بالنسبة للنظام السياسي بأكمله الآن". ويوضح فاسيلي كاشين، المتخصص في الشؤون العسكرية الصينية في الكلية العليا للاقتصاد في موسكو، الأمر بشكل أكثر صراحة قائلا: "يقوم الرئيس تشي بتحويل جيش التحرير الشعبي إلى قاعدة سلطة سياسية". التوترات الإقليمية تجري مراجعة التوازن الدقيق ما بين جيش التحرير الشعبي والحزب في لحظة حرجة - في الوقت الذي تتأهب فيه كل من الولايات المتحدة والصين قبالة بحر الصين الجنوبي. في أعقاب قرار محكمة التحكيم ضد مطالبات الصين في المنطقة هذا الشهر، عقد جيش التحرير الشعبي سلسلة من المناورات العسكرية والبحرية الضخمة لتذكير المنافسين بأنه لا يقبل بحكم المحكمة. يقول بعض المحللين الغربيين إنهم يشعرون بالقلق من أن الجيش ربما يكون يمارس الضغط لاتخاذ نهج أكثر مواجهة كوسيلة لكسب النفوذ السياسي المحلي. الهدف من الإصلاحات هو الحصول على جيش عسكري قادر على تحدي الولايات المتحدة - مواكبتها أو تجاوزها فيما يتعلق بالقدرات التكنولوجية والتشغيلية بحلول عام 2030. وهذا لن يكون أمرا سهلا: حيث إن واشنطن لا تزال تنفق ثلاثة أضعاف ميزانية الدفاع السنوية لدى الصين (التي تقدر بأنها تبلغ 200 مليار دولار)، على الرغم من الزيادات الكبيرة جدا في النسب المئوية كل عام خلال ربع القرن الماضي. في الوقت نفسه، من المعروف أن جيش التحرير الشعبي منخفض من الناحية التكنولوجية. فقد خاض حربه الأخيرة، وهي صراع حدودي كارثي عام 1979 مع فيتنام، وهم يرتدون الصنادل والقبعات الخفيفة، ويستخدمون الأعلام للتواصل في أرض المعركة. وفي الوقت الذي يجري فيه تداول جيل جديد من الأسلحة فائقة التكنولوجيا مثل حاملات الطائرات والغواصات النووية والمقاتلات الشبح، يقول الخبراء إن الأمر سيستغرق سنوات إن لم يكن عقودا قبل أن تصبح الصين قادرة على استخدامها بشكل فاعل. يقول الخبراء إنهم يتشككون في القدرة الحالية لجيش التحرير الشعبي للفوز في الحرب ضد عدو إقليمي أصغر حجما حتى مثل اليابان، ناهيك عن الولايات المتحدة، وأن العواقب السياسية المترتبة على مثل هذه الخسارة يمكن أن تكون عواقب كارثية. يقول جونسون: "إن خسرتَ حربا ضد اليابان، يكون الوضع قد انتهى بالنسبة للحزب الشيوعي الصيني". إعادة تنظيم السلطة بدأ جيش التحرير الشعبي حياته في العشرينيات كجيش حرب لعصابات من الفلاحين، الذي أصبح أحد أركان الدولة بعد أن هزم القوات القومية في الحرب الأهلية لعام 1949 لمساعدة الحزب الشيوعي على تولي السلطة. في أعقاب فوضى الثورة الثقافية في الستينيات، ظهر جيش التحرير الشعبي كواحد من المؤسسات القليلة الفاعلة في الصين. وبعد أن توسع الجيش ليصل عدد منتسبيه إلى نحو سبعة ملايين شخص، كان قد أصبح دولة داخل دولة. وفي أعقاب وفاة ماو، سعى دينج لفعل شيء ما يتعلق بقوة الجيش، وقام بخفض عدد القوات بمقدار مليون شخص. يقول وايلدر: "رآى تشي كيف قام دينج بتنظيم أمور الجيش بعد الحملة الفيتنامية. والآن، يستخدم تشي نفس قواعد اللعبة: تضربهم على رؤوسهم، وتقول لهم: لستم جيدين، أنتم فاسدون، لكن حسنا لا بأس لأنني سأصلح الأمر". وثمة عامل آخر محفز بالنسبة لتشي وهو العلاقة ما بين سلفه، هيو جينتاو، والجيش. وجاءت اللحظة الحاسمة في كانون الثاني (يناير) من عام 2011 عندما أجرت القوة الجوية أول رحلة اختبار لمقاتلتها المحلية الشبح في الوقت نفسه الذي ترأس فيه روبرت جيتس، وزير الدفاع الأمريكي آنذاك، اجتماعا مع هيو في بكين. قال جيتس لاحقا إنه اعتقد أن هيو فوجئ بذلك الاختبار وشعر بالإذلال أمام ضيفه الأجنبي. وأضاف جيتس في ذلك الوقت: "على مدى السنوات القليلة الماضية، شهدنا بعض الدلائل على وجود انقطاع في الاتصال ما بين القيادة العسكرية والقيادة المدنية". يقول تشيونج من جامعة سان دييجو: "إن آراء تشي حول القوة العسكرية لا بد أنها تأثرت بالتعرض بصورة مباشرة أولا للمشاكل الناجمة عن علاقة هيو بالقوة العسكرية خلال الوقت الذي كان يستعد فيه تشي لتولي القيادة". قرارات مبكرة خلال أشهر من مجيء الرئيس تشي إلى السلطة وجَّه الضربة الأولى، وهي إعلانه في تشرين الثاني (نوفمبر) من عام 2013 عن خطة طويلة المدى لتقليص عدد القوات والقيام بإصلاحات هيكلية عميقة. وقد قام من الناحية العملية بتفكيك أربع دوائر رئيسة في الجيش، وهي: اللوجستيات، وهيئة الأركان العامة، ووحدة الأعمال السياسية، والوحدة المسؤولة عن التسلح، وهي التي كانت الدعائم الرئيسة لجيش التحرير الشعبي الصيني منذ نشأته. لا تزال هذه الدوائر موجودة ولكن تم تخفيض تأثيرها بصورة عجيبة. يقول كاشين الباحث في كلية الاقتصاد العليا في موسكو، "يقوم الشيوعيون بإرجاع أصلهم ونشأتهم لهذه المنظمة التي أُسست أثناء الحرب الأهلية الصينية، وجميع دوائرها أقدم بعقدين من جمهورية الصين الشعبية نفسها. وهم الآن من الناحية العملية يقومون بتفكيكها. هذه خطوة هائلة". وفي موازاة ذلك، أدت حملة التطهير المضادة للفساد إلى القبض على عدد من الضباط الكبار، منهم الجنرال تشيو كايهو، الرئيس السابق للدائرة السياسية للجيش، والجنرال جيو بوتشيونغ، وهو إحدى الشخصيات السياسية الكبيرة، والنائب السابق لرئيس الهيئة العسكرية المركزية، اللذين اتهما بأخذ رشاوى لقاء ترقيات في الجيش. مات تشيو بمرض السرطان قبل إمكانية سجنه، بينما حُكم على جيو في هذا الأسبوع بالسجن مدى الحياة. كان الأثر الكلي من تلك القرارات هو إحداث تأثير أساسي في طبيعة السلطة في الجيش. وقد أصبحت كل دوائره الآن تحت السيطرة المباشرة للهيئة العسكرية المركزية التي يرأسها تشي، وليس تحت قيادة الجيش الذي تقوده هيئة الأركان العامة. يقوم كل هؤلاء بالمشاركة في السلطة على الجيش مع 11 وكالة، بعضها تم إنشاؤه حديثاً والبعض الآخر أعيدَ تشكيله، ولكنها جميعا تقع تحت الإدارة المباشرة للهيئة العسكرية. يقول ني ليتشيونغ، الخبير البحري في جامعة العلوم العسكرية والقانونية، إنه من وراء الكواليس تستمر المقاومة من داخل وخارج الجيش، وهو يقول، "هذه هي الحال عادة مع الإصلاحات، فهي ستتم مع حدوث احتكاك من الداخل من قبل القوى الرجعية"، وهو يقول هذا على نحو من التندر، مستخدماً المصطلح الماركسي لوصف أصحاب الثورة المضادة. وعلى الرغم من وجود تأييد لتلك الإصلاحات من البعض في الجيش، وخاصة من الضباط الشباب الذي تعبوا من الفساد، إلا أن هذه الإصلاحات الشاملة قوبلت بالمعارضة. وقد طالب عدد من المقالات التي نشرت في الصحافة العسكرية في السنة الماضية بالولاء للحزب، وهو الأمر الذي يقول عنه المراقبون بأنه شيء غير ضروري لو كانت السلطات واثقة من أنها تمتلك هذا الدعم. وقد لوحظت أكثر المعارضة في القوات البرية، وهي التي تعتبر تاريخياً الذراع المهيمنة في جيش التحرير الشعبي الصيني. وستكون هذه القوات هي أكثر من يخسر في الوقت الذي يزداد فيه زخم التغيير في القوات البحرية والجوية والصواريخ الاستراتيجية. يقول جونسون الخبير في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، "إذا كنت ممن يلبسون اللباس الأخضر فمعنى ذلك أنك لا تحب هذه الإصلاحات". ويضيف ني أن العامل الأهم الآخر سيكون الأثر الاقتصادي الذي ستتركه عملية إعادة هيكلة القوات المسلحة. أكثر ما يخشاه النظام هو حدوث اضطرابات اجتماعية، ولذلك سيكون على إدارة تشي تسوية تسريح 300 ألف فرد من الجيش، في وقت يمر فيه الاقتصاد بمرحلة التعثر وبعض الصناعات بدأت بالفعل في تخفيض آلاف الوظائف. يقول ني "على الحكومات المحلية التعامل مع الضغوط التي تواجهها لترتيب وظائف للأفراد الذين أحيلوا على التقاعد أخيراً. ربما يكون عليهم تقديم فرص عمل جديدة في نظام مشبع بالوظائف بالأصل". من غير المحتمل أن تعمل الإصلاحات على جعل جيران الصين يشعرون بالارتياح - مع وجود مخاوف من مواجهة تلوح في الأفق في بحر الصين الجنوبي والشرقي. كما أن سعي الصين المتهور للحصول على قوة عسكرية أفضل "يرسل بالتأكيد إشارة إلى بقية أجزاء المنطقة"، وفقا لدبلوماسي من دولة مجاورة. وبسبب التوترات المتصاعدة ما بين الصين وجيرانها إلى حد كبير، ارتفع الإنفاق العسكري. في منطقتي آسيا وأوقيانوسيا، ارتفع الإنفاق على مجال الدفاع عام 2015 بأسرع معدل في العالم، بـ 5.4 في المائة، وفقا لدراسة أجراها المعهد الدولي لبحوث السلام في استوكهولم. وهذا يتغلب حتى على ميزانيات الدفاع المدعومة بالنفط والخاصة بالشرق الأوسط الذي مزقته الحروب. والسؤال الآن هو: ما الذي يخطط تشي لفعله مع آلة الحرب الخاصة به التي أعيد تحديثها ونمذجتها ولكنها لم تختبر بعد؟ تقول يامي تشي من مجموعة الأزمات الدولية في بكين إن الصورة الراسخة والمتشددة لتشي والاهتمام بالجيش تؤثر في البلاد وتعمل على توجيهها نحو النزعة القومية. كما تقول: "هنالك ذلك الاعتقاد بأن تشي شخص قومي، وأنه يريد تقديم صورة متشددة وحازمة، وبالتالي يعمل المسؤولون والبيروقراطيون في هذا السياق على معايرة خطاباتهم وسلوكياتهم وفقا لذلك".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES