أخبار اقتصادية

رئيس المجلس الأوروبي: بريطانيا لن تربح بعد الانفصال

رئيس المجلس الأوروبي: بريطانيا لن تربح بعد الانفصال

قال دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي، إن على الاتحاد الأوروبي ألا يسمح لبريطانيا بأن تربح من خروجها من الاتحاد حتى لا يشجع ذلك دولا أخرى على أن تحذو حذوها. وتتفق هذه التصريحات مع تصريحات آخرين من صناع القرار السياسي، ما يشير إلى تبني موقف متشدد في مفاوضات الانسحاب من الاتحاد الأوروبي المقبلة، وصوت البريطانيون في استفتاء الشهر الماضي للخروج من الاتحاد، في الوقت الذي دعا فيه مؤيدو الخروج لوضع قيود على الهجرة، لكن زعماء الاتحاد الأوروبي أوضحوا أن بريطانيا لن تحتفظ بمكانها في السوق الأوروبية الموحدة إذا لم تقبل بحق المواطنين الأوروبيين في الانتقال إلى البلاد. وبحسب "رويترز"، فقد ذكر توسك في مقابلة مع صحيفة بوليتيكا البولندية الأسبوعية في عددها الصادر أمس، أنه لا ينبغي لأحد أن تستأثر به الرغبة في معاقبة أو إذلال البريطانيين بسبب ما فعلوه معنا، لكن إذا صارت فكرة خروج دولة عضو من الاتحاد نموذجا جذابا يحسن وضع هذه الدولة فستفكر دول أعضاء أخرى في الأمر ذاته. وأضاف أنه ليس بوسعنا إبعادهم عنا، لكن لا يمكننا أن نتركهم يربحون من الخروج من الاتحاد الأوروبي؛ لأن ذلك سيقضي عليه، وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قد قالت لقناة (زد.دي.إف) التلفزيونية الأحد الماضي، إن بريطانيا لن يسمح لها بانتقاء ما تريده في علاقتها بالاتحاد الأوروبي وترك ما لا يعجبها. وقال رئيس المجلس الأوروبي إن القادة الأوروبيين أكدوا بوضوح للمملكة المتحدة أنه لا يمكنها التفاوض على دخول السوق الأوروبية المشتركة الموحدة كما يحلو لها بعد خروجها من الاتحاد؛ أي دون أن تقبل بحرية تنقل الأشخاص. وأشار توسك إلى أن الاتحاد الأوروبي يأمل أن تكون المملكة المتحدة شريكا مقربا في المستقبل، ولكن "دخول السوق الموحدة يتطلب القبول بالحريات الأربع الأساسية للتكتل بما فيها حرية التنقل، ولن تكون هناك سوق موحدة على المقاس. وأضاف أن المباحثات الأولى بعد قرار بريطانيا مغادرة الاتحاد، التي جرت في بروكسل لم تسهم في التوصل إلى نتائج، لهذا قررنا عقد اجتماع تشاوري للدول السبع والعشرين، وسنلتقي في 16 أيلول (سبتمبر) في براتيسلافا لمتابعة مناقشاتنا. وأوضح توسك أن المفاوضات مع بريطانيا حول مستقبل علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي لا يمكن أن تبدأ إلا بعد بدء عملية الانفصال التي تستغرق سنتين، وخلال المناقشات التي وصفها توسك بأنها "هادئة وجدية" وهي الأولى في غياب مسؤول بريطاني منذ 40 عاما، اتفق المشاركون على أن أوروبا تمر بلحظة جدية في تاريخها المشترك، وقد انبثقت عن حوارنا مسألة واحدة واضحة، وهي أن القادة مصممون بالمطلق على البقاء متحدين. وكان توسكر قد رفض تحميل جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية، مسؤولية خروج لندن من التكتل، فيما ذكر يونكر أنه ليس من الإنصاف أن يتم توجيه اللوم إليه ومطالبته بالاستقالة بسبب نتيجة الاستفتاء البريطاني، مشيرا إلى أن الحكومة وقوى المعارضة في بريطانيا طلبوا منه عدم التدخل في الحملة. وأيد رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي رأي يونكر، قائلا إن "جان كلود يونكر هو آخر شخص يمكن أن نلومه" بسبب النتيجة السلبية للاستفتاء، وقبل الدعوة للاستفتاء، كان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قد انتزع حقوق عضوية خاصة لبلاده، وألمح البعض إلى أن التنازلات لم تكن سخية بالشكل الكافي. وأوضح توسك أن الصفقة التي عرضت على كاميرون، والتي صاغتها المفوضية الأوروبية، كانت "الحد الأقصى"، بل أكثر من الحد الأقصى الذي يمكن أن يقدم، نظرا للقيود التي تفرضها قواعد الاتحاد الأوروبي والمعارضة من الدول الأخرى الأعضاء.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية