أخبار اقتصادية

الاسترليني يعاود الارتفاع مع اتجاه المستثمرين لجني الأرباح

الاسترليني يعاود الارتفاع مع اتجاه المستثمرين لجني الأرباح

عاد الجنيه الاسترليني إلى الارتفاع فوق مستوى 1.30 دولار أمس مع اتجاه المستثمرين لجني الأرباح بعد انتعاش بسيط في الإقبال على المخاطرة على الرغم من بقاء التوقعات القاتمة بشأن قيمة العملة البريطانية بعد تصويت البلاد لمصلحة الانسحاب من الاتحاد الأوروبي. ومع ارتفاع أسواق الأسهم الأوروبية تراجع الطلب على الين كملاذ آمن وتجاوز الدولار الاسترالي المرتبط بالنمو آثار خفض توقعات التصنيف الائتماني للبلاد من قبل مؤسسة ستاندرد آند بورز. وبحسب "رويترز"، فقد ارتفع الاسترليني 0.9 في المائة أمام الدولار إلى 1.3044 دولار بعد أن انزلق لأدنى مستوى في 31 عاما عند 1.2798 دولار أمس الأول، وانخفضت قيمة العملة البريطانية بنسبة تفوق 14 في المائة منذ إعلان نتيجة التصويت المؤيد للانسحاب من الاتحاد مع توقع بعض المحللين استمرار انخفاض العملة البريطانية إلى 1.20 دولار في الأشهر المقبلة مع استعداد بنك إنجلترا المركزي لتيسير السياسة النقدية. وانخفض الدولار بنسبة 0.2 في المائة أمام الين إلى 100.97 ين ليظل فوق أدنى مستوى له، الذي بلغ 99 ينا في الرابع والعشرين من حزيران (يونيو) بعد يوم من التصويت في الاستفتاء البريطاني. وانخفض الدولار الاسترالي إلى 0.7467 دولار أمريكي بعد أن خفضت مؤسسة ستاندرد آند بورز توقعاتها للتصنيف الائتماني لاستراليا إلى سلبي من مستقر، لكن العملة عوضت خسائرها وبلغ سعر تداولها 0.7518 دولار دون تغير يذكر خلال اليوم مقارنة بالإغلاق السابق. واجتذب طرح للسندات الحكومية البريطانية أقوى طلب من المستثمرين في أكثر من ثلاث سنوات بما يعكس الإقبال على أدوات الدين السيادية في العالم بعد تصويت بريطانيا لمصلحة المغادرة، وأوضح مكتب إدارة الدين في بريطانيا إن نسبة تغطية طلبات الاكتتاب للمعروض بلغت 2.33 مرة في مزاد الذي طرحت فيه سندات قيمتها 2.25 مليار جنيه استرليني (2.93 مليار دولار) بفائدة 1.5 في المائة تستحق في 2026. وتزيد نسبة التغطية كثيرا عن تلك التي شهدها العطاء السابق للسندات نفسها في الخامس من أيار (مايو) وهي أعلى نسبة تغطية في عطاءات السندات التقليدية منذ كانون الثاني (يناير) 2013. وجرى بيع السندات المستحقة في 2026 بمتوسط عائد قدره 0.912 في المائة بما يقل كثيرا عن العائد البالغ 1.656 في المائة الذي بيعت به السندات قبل شهرين، وهبطت عوائد السندات التي تصدرها الدول الغنية في العالم إلى مستويات قياسية في الأيام الأخيرة بعد الصدمة التي أحدثتها نتيجة الاستفتاء البريطاني على عضوية الاتحاد الأوروبي وما أثارته من مخاوف جديدة بشأن آفاق الاقتصاد العالمي. على بريطانيا التحرك سريعا لتجنب هبوط عملتها لسعر التعادل مع الدولار إلى ذلك، قال محمد العريان كبير المستشارين الاقتصاديين في مجموعة أليانز الألمانية إن على الساسة البريطانيين التحرك بصورة عاجلة وتنظيم صفوفهم بعد التصويت لمصلحة خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي مضيفا أنهم إذا فشلوا في التوصل إلى "خطة بديلة" موثوقة بشأن اتفاق تجارة حرة فإن الجنيه الاسترليني قد يهبط نحو سعر التعادل مع الدولار. وأشار العريان إلى أن بريطانيا تواجه المزيد من الغموض الذي يكتنف البنية الهيكلية لاقتصادها وانخفاض وتيرة النمو الاقتصادي وارتفاع مخاطر الانزلاق إلى الركود بعد التصويت، مضيفا أن على المملكة المتحدة أن ترتب أمورها السياسية على وجه السرعة بما يشمل تعيين رئيس وزراء جديد قادر على التفاوض بفاعلية مع الاتحاد الأوروبي. وأوضح كبير مستشاري "أليانز" التي تدير أصولا بقيمة نحو 1.3 تريليون يورو (1.4 تريليون دولار) أن الكثير من الأمور يعتمد على قدرة الساسة على تقديم "خطة بديلة" سريعة وموثوقة لعضوية الاتحاد الأوروبي، التي تشمل اتفاقا للتجارة الحرة مع التكتل، مشيرا إلى أن الخطة البديلة تعتمد على الساسة في لندن وعلى جانبي القنال لكن حتى الآن لم يرقوا لمستوى مسؤولياتهم الخاصة بالإدارة الاقتصادية. وقال العريان: "أرى أن الاسترليني يواجه ضربة مزدوجة مع عدم وجود دفاعات قوية"، موضحا أن هناك مخاوف تتعلق بموازين المعاملات الجارية والمعاملات الرأسمالية بسبب الغموض الذي يكتنف مستقبل العلاقات التجارية وتدفق الاستثمارات مع عدم قدرة بنك إنجلترا المركزي على تقديم مبررات لرفع معدلات الفائدة. ويرى العريان أن القيمة المستقبلية للاسترليني تعتمد على كيفية وسرعة تبديد الغموض الذي يكتنف البنية الاقتصادية - فإذا تأخرت الخطة البديلة أو لم تحتو على الكثير من الترتيبات الخاصة بالتجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي فليس من المستبعد أن يتجه الاسترليني نحو سعر التعادل مع الدولار الأمريكي، ولكن إذا تم التوصل لاتفاق بين المملكة المتحدة وشركائها الأوروبيين على ترتيب جديد يسمح بممارسة ما يكفي من التجارة الحرة فقد ينتهي المطاف بالاسترليني إلى الارتفاع عن مستوياته الحالية.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية