المشراق

«زل رمضان» للشاعر «مطوع نفي».. قصيدة من تراث نجد

«زل رمضان» للشاعر «مطوع نفي».. قصيدة من تراث نجد

ونحن في أواخر شهر رمضان الكريم، تذكرت هذه القصيدة للشاعر المشهور سعيدان، "مطوع نفي"، وقد قالها بعد غياب زوجته عنه، وتأخر عودتها، فغلبه الشوق إلى نورة وقال: يا زين بَرَّاقٍ على دار نوره نورات واجد مير نوره بها زود الصاحب اللي كن خنّة عطوره مباخر سيقت على جمرهن عود زلّ رمضان وزلّ معه الفطوره وقفّاهن الموسم وانا مثل مسعود مشروبي البارد يزيدن حروره شوب على كبدي ولو كان قرهود الحب يظهر حنطته من بذوره وقوت البلد عند الدلاليل ماجود لا شمس لا نصف الشهر من بدوره لا حصة فيها من الوزن عنقود جرحي لجا ما عاد يلقى ذروره وكبد تدريق فوقها سم راصود وللقصيدة عدة روايات، وما أوردته رواية راوية عنيزة للراحل إبراهيم بن محمد الواصل ــ رحمه الله ـــ. وهو أحد الرواة الثقات، ويتمتع بأسلوب شيق في الرواية يشد كل الحضور، جالسته مرة واحدة فرأيت روايته دقيقة، ومعرفته جيدة، وكنت حريصا على أن أكرر زيارته، ولكن التسويف، قاتله الله، منعني من ذلك حتى فجعت بخبر موته، ولا شك أن رحيله خسارة كبيرة. ولمطوع نفي نوادر طريفة وغريبة، منهن أنه مر على خمس من النساء العفيفات جالسات تحت شجرة أثل وقد أشعلن نارا يتدفأن بها، ولما رأين مطوع نفي قلن له: تفضل يا المطوع تدف على النار، فاقترب منهن وحين جاء قلن له: أنت شاعر وتنظم شعر الغزل في النساء، فلماذا لا تقول فينا قصيدة، فنظر فيهن وإذا ثنتين عجائز كبيرات سن، وثلاث فتيات فقال: لعل هاذي هي وهاذي بهاذي وهذي تمهل هي وهاذي وهاذيك طير العشا ما يفرس إلا القذاذي وفرخ الحرار إلى نهمته يعشيك ويقصد بهذي وهذي في الشطر الأول العجوزين، وبهذي أي النار، أما الشابات الثلاث التي أشار إليهن في الشطر الثاني فيدعو الله أن يطيل أعمارهن. وقد عرف مطوع نفي بهذا النموذج من الشعر، والهجاء المقذع، وإذا قرأنا في كتب الأدب أن الحطيئة قد هجا أمه وأبيه بل هجا نفسه، فإن شاعرنا تنسب له أبيات في هجاء أحد أجداده، وإن صحت نسبة هذه الأبيات إليه، فهذا يجعلنا لا نستغرب بقية هجائه. وأكثر من رأيت معرفة بأخبار مطوع نفي هو الشيخ سعد الجنيدل رحمه الله، وكان لوالده معرفة قوية به. وحياته وأشعاره جديرة بالدارسة والاهتمام.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من المشراق