مشاريع الحرمين في العهد الحديث .. مساحات تتضاعف وخدمات تتزايد

مشاريع الحرمين في العهد الحديث .. مساحات تتضاعف وخدمات تتزايد

مشاريع الحرمين في العهد الحديث .. مساحات تتضاعف وخدمات تتزايد

في قرابة الـ50 عاما الماضية تضاعفت مساحة الحرم المكي والمسجد النبوي أكثر من ثلاث مرات لكليهما، فضلا عن زيادة مستوى الخدمات المقدمة لزوار المسجدين بشكل كبير خلال الأعوام الماضية، لكن البداية لمشروعات التوسعة في العصر الحديث انطلقت في وقت مبكر من عمر الدولة السعودية. فمنذ عام 1926 انطلقت باكورة العمل على توسيع الحرم المكي، إذ إن الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن وبإمكانات بسيطة حينها كان قد أمر بصيانة المسجد الحرام وترميم بعض أجزائه قبل أن تدخل الكهرباء إلى الحرم لتنار المصابيح وتتوزع المراوح الكهربائية في أسقف المسجد وباحاته وذلك في عام 1953 مع أواخر عهد الملك عبد العزيز. وواصل أبناؤه من بعده مسيرة تطوير وتجديد المسجد الحرام، ففي عهد الملك سعود استمرت عملية توسعة وتطوير المسجد الحرام على ثلاث مراحل من عام 1954 وحتى عام 1962، حيث أصبحت بعدها مساحة الحرم 193000 متر مربع، وبلغت طاقته الاستيعابية 400 ألف مصل. ويسجل عهد الملك فهد بن عبد العزيز العصر الذهبي لعملية التوسعة في المسجد الحرام إذ استمرت عمليات التوسعة التي بدأت عام 1988، وانتهت منتصف التسعينيات من القرن الماضي وشملت هذه التوسعة من الخدمات كتجهيز الساحات الخارجية، وإدخال نظام التكييف، وإدخال أنظمة إطفاء الحرائق وتصريف الأمطار، وغيرها من الخدمات الأخرى، وبلغت مساحة المسجد 356000 متر مربع، وطاقته الاستيعابية 600 ألف مصل. وفي الأعوام الأخيرة تزايدت الحاجة إلى رفع الطاقة الاستيعابية لزوار بيت الله الحرام يوما بعد يوم، حتى أصبحت مواصلة التطوير أمرا بالغ الأهمية، لذلك أمر الملك عبد الله بن عبد العزيز بالبدء في مشروع توسعة جديدة، إكمالا لما بدأه الملك المؤسس وأبناؤه من بعده. وجاءت خطة التطوير في المواقع المقدسة لتستهدف إحداث أكبر توسعة للحرم المكي الشريف إلى جانب تطوير الحرم المكي في مختلف النواحي العمرانية والفنية والأمنية في مدة زمنية حددت بسنتين من تاريخ تسليم الموقع خاليا من العوائق غير أن ضخامة المشروع، وتنوع أبعاده، أسهما في تقسيمه إلى ثلاثة أقسام. يهدف القسم الأول إلى توسعة مبنى الحرم المكي ليستوعب أكبر عدد ممكن من المصلين ويتوقع أن يصل إلى مليوني مصل في وقت واحد، أما القسم الثاني فيهدف إلى توسعة وتطوير الساحات الخارجية للحرم المكي التي تضم دورات مياه، وممرات، وأنفاقا، إضافة إلى مرافق أخرى مساندة، ومن شأن هذا القسم تسهيل دخول وخروج المصلين وزوار بيت الله الحرام. #2# أما القسم الثالث فالهدف منه تطوير منطقة الخدمات التي تعتبر أحد أهم المرافق المساندة التي تشمل محطات التكييف، ومحطات الكهرباء، إضافة إلى محطات المياه وغيرها من المحطات التي تقدم الدعم لمنطقة الحرم، ويتوقع بعد اكتمال هذا المشروع المعماري العملاق أن تصل مساحة التوسعة إلى 15000.1 متر مربع. وينطلق مشروع التوسعة الأكبر في تاريخ الحرمين الشريفين الذي يشرف عليه حاليا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز من حدود الجهة الشمالية للمسجد الحرام، ويضم أجزاء من الأحياء القديمة المحاذية للحرم المكي الشريف من الجهة ذاتها، مثل بعض الأجزاء من أحياء "المدعى" و"الشامية" و"القرارة"، إضافة إلى المنطقة الممتدة من حي "المدعى" في الشمال الشرقي من المسجد الحرام إلى حي "الشامية" و"حارة الباب" في الجزء الشمالي الغربي من الحرم الشريف. وتبدأ التوسعة من شارع "المسجد الحرام" شرقا وتتجه على شكل هلال حتى شارع خالد بن الوليد غربا في "الشبيكة"، إضافة إلى شوارع "المدعى" و"أبي سفيان" و"الراقوبة" و"عبدالله بن الزبير" في حي "الشامية"، وجزء من جبل "هندي" وشارع "جبل الكعبة"، وسيصبح إجمالي عدد المصلين بعد التوسعة الجديدة نحو 1.600.000 مصل. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز قد دشن في قصر الصفا خلال شهر رمضان الماضي 2015 خمسة مشروعات ضمن التوسعة السعودية الثالثة للمسجد الحرام في مكة المكرمة، التي تعتبر أكبر توسعة للمسجد الحرام وتأتي امتدادا للتوسعات التاريخية السابقة التي بدأت بأمر الملك المؤسس - طيب الله ثراه - وأتمها الملك سعود والملك فيصل، ثم توسعة الساحات الشرقية التي تمت في عهد الملك خالد، ثم توسعة المسجد من الجانب الغربي التي تمت في عهد الملك فهد، ثم توسعة المسعى التي تمت في عهد الملك عبدالله، ثم هذه التوسعة الكبرى التي أمر بها الملك عبدالله، وستستكمل في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
إنشرها

أضف تعليق