قالت اليابان الدولة المضيفة لقمة مجموعة السبع للدول الصناعية الكبرى إن صحة الاقتصاد العالمي ستتصدر جدول أعمال المجموعة التي تنعقد اليوم في مدينة شيما الساحلية.
وبحسب "الألمانية"، فقد ذكر آبي للصحافيين في طوكيو أن القضية الأكبر ستتمثل في الكيفية التي سترد بها دول مجموعة السبع (الولايات المتحدة وكندا واليابان وبريطانيا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا) على الوضع الحالي للاقتصاد العالمي، في الوقت الذي أعرب فيه جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية عن دعمه لدعوة آبي لإنفاق حكومي واسع لدعم النمو.
ومن المتوقع أن يدعو رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي خلال أعمال القمة التي تعقد للمرة الأولى في آسيا منذ ثماني سنوات، إلى حفز مالي منسق لتعزيز الاقتصاد العالمي، لكنه ربما يسعى للتوصل إلى اتفاق في الآراء، بعدما رفضت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تلك الفكرة عندما أجرت محادثات مع آبي في ألمانيا في وقت سابق من هذا الشهر، وتأمل ميركل في إصدار ردود فعل مشتركة على تدفق اللاجئين من خلال مكافحة أسباب اللجوء وتقديم مساعدات لبنوك التنمية الدولية.
وأشار آبي إلى أنه يتوقع أن يكون الإنفاق محورا رئيسيا للمجموعة، مضيفا أن إيطاليا التي ستترأس المجموعة العام المقبل تؤيد بقوة وضع مزيد من إجراءات الحفز في النظام، فيما ذكر كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني أن قضايا أخرى ستشمل الإرهاب وكوريا الشمالية وتغير المناخ والرعاية الطبية والتنمية في الخارج.
ونشرت اليابان نحو 23 ألف رجل شرطة لتأمين أعمال القمة كما وضعت البحرية مدمرة قبالة الشاطئ بالقرب من مكان انعقاد الاجتماع في فندق الجزيرة الذي يجتمع فيه الزعماء، ويعد هذا هو الانتشار الأمني الأكبر منذ عقود في بلد ينظر إليه على أنه واحد من أكثر البلدان أمانا في العالم.
وقال مصدر بوزارة الخارجية اليابانية إن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي سيعقد اجتماعين ثنائيين قبل انطلاق القمة مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.
من جهة أخرى، ناشدت جماعات مدافعة عن البيئة دول مجموعة السبع وفي مقدمتها اليابان وألمانيا التوقف عن تمويل مشاريع الفحم في الدول الأخرى، التي تقول إن تمويلها بلغ 42 مليار دولار منذ عام 2007.
وبحسب دراسة أصدرتها جماعات منها مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية في الولايات المتحدة والصندوق العالمي للحياة البرية المعني بالحفاظ على البيئة ومنظمة "أويل تشينج إنترناشونال" فقد قدمت اليابان أكثر من نصف إجمالي المبلغ المذكور حيث بلغت مساهمتها 22 مليار دولار بين عامي 2007 و2015.
وفرضت العديد من الدول الغنية قيودا صارمة على تمويل محطات الطاقة التي تعمل بالفحم على أراضيها في السنوات القليلة الماضية في مسعى لتقليل انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، لكن الدراسة تؤكد أن طوكيو تدرس إنفاق عشرة مليارات دولار أخرى في السنوات المقبلة في مشروعات في دول منها موزامبيق وميانمار.
وقال التقرير إن 42 مليار دولار أنفقتها دول مجموعة السبع على مشاريع للفحم في دول نامية في صورة تمويلات مباشرة ومنح ومساعدات تقنية ومساعدات في استخدام طاقة الفحم واستخراج الفحم ومشروعات ذات صلة.
وتشير الدراسة - التي نشرت قبيل انعقاد قمة مجموعة السبع - إلى أن ألمانيا حلت ثانية بعد اليابان بتسعة مليارات دولار تليها الولايات المتحدة (5 مليارات دولار) ثم فرنسا (2.5 مليار دولار) ثم إيطاليا (مليارا دولار) ثم بريطانيا وكندا (مليار دولار لكل منهما).
وجاءت جنوب إفريقيا والهند والفلبين في صدارة الدول التي تلقت تلك التمويلات، وكانت نحو 200 دولة اتفقت أثناء قمة في باريس في كانون الأول (ديسمبر) على تحويل اقتصاد العالم من الوقود الحفري إلى مصادر طاقة أنظف في العقود المقبلة.
