«هيئة السوق» تعدل التسوية إلى يومين لتواكب نظيراتها عالميا

عدلت هيئة السوق المالية السعودية المدة الزمنية لتسوية صفقات الأوراق المالية من T+0 (يوم تنفيذ الصفقة نفسه) إلى T+2 (خلال يومين من تنفيذ الصفقة)، والسماح بالبيع على المكشوف بما لا يتطلب نقدا عند تنفيذ الصفقات، على أن يبدأ ذلك خلال النصف الأول من عام 2017. ووفقا لتحليل وحدة التقارير الاقتصادية في صحيفة "الاقتصادية"، يهدف تعديل نظام التسوية إلى الحد من المضاربات في السوق، إضافة إلى التماشي مع الأنظمة المطبقة في البورصات العالمية والعربية والخليجية التي تعتمد نظامي T+2، وT+3. وبحسب تقرير "الاقتصادية" المنشور 3 أيار (مايو) 2015، طالبت المؤسسات الأجنبية بتعديل فترة التسوية للأسهم إلى يومين (T+2)، ليتمكنوا من تحويل الأموال التي تستغرق يومين في العادة، وذلك عندما أعلنت الهيئة لائحة القواعد المنظمة لدخولهم سوق الأسهم بشكل مباشر والتي اعتمدت نظام التسوية T+0. #2# ومن أكبر الدول العربية والخليجية، فالسعودية هي الدولة الوحيدة المُطبقة لنظام التسوية T+0 في بورصتها، حيث إن نظام T+2 في بورصتي دبي وأبوظبي، فيما T+3 في قطر وعُمان، أما في بورصة مصر فهو T+2 للبيع وT+1 للشراء. وقالت الهيئة إنها ترمي من خلال مبادراتها الاستراتيجية إلى جعل بيئة السوق المالية أكثر استقراراً ودعماً للاقتصاد الوطني وحفزاً للاستثمار، وتراعي في تطوير السوق المالية الاحتياجات اللازمة للتكيف مع المتغيرات المستقبلية وتطبيق أفضل المعايير والممارسات الدولية المناسبة لبيئة السوق السعودية. وذكرت أنها تعمل مع شركة السوق المالية السعودية "تداول" باستمرار على مواءمة البنية التحتية والبيئة التنظيمية في السوق المالية السعودية لتتواكب مع أفضل الممارسات الدولية. من جهتها، قالت "تداول" إنه سيتم البدء في هذا الإجراء خلال النصف الأول من عام 2017، مشيرة إلى أن هذا التغيير في نظام التسوية للصفقات سيشتمل على إلغاء السوق اشتراط التوافر المسبق للنقد لعمليات الشراء. ويسمح النظام الجديد بالبيع على المكشوف بشرط استعارة الأسهم، وتفعيل الحفظ المستقل، وتعزيز ضوابط حماية الأصول، وتحسين إدارة المخاطر، من خلال تفعيل التسليم مقابل الدفع، وتقديم الضمانات اللازمة بما يتلاءم مع الأنظمة المعمول بها في السعودية. وقالت "تداول" إن هذا التغيير يأتي ضمن سلسلة من المبادرات الاستراتيجية لتطوير السوق المالية السعودية بما يتوافق مع المعايير الدولية، لجعلها بيئة أكثر استقراراً ودعماً للاقتصاد الوطني وحافزاً للاستثمار، مع مراعاة الاحتياجات اللازمة للتكيف مع المتغيرات المستقبلية. وأكدت "تداول" عزمها البدء في إجراءات جاهزية السوق والمتعاملين في خلال الأسابيع القليلة المقبلة، التي ستتضمن تفاصيل فنية وتوعوية للمتعاملين في السوق. *وحدة التقارير الاقتصادية ماذا يعني البيع على المكشوف؟ هو قيام المستثمر ببيع ورقة مالية لا يمتلكها أو ورقة مالية مقترضة. ويعني أن المستثمر يقوم ببيع الأسهم التي يقترضها على أمل انخفاض سعرها مستقبلا حينها يقوم بشرائها وإعادتها للمقرض بحلول تاريخ التسوية أو أن يبيع المستثمر أسهما لا يملكها وبحلول تاريخ التسليم يقوم بشرائها من السوق ويعطيها للمشتري أو يقوم باقتراضها من آخر ويسلمها للمشتري ثم يقوم بشراء تلك الأسهم بعد ذلك للمقرض. و"البيع على المكشوف" من مزاياه أنه يمنع الفقاعات السعرية للأسهم لكنه قد يؤدي لانهيار الأسواق. في عام 2008 تم حظر البيع على المكشوف مؤقتاً في 799 شركة مدرجة في سوق الأوراق الأمريكية في خطوة لدعم استقرار تلك الأسهم في ظل الانهيارات المالية التي منيت بها الأسواق العالمية. ويحرك البيع على المكشوف عمل شركات الوساطة لكنه قد يكون سبيلا لتلاعبهم في الأسوق. ومن مزايا البيع على المكشوف أنه يقدم دخلا إضافيا للمستثمر طويل الأجل من خلال عملية التحوط ما يحفزه على الاحتفاظ بموقعه كمستثمر طويل الأجل وهو الموقف الأنفع والأصلح للاقتصاد.