أخبار اقتصادية

«بي بي» لـ "الاقتصادية" : أسواق النفط تتحرك في اتجاه التوازن قبل نهاية 2016

«بي بي» لـ "الاقتصادية" : أسواق النفط تتحرك في اتجاه التوازن قبل نهاية 2016

توقع مختصون نفطيون أن تواصل أسعار النفط مكاسبها السعرية خلال الأسبوع الجاري، بعد أن اقترب خام برنت من 50 دولارا للبرميل في ختام تعاملات الأسبوع الماضي، محققا أكبر مكسب شهري في سبع سنوات. وأشار المختصون إلى أن أسعار النفط تتلقى الدعم الأكبر من تراجع حاد في الإنتاج الأمريكي في ضوء تقلص الحفارات النفطية في الولايات المتحدة للأسبوع السادس على التوالي، وتسجيلها أدنى مستوى منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2009. وأشاد المختصون بالأجواء الإيجابية الواسعة التي تحيط حاليا بمنظومة الطلب العالمين ما دفع عديدا من المؤسسات المالية الدولية إلى رفع توقعاتها لأسعار الخام خلال العام الجاري، مشيرين إلى أن البيانات الأمريكية تؤكد ارتفاع الطلب في الولايات المتحدة على النفط خلال شباط (فبراير) الماضي بنسبة 1.5 في المائة. وأوضح لـ "الاقتصادية"، روبين نوبل مدير شركة "أوكسيرا" البريطانية للاستشارات المالية، أن السوق تستعيد بالفعل عافيتها، وتتجه نحو تحقيق أسعار متوسطة بعد استقرار برنت حول 50 دولارا، مشيرا إلى أن مسيرة تصحيح الأسعار واستعادة التوازن تسير بخطى جيدة، بعد أن وصلت الأسعار في شباط (فبراير) إلى أقصى انخفاضاتها. وقال نوبل إن قضية تجميد الإنتاج تراجعت أهميتها كثيرا بسبب تعافي الأسعار تلقائيا، بعد انهيار متوقع في المعروض الأمريكي، مشيرا إلى أن القضية لن تكون ملحة على السوق في الفترة المقبلة، إذا توالى ارتفاع الأسعار، خاصة أن المراهنات على انهيار الأسعار كنتيجة لإخفاق اتفاق الدوحة ثبت عدم مصداقيتها. ويرى نوبل أن تعافي الأسعار ربما يغلق ملف تجميد الإنتاج، وسيخفف الضغوط على الاجتماع الوزاري المقبل لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، خاصة فيما يتعلق بضرورة توافق المنتجين وسبل تحديد سقف الإنتاج وكبح جماح المنافسة على الحصص السوقية ووقف حرق الأسعار. وأعرب نوبل عن اعتقاده بأن تنامي الأسعار يمثل أيضا طاقة أمل لكثير من الاستثمارات، خاصة في قطاع النفط الصخري في الولايات المتحدة، التي تعقد آمالا واسعة على تحسن الأسعار في إنهاء حالة الانكماش والعودة إلى السوق، بعد فترة غير قصيرة من استمرار توقف أنشطة الحفر الأمريكية وتعطل المنصات وصعوبة التأقلم مع المستويات المنخفضة للأسعار. ومن جهته، قال لـ "الاقتصادية"، الدكتور آمبرجيو فاسولي مدير مركز دراسات الطاقة في مدينة لوزان السويسرية، إن تحسن آفاق الطلب وتراجع الإنتاج الأمريكي طغى في تأثيرهما على الكثير من العوامل المضادة والعكسية، ومنها استمرار ارتفاع مستوى المخزونات والمحاولات الإيرانية لتعزيز تخمة المعروض من خلال ضخ مستوى قياسي من الصادرات النفطية. وأضاف فاسولي أن الزيادة في الصادرات الإيرانية– على الرغم من السعي الحكومي الحثيث في هذا الملف – ستبقى متواضعة خلال العام الجاري، وستزيد المعروض بنسبة محدودة، ولكنها لن تعوق نهائيا الوصول إلى التوازن المرتقب بين العرض والطلب. وأوضح فاسولي أن الأسواق الأوروبية تشهد حاليا منافسة حادة على الحصص السوقية، خاصة في إطار رغبة جارفة من طهران في استعادة حصص سابقة، حيث تكثف الاتصالات مع المستوردين الأوروبيين، إلا أنها تواجه صعوبات لوجستية وضعفا في الاستثمارات وتوجسا في عودة العلاقات التجارية من الجانب الأوروبي. ويؤكد لـ "الاقتصادية"، ماركوس كروج كبير المختصين النفطيين في شركة "إيه كنترول" لأبحاث النفط والغاز، أن آفاق نمو الاقتصاد العالمي جيدة، وإن شهدت بعض التباطؤ في الاقتصاديات الصناعية الكبرى، كما أنه بحسب إحصائيات وكالة الطاقة الدولية فإن النمو في الطلب على النفط الخام سيرتفع بنحو 1.2 مليون برميل يوميا خلال العام الجاري، وهي جميعها معطيات تشير إلى أن مرحلة الانخفاضات السعرية الحادة للنفط قد يكون قد تم تجاوزها نهائيا. وأشار كروج إلى أن نسبة كبيرة من الاستثمارات النفطية، خاصة في الولايات المتحدة اضطرت إلى التوقف للتواؤم مع ظروف السوق، على الرغم من قيام أغلبها بسياسات صارمة لضغط النفقات الرأسمالية والتشغيلية، إلا أن تداعيات الأزمة المستمرة منذ قرابة عامين طالت حتى الشركات الكبرى ذات المراكز المالية القوية، والدليل على ذلك إقدام شركة "شيفرون" الأمريكية على إلغاء بعض مشاريع المياه العميقة والطاقة الحرارية الجوفية، كما انسحبت من بعض الأسواق مثل جنوب إفريقيا وميانمار وبصفة خاصة في مجال التكرير. في سياق متصل، قال تقرير حديث لشركة بريتش بتروليوم "بي بي" إن المرحلة الراهنة من ضعف الأسعار تتطلب التركيز على تطوير الآداء التشغيلي للشركات وجعله قويا ومستقرا، وهو ما ركزت عليه "بي بي" بالفعل. مشيرا إلى أن عملية إعادة ترتيب وتقييم التكاليف حققت زخما كبيرا ونتائج جيدة في نمو الشركة. وأضاف التقرير أن الشركة البريطانية ستركز خلال الفترة المقبلة على تنمية مشاريع المنبع وتطوير الهيكل المالي لها. مشيرا إلى أن تقييم آداء الشركة في الربع الأول من العام الجاري أوضح أن متوسط سعر نفط برنت خلال الربع الأول بلغ 34 دولارا للبرميل، مقابل 44 دولارا في الربع الأخير من العام الماضي و54 دولارا للبرميل في الربع الأول من 2015. وأفاد التقرير بأن متوسط هوامش أرباح التكرير سجل أقل مستوى في الربع الماضي وهو الأدنى للشركة في خمس سنوات. مشيرا إلى أن متوسط سعر برنت بلغ حتى الآن 40 دولارا للبرميل في الربع الثاني، مضيفا أن معطيات السوق في المرحلة الراهنة تشير إلى وجود تأثير يزداد قوة لمستويات الطلب في مقابل نمو أضعف للمعروض النفطي، وهو ما يعني ببساطة أن أسواق النفط العالمية تتحرك بخطى جيدة نحو بلوغ حالة التوازن والمتوقع تحققها قبل نهاية العام. وذكر التقرير أن "بي بي" تخطو بثبات نحو تحقيق مزيد من ضبط التكاليف، متوقعا أن تبلغ الشركة البريطانية نقطة إعادة التوازن وتحقيق نتائج مرضية ومعدلات نمو جيدة بحلول العام المقبل 2017.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية