العالم

ثلاثية التحول: رؤية وطن .. طموح قيادة .. ومشاركة شعب

ثلاثية التحول: رؤية وطن .. طموح قيادة .. ومشاركة شعب

ثلاثية التحول: رؤية وطن .. طموح قيادة .. ومشاركة شعب

"هذا طموحنا فشاركونا تحقيقه". بهذه الكلمات دشن الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد، فعاليات برنامج التحول الوطني منتصف شهر كانون الأول (ديسمبر) من العام الفائت 2015 واضعا البذرة الأولى والأهم لـ"رؤية السعودية 2030" ومعلنا انطلاق ورش عمل برنامج التحول الوطني بتمثيل أكثر من 14 وزيرا ومسؤولا، وقيادات معروفة في القطاع الخاص. وبحضور شرائح مختلفة من المجتمع، منهم مختصون ومنهم مهتمون بالشأن العام. ما قبل الرؤية عمل الجميع لساعات متواصلة، حيث تطرح كل وزارة مقترح خطتها الخمسية أمام الحضور المختارين تبعا لطبيعة الاختصاص والاهتمام. قاعات الفندق المهيأة لعقد البرنامج اكتظت بكبار المسؤولين وبالمدعوين من شرائح المجتمع كافة. عدد الشباب وحضورهم لافت أيضا. الأحاديث الجانبية تنبئ بمعنويات مرتفعة وبتفاؤل كبير. ورغم أن الصورة الكاملة لهذا المشروع لم تتضح بعد. إلا أن الزخم الكبير والحضور المتنوع الذي حظيت به اللقاءات الأولى لهذا البرنامج كانت كفيلة بأن تضع الجميع أمام صورة وطنية وحدوية لا يمكن التشكيك في مدى إخلاصها وصدق نياتها تجاه فكرة العمل المشترك لأجل الوطن، وهذه ميزة ـ بحد ذاتها ـ تسجل للبرنامج. توالت المقترحات؛ منها القريب الممكن ومنها بعيد المنال بقياس واقعية الاقتصاد وحدوده. ومع ذلك جميعها نوقشت ووضعت على طاولة الحوار حتى يسمعها المسؤول، فإما يقتنع بجدواها وإما يقنع المجتمعين بالعكس. وفي نهاية حلقات النقاش الأولى التي خصصت لمبادرات تضع مؤشرات واضحة لـ"قياس الأداء الحكومي" برعاية ودعم من رئيس المجلس الاقتصادي الأمير محمد بن سلمان وبحضور الوزراء. ظن البعض أن هذا كل ما في الأمر. لكن الحقيقة أن العمل الحكومي والمشاركة الشعبية في صياغة الرؤية الوطنية للتو تبدأ. واضعة فقط قاطرة الوزارات على سكة الرؤية السعودية 2030. لتستمر الوزارات كل على حدة بعقد حلقات نقاش وبطلب استشارات تساعدها في إعداد خطتها الخمسية. مستفيدة من الأسماء الأولى التي رشحت لها سابقا، مع إضافات أخرى نوعية على مستوى الأفراد والمراكز البحثية، وفقا للمتطلبات ستلزم الوزارات بتحقيق أهداف ملموسة فيما يخص الإصلاحات والموازنة. وبتأكيد بعض من حضروا هذه الورش فإن عددا من التوصيات العاجلة التي طرحت خلال النقاشات لوحظ الأخذ بها وتفعيلها فورا من قبل بعض الوزارات. ما بعد النفط وما بين إطلاق برنامج التحول الوطني نهاية العام الفائت وانتظار الإعلان عن الرؤية اليوم مسافة من العمل الشعبي والحكومي تخللته تغييرات وزارية وإعلان شفاف للميزانية لفت النظر إلى نيات جادة في احتواء العقبات تمهيدا لمستقبل ما بعد النفط الذي سوف تطرحه الرؤية بشكل محدد وواضح المعالم هذه المرة. فبدلا عن استهلاك النفط تسعى الرؤية المقبلة للاستثمار فيه وتطوير الصناعات المتعلقة به. كما تضعه في إطاره الصحيح من حيث هو مورد فقط ضمن عديد من الموارد. كما أنه وفقا لهذه الرؤية نوع من أنواع الطاقة وليس كل الطاقة. #2# من جهة أخرى، فإن اللافت في تغطية انطلاق برنامج التحول الوطني إعلاميا أنها كانت عفوية وشعبية. إذ لم يدع الإعلام للتغطية بشكل رسمي حينها ومع ذلك تكفلت الحسابات الشخصية لمواقع التواصل الاجتماعي بالتغطية المباشرة عبر المشاركين أنفسهم المدفوعين بقوة التأثير وأمل التغيير. انطلاقا من مواقع لطالما أثرت وأثارت كغيرها ممن سبقها من صحف ووسائل إعلام مؤسسية كثيرا من الرغبات والأمنيات فيما يتعلق بمستقبل الوطن وتوجه التنمية ومحاربة الفساد. في حين تتضافر اليوم جميع الجهات الفردية والمؤسساتية في انتظار خلاصة أشهر من الابتكار والعمل المشترك في إحصاء الأرقام ورفع التوصيات. يقول محمد العفيف لوكالة رويترز وهو مصرفي مخضرم يدير الآن شركة "كاش سوليوشنز" للخدمات المالية "منذ تأسيس المملكة لم يكن هناك خطة تقودها الحكومة تنطوي على هذا القدر من الابتكار". وتبقى الرؤية المزمع إطلاقها اليوم، رؤية وطن، وطموح قيادة شابة ومبادرة؛ رؤية شارك في الإعداد لها وفي صياغة مضامينها القطاعان العام والخاص. والشعب باختلاف شرائحه وتنوع تطلعاته. ما يؤهلها لأن تكون خطة عمل وخريطة طريق ذات أسس متينة نحو مستقبل واعد ومشرق بإذن الله.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من العالم