موارد الشرق الأوسط الطبيعية هائلة لكنها غير مستغلة

أكد مانويل سانشيز جيمنيز مدير قطاع الطاقة المتجددة في المفوضية الأوروبية استعداد أوروبا الواسع للتعاون مع دول الخليج العربي في نقل الخبرات الخاصة بالتكنولوجيا المتطورة في مجال الطاقة الجديدة، مشيرا إلى أنه بحلول عام 2020، سيكون ثلاثة من كل أربعة منازل وشركات في أوروبا تعتمد على نظم الطاقة الحديثة والشبكات الذكية. وقال جيمنيز في حديث خاص لـ “الاقتصادية” في فيينا إن تكنولوجيا الطاقة أصبحت ضرورة ملحة لمواكبة التغيرات في السوق ورفع مستوى الإنتاج وتعزيز قدرات المصنعين والمستثمرين وزيادة قدراتهم التنافسية في الأسواق. وأضاف: أن استثمارات جديدة في مجال نظم الكهرباء والغاز الذكية في أوروبا ستصل إلى 10 مليارات يورو وسيتم ضخها بحلول عام 2020 وأن الأمر نفسه تحتاج إليه بقية دول العالم، مشيرا إلى أن الطلب على الطاقة المتجددة لن ينحصر في العالم المتقدم والدول الصناعية وإنما سيعتمد الطلب في المستقبل على الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية. وقال: إن الطاقة الشمسية تجيء في مقدمة موارد الطاقة المتجددة التي يوليها الاتحاد الأوروبي اهتماما خاصا من خلال قطاع الطاقة المتجددة في المفوضية الأوروبية، كما أن الاهتمام يتزايد بها في الشرق الأوسط وكثير من الدول التي تتمتع بطاقات وموارد هائلة وغير مستغلة من هذه الطاقة الواعدة. وأوضح أن أوروبا وضعت خريطة بعديد من المشروعات المهمة المستقبلية في مجال الطاقة المتجددة وتتسارع جهود الاعتماد الكامل عليها في توليد الكهرباء وتجري دراسة أكثر من 450 مشروعا حاليا لاختيار أنسبها لتطبيق نظام الشبكات الذكية. وأشار إلى أن الطاقة التقليدية لن تفنى بل ستتكامل مع موارد الطاقة الجديدة، وعلى منتجي الطاقة التقليدية خاصة النفط والغاز الإسراع في الاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة التي ترفع - مستويات الكفاءة - وتقلل الانبعاثات الضارة من أجل زيادة التنافسية مع موارد الطاقة الأخرى وخاصة النظيفة. إلى نص الحوار: #2# تنمية قطاع الطاقة المتجددة في كل العالم يعد من التحديات الكبيرة والآمال الواسعة في الوصول إلى الاعتماد بشكل كامل على طاقة نظيفة ورخيصة ..في تقديرك ..ما فرص النمو والتنمية في هذا القطاع المهم؟ وكيف نستغل بشكل أمثل الطاقة الواسعة في هذا المجال؟ الطاقة المتجددة وبرامج تنميتها تحتل اهتماما واسعا من البرامج الاقتصادية للاتحاد الأوروبي، إداركا منه لأهمية هذا القطاع وأهمية تطوير القدرات واستغلال الموارد بشكل أمثل من أجل الوصول إلى مزيج طاقة دولي يعتمد بشكل أساسي على الطاقة الجديدة والمتجددة ..واستراتيجية العمل الحديثة في قطاع الطاقة تعتمد على تحرك مزدوج ومتواز في مجال تطوير البنية الأساسية وأيضا تطوير الأسواق وتهيئتها للتركيز على موارد الطاقة المتجددة.. وشبكات الطاقة الذكية هي طريقنا إلى الوصول منظومة طاقة واحدة تناسب الجميع وتربط كل الدول وتعزز الاعتماد على الطاقة البديلة والنظيفة .. ومن المهم أن ندرك أن الشبكات الذكية هي أحد الحلول المهمة لتطوير شبكات الطاقة وإدارتها بشكل جيد بالاعتماد على نظم رقمية حديثة وإيجاد جيل جديد من لا مركزية الإمدادات في مجال الطاقة وشبكات ذات أحمال عالية وتطوير خدمات الطاقة المقدمة للمستهلكين وتحديث المنتجات. كثر الحديث عن دور التكنولوجيا في قطاع الطاقة باعتبارها أهم التحديات في المرحلة الراهنة من أجل زيادة الكفاءة وحماية البيئة وقضايا وأبعاد أخرى .. #3# ما تقييمك لدور التكنولوجيا في قطاع الطاقة المتجددة؟ التكنولوجيا لها دور محوري ومهم خاصة في ضوء التطورات المتلاحقة التي نعيشها حاليا سواء في مجال إنتاج الطاقة والتقنيات المرتبطة بها، والشبكات التكنولوجية الحديثة في مجال الطاقة تلعب دورا محوريا في تعزيز قدرات المصنعين والمستثمرين في الجوانب الإنتاجية وتزيد قدراتهم التنافسية في الأسواق. ماذا عن تأثير التكنولوجيا في المستهلكين للطاقة؟ التأثير واسع ويشمل الجميع والمستهلكين بالأساس سيحصدون عديدا من المزايا والفوائد من قطاع الطاقة، لأنهم عن طريق التكنولوجيا الحديثة والشبكات الذكية والنظم الرقمية سيستطيعون التحكم في استهلاكهم للطاقة، كما تمنحهم التكنولوجيا كثيرا من المرونة في نظم العمل والاستهلاك، وهذا تطور مهم ومنفعة واسعة تعود على المستهلك من جراء نظم الطاقة الحديثة المرتبطة ببعضها البعض. كيف ترى مستقبل النظم الذكية للطاقة في العالم خلال السنوات القليلة القادمة؟ لا أستطيع الحديث عن العالم بشكل عام .. ولكني أستطيع الحديث عن الاتحاد الأوروبي، فإذا تحققت الخطط والطموحات الأوروبية وتوافر إرادة قوية وسريعة للدول الأعضاء في الاتحاد سيكون بحلول عام 2020 ثلاثة من بين كل أربعة منازل وشركات في أوروبا تعتمد بشكل كامل على نظم الطاقة الحديثة ووحدات القياس الذكية والمتطورة في مجال الكهرباء .. وهناك استثمارات جديدة في مجال نظم الكهرباء والغاز الذكية في أوروبا ستصل إلى 10 مليارات يورو وسيتم ضخها بحلول عام 2020. كيف تقيم التطور في سوق الطاقة العالمي؟ وما معدلات التحول إلى موارد الطاقة البديلة؟ التطور في سوق الطاقة العالمي مهم وسريع وأنا على قناعة تامة بأن اسواق الطاقة والخدمات المرتبطة بها سوف تطور نفسها وتتبع نظما جديدة في الإنتاج والاستهلاك بشكل متغير ترتفع فيه معدلات الكفاءة وهذا التحول سيتنامى خلال العقود المقبلة ويتجه نحو نظم للطاقة أكثر تطورا ومرونة وتركز على التكامل بين موارد الطاقة المختلفة سواء التقليدية أو المتجددة ....وستحدث طفرات في مجال برامج كفاءة الطاقة والاستخدامات الإلكترونية لها وسيطول التطور المنتجات ونظم العمل على السواء .. وضوابط عمل أسواق الطاقة ستكون أكثر صرامة ودقة من أجل الوصول إلى أفضل معدلات الأداء الكفء في مجالات التحول نحو نظم الطاقة الحديثة. في تقديرك ... كيف يمكن مواجهة التحديات والصعوبات في سوق الطاقة البديلة خلال المرحلة الراهنة؟ أهم تحد يواجه هذا النوع من الطاقة هو تعزيز القدرات الإنتاجية وتسهيل عملية التحول نحو الاعتماد عليها بشكل أكبر وتقديم خدمات متميزة للمستهلكين تحظى برضاء واسع منهم ..ومن الضروري تعزيز الاستثمارات خاصة في مجال توليد الكهرباء من الطاقة النظيفة والوصول إلى أعلى معدلات الكفاءة في توليد الطاقة. ما توقعك لمستقبل الطلب على الطاقة الجديدة والمتجددة؟ أعتقد أنه مستقبل جيد ومبشر جدا، والأمر لا يقتصر على أوروبا والعالم المتقدم، بل على العكس فإن الطلب الواسع على الطاقة المتجددة سينطلق من الأسواق الناشئة والدول النامية التي ستكون أكبر مستهلك لطاقات التوليد الواسعة من هذا النوع من الطاقة ومن احتياطياته ومن الخدمات التي يوفرها. ما تقييمك للتطور في خدمات المستهلكين التي توفرها موارد الطاقة الجديدة ؟ هو تطور جيد ومتلاحق أيضا وعديد من الخدمات المتميزة والإلكترونية تقدم حاليا بنجاح وحققت نجاحات تجارية واسعة، وهذه الخدمات ستشهد مزيدا من التطور في المستقبل، خاصة عندما يتم تجميع كل أجهزة الطاقة الذكية في نسق واحد مترابط، ومعظم النجاح سيتحقق عندما يتوافر نظام معلومات متكامل يقدم إلى المستهلك بشكل جيد وجذاب. في تقديرك ما التطور القادم بعد ثورة الطاقة الذكية؟ في تقديري أن القرن الحادي والعشرين سيشهد الاعتماد بشكل واسع على شبكات الكهرباء الرقمية وموارد الطاقة الذكية وستتسم شبكات الكهرباء الحديثة بالتحكم الذكي وبالبرامج والتطبيقات الحديثة والحلول التقنية المتطورة للمشكلات الفنية مع تقليل الاعتماد على المعدات والأجهزة. وسنشهد خطوط كهرباء ومولدات عالية الكفاءة وقليلة الأعطال وإمدادات من الطاقة بتكلفة أقل وعائد أكبر ...كما سيحدث تطور مماثل في التواصل عبر شبكة الانترنت. وفيما يتعلق بحماية البيانات والخصوصية إضافة إلى التطور الهائل في نمو الأسواق والتوسع في طلب شبكات الطاقة الذكية والاعتماد عليها بشكل كبير. ما تقييمك لجهود الاستعانة بالطاقة الشمسية كأحد أبرز مجالات الطاقة المتجددة ؟ الطاقة الشمسية هي طاقة واعدة ويتوافر منها إمكانات هائلة وواسعة في عديد من دول العالم خاصة في الشرق الأوسط ومنطقة الخليج، وأنا عندما بدأت حياتي العملية في قطاع الطاقة في منتصف الثمانينيات كنت أعمل مختصا في الطاقة الشمسية في أحد أهم مختبرات الطاقة في أوروبا وواصلت عملي في هذا المجال من خلال قطاع الطاقة المتجددة بالمفوضية الأوروبية، ونركز دوما على فكرة تكامل موارد الطاقة في نظم طاقة حديثة ومتطورة .. ونحن نولي أهمية كبيرة لتطوير نظم المعلومات والاتصالات والحلول المستدامة الخاصة بها من أجل الوصول إلى أعلى مستويات كفاءة الطاقة. ما أهم مشروع يعمل عليه قطاع الطاقة في المفوضية الأوروبية في 2016 ؟ وماذا يتوقع له من نتائج؟ هناك عديد من التصورات والمشروعات المهمة للنهوض بهذا القطاع وفق منظومة عمل جماعي أوروبي متطورة.. وقد وضعنا بالفعل تصورا لخريطة تتضمن عددا من المشروعات المهمة في مجال الشبكات الذكية في أوروبا وذلك بالاعتماد على أفضل التطبيقات وأكثرها نجاحا وتطورا، كما ندرس أكثر من 450 مشروعا في مجال الطاقة بقيمة استثمارية تصل إلى 315 مليار دولار لاختيار أنسبها لتطبيق نظم الشبكات الذكية. ما أهم المجالات التي تستقطب الاستثمارات في هذا القطاع؟ هناك استثمارات كبيرة بشكل عام تضخ في هذا المجال الواعد الذي تنتظره آفاق طيبة في المستقبل وحاليا هناك تركيز على الاستثمار في إدارة الشبكات الذكية والتطبيقات الحديثة وتحسين المراقبة والتحكم في شبكات الطاقة والتكامل في عمليات توزيع موارد الطاقة المتجددة.. وهناك زيادة بشكل خاص في مشروعات المنازل الذكية وفي نظم التواصل مع المستهلكين. ما فرص التعاون مع الدول العربية في مجالات الطاقة الحديثة؟ باب التعاون مفتوح دائما مع الدول العربية وخاصة دول الخليج التي تتمتع بطاقات هائلة في مجال الطاقة الشمسية. وهناك قدرات كبيرة للتنمية في هذا القطاع من خلال الاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة والتطبيقات الجديدة، ونحن على استعداد لنقل خبرتنا إلى كل من يرغب في التعاون معنا في منطقة الخليج. كيف ترى مستقبل الطاقة التقليدية وخاصة النفط والغاز في ضوء الصعوبات التي يمر بها السوق حاليا ؟ الطاقة التقليدية لن تفنى وسيظل لها دور محوري وأساسي في مزيج الطاقة العالمي، ولكن عليها بالتفاعل الجيد مع متغيرات السوق والعمل على اقتناء التكنولوجيا الحديثة التي ترفع كفاءة الإنتاج وتحد من الانبعاثات الضارة والخطيرة على البيئة، وأن تقوم بدور التكامل مع موارد الطاقة الجديدة والمتجددة التي ربما تقود التنمية في العقود المقبلة بفعل التطور الكبير في هذا المجال.