«راصد» .. مشروع تقني جديد لإدارة الحشود في المسجد الحرام

«راصد» .. مشروع تقني جديد لإدارة الحشود في المسجد الحرام

«راصد» .. مشروع تقني جديد لإدارة الحشود في المسجد الحرام

كشف لـ "الاقتصادية" العقيد مظلي بدر بن سعود آل سعود، مدير إدارة العمليات، المشرف على الأعمال الميدانية، في القوات الخاصة لأمن الحج والعمرة، عن إعداد مشروع نظام "راصد" الآلي لإدارة الحشود والتعزيزات الأمنية في المسجد الحرام ومحطات قطار المشاعر، بالتعاون مع جامعة أم القرى. وأشار العقيد بدر، إلى أن النظام، ضمن حزمة من الحلول والاقتراحات الأمنية الإلكترونية، التي تعمل عليها القوات الخاصة لأمن الحج والعمرة في الوقت الحالي لإدارة الحشود في ساحات الحرم المكي ومحطات قطار المشاعر، كما أنه يمثل الحل الذكي، ويتيح للمسؤولين متابعة وإدارة الحشود في الساحات المحيطة بالحرم المكي. وأوضح أن الهدف من الحلول الأمنية لإدارة الحشود التي تعمل عليها القوات الخاصة لأمن الحج والعمرة، أن تتم بحلول تقنية ذكية، تنتج عنها تحليلات فورية لطبيعة الموقف بما يسهم في دعم اتخاذ القرار وتحديد المطلوب لاحتوائه والتعامل مع الحالات الحرجة قبل أن تصل إلى مستوى الأزمة، وتساعد تلك الحلول على التعامل مع الأزمات في بداياتها. وأكد أن المشروع يسهم في إلغاء فكرة إدارة العمليات الميدانية بأسلوبها الكلاسيكي، واستبدالها بمنصة على الأجهزة الذكية تعمل كغرف عمليات محمولة، إضافة إلى توفير سطح إلكتروني تفاعلي لعرض حركة الحشود باستخدام أكثر من 50 كاميرا "لايف فيد livefeed" ويتم نقلها عن طريق مجال تواصل آمن وفق معايير أمن المعلومات المعمول بها والمطبقة، وبتطبيق خوارزمية معقدة يتم تحويل الصور المنقولة إلى مشهد واحد يسهل به مراقبة الحشود والتحكم في الأزمات. وأفاد بأن المشروع الواعد يأتي بإشراف مباشر من اللواء الدكتور سعود الخليوي مساعد مدير الأمن العام لأمن الحج والعمرة، ومتابعة اللواء محمد الشريف قائد القوات الخاصة لأمن الحج والعمرة. من جهته، قال الدكتور أنس باسلامة، رئيس الفريق البحثي والمدير التقني في مركز الابتكار التقني في جامعة أم القرى، "إن نظام "راصد" يسمح للمسؤولين بمتابعة القوات المعنية بتنظيم حركة زوار المسجد الحرام بسهولة وبشكل تلقائي، وتوجيه التعزيزات الأمنية بين المجموعات، حين يتطلب الأمر، وذلك باستخدام حساسات البلوتوث اللاسلكية "كور بلو" المصنعة خصيصا في وادي مكة - في مركز الابتكار التقني في جامعة أم القرى، المرتبط بتطبيق على الأجهزة الذكية". وأوضح باسلامة، أن "راصد" يقدم رصدًا زمانيا ومكانيا شاملا للأحداث الآنية للساحات في صورة بث مباشر ومراصد لفيديوهات بانورامية مجمعة باستخدام مجموعة من الكاميرات الموضوعة بعناية في ساحات الحرم. وأشار إلى أن النظام سيحسّن من عمليات اتخاذ القرار والأوامر المعتمدة على هذه الرؤية الحية، ما يؤدي إلى تنظيم حركة الحشود في ساحات الحرم، كما يوفر القدرة على تكبير أي منطقة يراد التركيز عليها في الفيديو البانورامي، الذي يساعد على اتخاذ القرارات الفورية للتعامل مع أي موقف، كما سيوفر عن طريق نافذة التحكم الأساسية الخاصة به رؤية إحصائية شاملة لكل قسم من أقسام ساحات الحرم، وفيديو حيا للوضع الحالي بكل قسم، ومنظورا تفصيليا لنسب الوجود الأمني لكل مجموعة وأفرادها، ويتيح خاصية التواصل مع قائد المجموعة. #2# بدوره، قال الدكتور صالح بن محمد، المشرف العام على مراكز الابتكار في وادي مكة في جامعة أم القرى، "إن هذا النظام الواعد يعتبر الأول من نوعه على مستوى المنطقة في مجال إدارة الحشود والتطبيقات الأمنية، لما يحتويه من خصائص متنوعة وحلول ذكية تم تطويرها بالكامل في معامل جامعة أم القرى في مكة المكرمة دعما للاقتصاد القائم على المعرفة، ما يمكن فريق العمل من تقديم الدعم الفني والتحديثات والخصائص المطلوبة للنظام أيا كان نوعها". وبين أن نظام راصد سيتمكن من مراقبة الفيديو البانورامي لاكتشاف حالات الزحام في المشايات الطولية والعرضية في الساحات، وإرسال إشعارات وتنبيهات عند وجود ازدحامات طارئة. يذكر أن مركز الابتكار التقني في وادي مكة في جامعة أم القرى، قد تم تأسيسه برؤية نقل المملكة إلى مركز الريادة في مجال ابتكار الحلول التقنية، ليلعب دورا رئيسيا في تحويل اقتصاد المملكة إلى اقتصاد يعتمد على المعرفة، ويقوم عليه نخبة من الباحثين المحليين والعالميين الذين تم استقطابهم من أفضل مراكز الأبحاث العالمية، بهدف نقل وتوطين التقنية، والارتقاء بالكفاءات الوطنية من الشباب السعودي. ويحتوي المركز على معمل الأبحاث، ومعمل التطوير، ومركز للبيانات، إضافة إلى مصنع الحساسات الذكية الذي يحتوي على عدد من التجهيزات الحديثة في مجال تصميم النماذج الأولية للمنتجات الابتكارية، وتصنيع الحساسات والدوائر الإلكترونية الدقيقة التي يعمل نخبة من الشباب السعودي على تشغيلها والعمل عليها. وحظي المصنع باهتمام كبير من الدكتور بكري عساس مدير جامعة أم القرى، الذي كان وما زال من أكبر الداعمين لفكرة إنشائه ماديا ومعنويا، من أجل البدء في مرحلة جديدة وفعليّة للتحول التجاري في المملكة العربية السعودية من مكة المكرمة. وركّز فريق المركز جهوده لخدمة حشود الحجاج والمعتمرين، وتقديم الحلول التقنية والأفكار الإبداعية في مجالات عدة للإسهام في الرقي بالخدمات المقدمة لحجاج وزوار بيت الله الحرام، وصولا إلى الاهتمام بتطبيقات المدن الذكية، تحقيقا للرؤية التي وضعها الأمير خالد الفيصل في تحويل مكة المكرمة إلى مدينة ذكية من خلال استقطاب الكفاءات المتميزة، واستثمار العقول الوطنية، لتكون مكة المكرمة في موقعها، الذي تستحقه بين مدن العالم الأول.
إنشرها

أضف تعليق