أخبار اقتصادية

النفط الصخري مقبل على مرحلة انهيار .. واستقرار السوق ليست مهمة «أوبك» وحدها

النفط الصخري مقبل على مرحلة انهيار .. واستقرار السوق ليست مهمة «أوبك» وحدها

النفط الصخري مقبل على مرحلة انهيار .. واستقرار السوق ليست مهمة «أوبك» وحدها

أكد أرورو تاكاهاشي مدير عام مشاريع شركة «طوكيو» العملاقة للغاز والطاقة، أن السياسات النفطية في السعودية متميزة وتتسم بالذكاء والخبرة العريضة، وأن اليابان استفادت بشكل خاص من تلك السياسات، لأن السعودية قادت توجه المنتجين نحو الإبقاء على حالة وفرة الإنتاج، وبالتالي بقاء أسعار النفط منخفضة وهو الأمر المهم جدا لدولة كبرى في الاستهلاك بحجم اليابان. وأضاف تاكاهاشي في حوار خاص لـ «الاقتصادية» في فيينا، أن فكرة عدم التدخل في مستوى أسعار النفط التي تنتهجها السعودية تعتبر توجها اقتصاديا جيدا، لأن التركيز على الحصص السوقية بالفعل هو الأفضل للمنتجين، أما التدخل من أجل الحصول على أسعار مرتفعة فلن يدوم كثيرا في ظل تخمة المعروض الحالية في السوق. وأشار تاكاهاشى إلى أن أسعار النفط الخام –بحسب تقديره – سترتفع إلى 60 دولارا للبرميل خلال عامين نتيجة نمو الطلب وحدوث تراجع حاد في المعروض ناتج عن تقلص الإنتاج الصخري في الولايات المتحدة. وأضاف تاكاهاشى، أن احتياج اليابان للنفط سيظل قائما لسنوات عديدة، وكل موارد الطاقة التقليدية ستظل مهيمنة على مزيج الطاقة في اليابان والعالم، مشيرا إلى أن ما يتردد عن كساد اقتصادي في اليابان يضعف منظومة الطلب غير دقيق وأن ما يحدث حاليا في اليابان هو بعض التباطؤ في معدلات النمو إلا أن اقتصادها ما زال قويا وسيستمر. وتوقع تاكاهاشى ألا يصمد النفط الصخري في المنافسة مع النفط التقليدي في ظل الأسعار المنخفضة الحالية، مشيرا إلى أن مستقبله محفوف بالمخاطر في ضوء ارتفاع تكاليف الإنتاج وهو مرشح للتراجع بشكل واسع في السنوات المقبلة، وإلى نص الحوار: بداية، ما مدى انعكاس الاقتصاد الياباني على استمرار حالة ضعف الطلب على النفط وتراجع الأسعار، خاصة مع توقعات البعض بتعرضه لأزمات؟ يجب أن ندرك حقيقة مهمة وهي أن الاقتصاد الياباني مهما تعرض لأزمات فهو اقتصاد قوي ويسبق أغلب اقتصادات العالم بسبب معدلات النمو العالية التي قد تتباطأ أحيانا ولكنها تظل عالية وراسخة مقارنة ببقية دول العالم وسيظل دوره محوريا في قيادة اقتصادات العالم سواء في سوق الطاقة أو كل المجالات الصناعية الأخرى. دعنا نتحدث بدقة وتفصيل عن تأثير هذا التباطؤ في معدلات نمو الاقتصاد الياباني وانعكاساته على سوق النفط الخام بشكل محدد؟ احتياج اليابان إلى الطاقة التقليدية سواء النفط أو الغاز أو الفحم سيظل قائما ويتزايد، والطلب العالمي بشكل عام على النفط سينمو بشكل كبير وستكون اليابان كما هي دائما مكونا رئيسا من منظومة الطلب العالمي على النفط. كيف ترى مستقبل مزيج الطاقة في العالم؟ ومدى توزيع الحصص بين النفط التقليدي والصخري وموارد الطاقة المتجددة؟ بالنسبة لنا في اليابان تولي الحكومة اهتماما كبيرا وتركز جهودها على تنمية حصص موارد الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة، وترى أن المستقبل لهذه الموارد التي ستكون ذات كفاءة أعلى وتكاليف إنتاجها أقل إلى جانب نظافتها وعدم وجود انبعاثات ضارة كما هو الحال في الطاقة التقليدية التي تهدد البيئة، وتسهم في تغير المناخ بسبب انبعاثات الكربون الخطيرة، وفي تقديري فإن الطاقة المتجددة بعد أقل من 20 عاما ستكون مسيطرة على منظومة الطاقة في العالم. #2# هل تعتقد أن أسعار النفط الخام سوف تستعيد مستوياتها المرتفعة مرة أخرى أم ستظل منخفضة بسبب وفرة المعروض وهو ما تروج له بعض الدوائر الاقتصادية؟ لا أتفق مع من يعتقدون أن أسعار النفط الخام ستبقى منخفضة لفترات طويلة، وأعتقد أنها ستعود إلى الارتفاع في العام الجديد وستصل إلى 50 دولارا للبرميل وستواصل الصعود إلى 60 دولارا للبرميل خلال عامين، وهناك مؤشرات قوية على أن السوق ستستعيد كثيرا من زخمها وتتعافى من الأزمة الحادة التي تمر بها خلال العام الماضي، نتيجة وفرة المعروض وتنوع الموارد وما أطلق عليه ثورة النفط الصخري الزيتي في الولايات المتحدة وسيكون تنامي الطلب هو المحرك الأول لتعافي السوق. ما الأسباب الأخرى لعودة الاستقرار في السوق؟ أعتقد أن تقلص النفط الصخري الأمريكي سيكون من الأسباب الرئيسة لذلك، وتراجع الإنتاج الأمريكى بشكل عام سيكون كلمة المرور إلى سوق أكثر استقرار وتعافيا من الأزمات السابقة ويمكن أن تحقق أسعار النفط مستويات أعلى ولكن المنافسة في تقديري مع موارد الطاقة الأخرى خاصة المتجددة ستجعل الأمر صعبا أن يتجاوز النفط الخام مستوى 60 دولارا. هل تعتقد أن المستوى الحالي من الحوار وبرامج التعاون بين المنتجين والمستهلكين للنفط كافيا لتحقيق نمو السوق؟ بالطبع نحن بحاجة إلى مزيد من برامج الحوار والتعاون والتنسيق المشترك بين كل المنتجين والمستهلكين، لأننا نعيش في عالم عبارة عن قرية صغيرة وفى مجال الطاقة بصفة خاصة ولابد من العمل الجماعي والتعاون المستمر وإلا سنصبح جزرا منعزلة ونواجه أزمات أعنف وأي صعوبات اقتصادية يمكن تجاوزها بالشراكة والتنسيق بين كل الأطراف. كيف تقيم السياسات النفطية للسعودية؟ وكيف ترى دورها المحوري كأكبر منتج للنفط في العالم؟ في تقديري أن السياسات النفطية السعودية متميزة ومؤثرة بشكل كبير في سوق النفط في العالم وأوجه التحية إلى الحكومة السعودية على إدارتها الذكية لملف النفط، ورفض السعودية خفض الإنتاج لرفع الأسعار يعكس خبرتها العريضة ورؤيتها المستقبلية المتميزة وقناعتها بأن الحفاظ على الحصص السوقية وتنميتها أجدى من الحفاظ على مستوى أسعار مرتفع قد لا يستمر طويلا بسبب وفرة المعروض، وهو ما عاد تأثيره على اليابان التي تعد ثالث أكبر المستهلكين في العالم. هل سيظل النفط الخام مهيمنا على مزيج الطاقة في اليابان والى أي مدى؟ في الأمد القريب هذه حقيقة، حيث لا يمكن الاستغناء عن النفط الخام في اليابان، رغم تسارع جهود تنمية قطاعات الطاقة المتجددة، وسبق أن أشرنا إلى أن النفط والغاز والفحم في المقدمة يليهما الطاقتان النووية والمتجددة. ما تصورك لحجم التطور في برامج الاعتماد على الطاقة المتجددة في العالم بشكل عام وفي اليابان بشكل خاص؟ التطور كبير ومتلاحق في هذا المجال وتقود اليابان العالم في مجال تكنولوجيا الطاقة المتجددة ولديها بالفعل محطات حديثة ومتميزة لإنتاج الطاقة الشمسية، وتركز على التوسع في الاعتماد عليها في مجال توليد الكهرباء وأغراض الصناعة الأخرى، وهناك طاقات واسعة مازال متاحا استغلالها من هذا المورد الواعد والتطور التكنولوجي مهم ومتلاحق في هذا المجال وتكاليف الإنتاج تقل تدريجيا مع التوصل إلى التكنولوجيات الأحدث، والتطور نفسه وإن كان بشكل أقل نسبيا يمكن أن نقوله على طاقة الرياح وهناك تطور سريع في المزارع الخاصة بها سواء البرية أو البحرية والتركيز على هاتين الطاقتين يمكن أن يقدم كثيرا للتنمية في العالم. هل هذه الرؤية الإيجابية يمكن أن نقولها أيضا عن مستقبل إنتاج النفط والغاز الصخريين أم أن القضية مختلفة؟ لا حيث إن الوضع مختلف لأن النفط والغاز الصخريين مرشحان لتراجعات حادة خاصة في الولايات المتحدة بسبب انهيار أسعار النفط الخام في الأسواق الدولية، على نحو حاد خلال العام الأخير وهو ما يفقد النفط الصخري أي قدرة تنافسية لأن تكاليف إنتاجه كما هو معروف للجميع مرتفعة للغاية ومن الصعب لها التكيف مع ظروف السوق الحالية. كيف تقيم دور منظمة أوبك وتأثيرها في سوق الطاقة الدولية؟ "أوبك" منظمة مهمة ومؤثرة في السوق وتتحكم في نحو 30 في المائة، من المعروض العالمي من النفط الخام وأعتقد أن دورها سيظل قويا في السوق ولكن من الصعب تحميلها كل تبعات السوق وأزماته خاصة أننا نعيش مرحلة جديدة تقوم على تنوع الموارد ووفرة المعروض العالمي من النفط. ما مستقبل الاستثمارات النفطية في العالم في ضوء الصعوبات الحادة التي تواجهها حاليا السوق بسبب تدني الأسعار؟ يجب أن نستمر في الاستثمار في كل موارد الطاقة، لأنه دون هذا الاستثمار لن تتحقق التنمية المستدامة والمنشودة في هذا الشريان الحيوي للاقتصاد العالمي وحتى لا نواجه نقصا حادا في الإمدادات في المستقبل وتنمية كل الموارد مطلوبة وعلى رأسها النفط والغاز بكل مصادرهم إلى جانب الطاقات الجديدة والمتجددة. ماذا تتوقع للاجتماع الوزراي المرتقب لمنظمة أوبك؟ أتوقع له النجاح والأمر ليس صعبا إذا تم العمل على تقريب وجهات النظر بين المنتجين والنظر لصالح السوق ومستقبل الصناعة وفى هذا الإطار يمكن أن يستمر نجاح "أوبك" ودورها المؤثر في سوق النفط الخام.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية