أخبار اقتصادية

تدفق النفط السعودي على الهند وشرق أوروبا مؤشر إيجابي للطلب

تدفق النفط السعودي على الهند وشرق أوروبا مؤشر إيجابي للطلب

ارتفعت أسعار النفط الخام 3 في المائة أمس عقب إسقاط مقاتلة روسية الصنع قرب الحدود السورية التركية وتراجع الدولار وهو ما أعطى المستثمرين حافزا لشراء المزيد من الخام. كما تلقت سوق النفط الخام دعما قويا من التصريحات السعودية التي تؤكد الاستعداد الكامل للتعاون مع كافة المنتجين في أوبك وخارجها، وذلك قبل أيام قلائل من انعقاد الاجتماع الوزاري المرتقب لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" في دورته 168. وكان يمكن تحقيق مزيد من الارتفاعات السعرية للنفط، لولا تداعيات ارتفاع المخزونات المتوقع واستمرار صعود الدولار الأمريكي مع اقتراب موعد رفع الفائدة الأمريكية بحلول الشهر المقبل وهو يعرقل نمو أسعار النفط . وقال لـ"الاقتصادية" لاديسلاف جانييك مدير شركة سلوفاكيا للنفط، إن الدور السعودي في سوق النفط هو دور رئيسي ومحوري، والمملكة هي الوحيدة القادرة على قيادة السوق نحو الاستقرار، والنمو وقد اتضح ذلك في التصريحات السعودية الأخيرة التي تؤكد التزامها بتحقيق التعاون والتقارب مع كل المنتجين سواء في أوبك وخارجها. وأشار إلى أن هذه التصريحات الإيجابية نشرت أجواء تفاؤلية في السوق ومثلت قدرا جيدا من الدعم لمستوى أسعار النفط الخام موضحا أن توجهات السعودية بمثابة بوصلة تحدد مسار سوق النفط الخام. وأوضح أن التصريحات السعودية جاءت في الوقت المناسب قبل أيام من الاجتماع الوزاري لوزراء النفط في دول أوبك وهو ما سيقلل على نحو كبير التوتر المحيط بهذا الاجتماع ويدفع في اتجاه الحوار والتقارب بين المنتجين وتقليل حدة الخلاف حول قضية خفض الإنتاج ويسهل الوصول إلى موقف موحد لدول أوبك، الأمر الذي يتسق مع تاريخ المنظمة التي اعتادت على مواجهة الأزمات بوحدة المواقف. وشدد على أهمية أن يدخل المنتجون إلى هذا الاجتماع التاريخى وهم يتمتعون بقدر عال من المرونة وبرغبة قوية في تحقيق المصالح العامة وإبعاد أي خلافات سياسية عن المشهد والتركيز على التوافق وليس التعنت. بدوره، أوضح لـ"الاقتصادية" فينسينزو أروتا مدير شركة تيميكس الإيطالية للطاقة، أن الحديث عن انهيارات سعرية للنفط في العام الجديد هي تقديرات يجانبها الصواب، لأن هناك مؤشرات قوية على نمو الطلب بما يدفع إلى توازن السوق وتقليل الفجوة بين العرض والطلب. وأوضح، أن هناك مؤشرات جيدة عن نجاح خطط تحفيز الاقتصاد الصيني، كما وجدنا تطورات إيجابية بالنسبة للطلب في الهند وهي كيان ضخم ومؤثر في منظومة الطلب العالمية حيث ارتفعت الواردات النفطية الهندية بنحو 9 في المائة وعادت السعودية لتحتل مكانتها كأكبر مصدر للنفط إلى الهند. وأشارت بيانات إلى أن واردات الهند من النفط الخام السعودي زادت نحو 4 في المائة الشهر الماضي مقارنة بأيلول (سبتمبر) لتصل إلى 3.94 مليون برميل يوميا. والهند هي رابع أكبر مستورد للنفط في العالم. وأشار إلى تحقيق النفط السعودي نجاحات أخرى في أسواق شرق أوروبا وهو مؤشر على أن الطلب على النفط يسير في اتجاه تصحيح الأوضاع واستعادة التوازن في السوق موضحا أن الطلب على موارد الطاقة المتجددة ينمو لأن احتياجات الطاقة تتزايد بما يتطلب زيادة إنتاج كافة موارد الطاقة. وأوضح، أن التقديرات والدراسات الاقتصادية الدولية تشير إلى انخفاض حاد ومؤكد في إنتاج النفط الصخري الأمريكي في العام المقبل، وهو ما سيمنع حدوث تراجعات سعرية جديدة لأن تخمة المعروض في طريقها إلى التقلص منوها إلى أن الفترة المقبلة ستتطلب مزيدا من الاعتماد على الموارد التقليدية للطاقة ومصادر الطاقة المتجددة. من ناحيته، أوضح لـ"الاقتصادية" الدكتور امبرجيو فاسولي مدير مركز دراسات الطاقة في مدينة لوزان في سويسرا، أن الأيام القليلة السابقة لانعقاد الاجتماع الوزاري لمنظمة أوبك هي من الفترات الدقيقة، التي يجب أن تطلق فيها دوما التصريحات الإيجابية التي ترفع الحالة المعنوية للمنتجين وتسهل فكرة تقارب المواقف، وهو ما بادرت السعودية إلى القيام به في إطار دورها الريادي في صناعة النفط. وأشار إلى أهمية ألا تطلق أي تصريحات أخرى من جانب منتجين آخرين تعكر صفو المباحثات أو تعرقل فكرة التوافق أو تعقد توجهات التعاون المشترك، مؤكدا أن استقرار السوق يكون لصالح اقتصاديات كل الدول. وأوضح أن الفترة المقبلة تتطلب العمل على الحفاظ على الاستثمارات النفطية وتنميتها ومساعدتها على التغلب على كل عقبات السوق للحفاظ على مستوى جيد من الإمدادات ومنع حدوث تقلصات حادة في المعروض وهو يتطلب المزيد من التنسيق بين حكومات الدول المنتجة والشركات. وأشار إلى أن تعافي سوق النفط قادم وتتمثل أبرز الصعوبات التي تحد من ذلك في الأمد القصير في ارتفاع المخزونات النفطية الأمريكية والاتجاه الصعودي القوي للدولار الأمريكي بتأثير من قرب رفع الفائدة. وعلى صعيد آخر تنطلق في فيينا اليوم الأربعاء أعمال المؤتمر الدولي حول الابتكارات في صناعة النفط والغاز بمشاركة عدد كبير من ممثلي شركات النفط والغاز في أوروبا والعالم. وقالت مصادر في المؤتمر الذي ينظمه الاتحاد النمساوي للغاز والمياه، إن جلسات وورش عمل المؤتمر التي تستمر يومين ستركز على مستقبل سوق الطاقة في العالم وآليات تحقيق الاستقرار والنمو. وفيما يخص الأسعار، فقد صعد خام القياس العالمي مزيج برنت في عقود كانون الثاني (يناير) 3 في المائة بما يعادل 1.4 دولار بحلول الساعة 14:20 بتوقيت جرينتش إلى 46.23 دولار للبرميل أعلى مستوى في نحو أسبوعين. وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.25 دولار إلى 43 دولارا للبرميل وهو أيضا أعلى مستوى في نحو أسبوعين.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية