أخبار اقتصادية

«مقاييس الفقر والرفاه» تمنح ديتون جائزة نوبل للاقتصاد

«مقاييس الفقر والرفاه» تمنح ديتون جائزة نوبل للاقتصاد

«مقاييس الفقر والرفاه» تمنح ديتون جائزة نوبل للاقتصاد

«مقاييس الفقر والرفاه» تمنح ديتون جائزة نوبل للاقتصاد

حصرت اللجنة السويدية المعنية باختيار الفائز بجائزة نوبل للاقتصاد، أسباب اختيارها البروفيسور أنجوس ديتون لنيل جائزتها لعام 2015 في ثلاثة أسباب وعوامل رئيسة وهي: أولا، كيف يعمل المستهلكون على توزيع إنفاقهم بين السلع المختلفة. ثانيا، ما مقدار الدخل الذي ينفقه المجتمع، وكم يتم توفيره. ثالثا، ما أفضل السبل لقياس وتحليل الرفاهية والفقر. وقالت الأكاديمية السويدية أمس "إن أبحاث ديتون تختص بمواضيع ذات "أهمية هائلة بالنسبة إلى رفاهية البشر، خصوصا في البلدان الفقيرة، وإنها أثرت تأثيرا كبيرا في الجانب العملي في صنع السياسة، إلى جانب تأثيرها في الأوساط العلمية". وأوضحت لجنة الجائزة في بيانها "من أجل أن نصمم السياسة الاقتصادية التي تعزز الرفاهية وتقلص الفقر، لا بد أن نفهم أولا خيارات المستهلك الفردي. وأن أنجوس ويلسون، أكثر من أي شخص آخر، استطاع تعزيز فهمنا. من خلال ربطه بين الخيارات الفردية المفصلة والنواتج الإجمالية". #3# من جهتها، أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أمس، في تحليل متكامل عن أهمية الجائزة والفائز بها، إلى أن ديتون كان أستاذا لعلم الاقتصاد القياسي في جامعة بريستول، قبل أن ينتقل في عام 1983 إلى جامعة برنستون. وهو الآن أستاذ كرسي دوايت آيزنهاور للشؤون الدولية، وأستاذ الاقتصاد والشؤون الدولية في كلية وودرو ويلسون، وكلية الاقتصاد في جامعة برنستون. ويحمل الفائز بالجائزة الجنسيتين الأمريكية والبريطانية ومولود في مدينة إدنبرة في اسكتلندا في عام 1945، وحصل على شهادات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه من جامعة كامبريدج، في عام 1975. #2# وقد منح جائزة نوبل بسبب دراساته التي أدت إلى تحسين دقة المقاييس الاقتصادية الأساسية، بما في ذلك مقاييس الدخل والفقر والاستهلاك. واشتهر ديتون، (69 عاما)، بأفكاره العميقة، حيث اكتشف أن المتوسطات الاقتصادية، مثل مقاييس الدخل القومي، يمكن أن تكون مضللة، لأنها تخفي تغييرات مهمة بين الأفراد. وفي عام 1978 أصبح ديتون أول شخص يُمنح ميدالية فريش، وهي جائزة تمنحها "جمعية الاقتصاد القياسي" كل سنتين عن بحث تطبيقي نُشِر خلال السنوات الخمس السابقة في مجلة "علم الاقتصاد القياسي". وهو زميل في جمعية الاقتصاد القياسي، وزميل مراسل للأكاديمية البريطانية، وزميل في الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم. وهو يحمل شهادات فخرية من جامعة تور فيرجاتا في روما، ومن جامعة كلية لندن، وجامعة سانت أندروز. وفي عام 2007 انتُخِب رئيسا للجمعية الاقتصادية الأمريكية. وفي عام 2011 فاز بجائزة الاقتصاد والتمويل والإدارة من مؤسسة بي بي في إيه لتخوم المعرفة، مقابل إسهاماته الرئيسة في نظرية الاستهلاك والمدخرات، ومقياس الرفاهية الاقتصادية. وفي نيسان (أبريل) 2014 انتُخِب عضوا في الجمعية الفلسفية الأمريكية. كذلك انتُخِب عضوا في الأكاديمية الوطنية للعلوم في نيسان (أبريل) 2015. وقد عمل ديتون أيضا في تطوير منهجية من أجل قياس الفقر. كذلك وضع ديتون ما يعرف باسم "متناقضة ديتون"، استنادا إلى السلاسة المفرطة في الاستهلاك في وجه صدمات الدخل الدائمة غير المتوقعة. وإضافة إلى تحليله سلوك الأسر على مستوى الاقتصاد الجزئي، فإن مجالات أبحاثه تشتمل على قياس الفقر العالمي، واقتصاديات الصحة، واقتصاديات التنمية. وأكد ديتون أن الرسالة التي تحملها أعماله كانت في معظمها تتسم بالتفاؤل. "إن رسالتي هي أنه يغلب على مقاييسي أن تبين أن الأمور تتحسن، لكن يظل أمامنا قدر كبير من العمل الذي لا بد من تنفيذه". وعبر عن شعوره بالبهجة حين علم بأنه منح الجائزة. وقال "فوجئت وشعرت بالسعادة. كان من الرائع أن أسمع أصوات أصدقائي في لجنة الجائزة". وكان اسم ديتون يظهر منذ فترة طويلة على قوائم المرشحين لجائزة نوبل. وهو من أوائل المساهمين في واحد من العوامل التي تحدد الاتجاهات العامة في علم الاقتصاد الحديث، وهو التركيز على إنشاء نماذج حول الاتجاهات الاقتصادية الرحبة من البداية، باستخدام بيانات حول السلوك الفردي بدلا من الاعتماد على المتوسطات. بعد ذلك استخدم ديتون هذه البيانات التي تم إعدادها بعناية لمعالجة القضايا الكبيرة حول الثروة والصحة والرفاهية. وفي كتابه «الهروب الكبير» الصادر في 2013، وصف الحائز جائزة نوبل للاقتصاد بالتفصيل كيف تنامى رفاه البشرية بشكل مذهل منذ قرنين ونصف قرن، كما يتبين مع إطالة معدل الحياة وتراجع بعض الأمراض. كذلك كيف ترافق هذا التقدم مع ازدياد عدم المساواة بشكل مذهل أيضا. وكتب بيل جيتس، أحد مؤسسي مايكروسوفت، الذي أصبح من أكبر أغنياء العالم ويكرس نفسه الآن لمكافحة الفقر، "إن أردتم معرفة المزيد عن أسباب تزايد رفاه البشرية إلى هذا الحد مع مرور الزمن، يجب أن تقرأوا هذا البحث". ووفقا لـ "الفرنسية" قالت الأكاديمية الملكية للعلوم "من خلال الربط بين خيارات فردية معينة ونتائج جماعية، أسهمت بحوثه في تحويل حقول الاقتصاد الجزئي والاقتصاد الجمعي واقتصاد التنمية". وفي عام 2010 لفت المختص الاقتصادي الاأنظار في وسائل الإعلام، بفضل دراسة مع دانييل كانمان، الحائز جائزة نوبل للاقتصاد لعام 2002، حيث أظهر أن المال يولد السعادة، لكن ليس أكثر من 75 ألف دولار سنويا. وأوضح العالمان "ربما تشكل 75 ألف دولار عتبة لا يؤدي ارتفاع المداخيل بعدها إلى تحسين قدرة الأفراد على القيام بأفضل ما يمكن من أجل رفاههم العاطفي؛ مثل تمضية الوقت مع عزيزين على قلوبهم وتفادي الألم والمرض، والاستمتاع بأوقات فراغهم". وخلف ديتون الفرنسي جان تيرول الذي حصل في 2014 على الجائزة تقديرا لتحليله حول تنظيم الأسواق، لينضم إلى القائمة الطويلة للأساتذة في الجامعة المرموقة المتوجين بنوبل الاقتصاد، ومن بينهم بول كروجمان عام 2008. من جانبه، بين داني رودريك، أستاذ الاقتصاد السياسي الدولي في جامعة هارفارد "ديتون هو الشخص الذي أدخل التحليل الإحصائي الدقيق للغاية حول خيارات الأسر إلى اقتصاد التنمية. لنفرض أنك أردتَ أن تفهم أثر الدعم الحكومي في الأرز أو رفاهية الزراع. أنتج ديتون منهجا تستطيع استخدامه فعليا مع بيانات الأسر من أجل أن تتابع ملاحظة أثر شيء مثل هذا في رفاهية الزراع المختلفين". لكن رودريك أكد أن عمل ديتون كان يتجنب النتائج الكاسحة. وقال "هناك قدر لا بأس به من عدم اليقين في السياسة ينتج عن هذا ــ فهو يركز أكثر على تنوع النواتج. إنه شخص لديه لسان حاد للغاية، وكان في أحيان كثيرة يستهدف الأشخاص الذين يصدرون بيانات قوية للغاية حول هذه السياسة أو تلك". وذكر ديتون في موقعه على الإنترنت أنه يركز في أبحاثه الحالية على محدِّدات الصحة في البلدان الفقيرة والغنية، إلى جانب قياس الفقر في الهند، وفي أماكن متفرقة من العالم. وهو يهتم منذ فترة طويلة بتحليل استطلاعات الأسر. وقد أعلن عن الجائزة جوران هانسون، الأمين العام الدائم للأكاديمية السويدية الملكية للعلوم في استوكهولم. يشار إلى أن اللجنة كرَّمت في السنوات الأخيرة عددا من الأكاديميين عنأبحاثهم التي تبين أنه إما أن الأسواق تفتقر إلى الكفاءة، وإما كيفية التعامل مع ذلك الواقع. وفي السنة الماضية اختارت لجنة الاقتصاد الفرنسي جان تيرول، عن أبحاثه في التنظيم الفعال للأسواق غير الكاملة.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية