أخبار اقتصادية

أسعار النفط ترتفع 8 % في أسبوع بعد تأجيل أمريكا رفع حظر التصدير

أسعار النفط ترتفع 8 % في أسبوع بعد تأجيل أمريكا رفع حظر التصدير

مالت سوق النفط إلى تحقيق الاستقرار والحفاظ على مكاسبها بعد أن حققت ارتفاعات واسعة سابقة متجاهلة الارتفاع الكبير في المخزونات النفطية التي تؤثر بشكل مباشر وواسع في مستويات الطلب العالمي على النفط الخام. وتلقى سوق النفط دعما جيدا من هبوط سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل بقية العملات الرئيسية نظرا للعلاقة العكسية بين سعري الدولار والنفط الخام. وظهر تأثير عدد من العوامل الحديثة في السوق التي صبت في خانة رفع الأسعار وفي مقدمتها استبعاد رفع الحظر عن تصدير الخام الأمريكي بضغوط من البيت الأبيض إلى جانب فضيحة الفساد في قطاع البترول في نيجيريا مع ظهور تداعيات التدخل الروسي الصيني في الحرب السورية. ويقول لـ "الاقتصادية"، ماركوس كروج كبير مختصي الطاقة في شركة "إيه كنترول" لأبحاث النفط والغاز، إن السوق تميل إلى التعافي وتحسن الأسعار كما هو متوقع بتأثير من تحسن في مستويات الطلب في ضوء توقعات أكيدة بتقلص المعروض العالمي نتيجة تراجع الاستثمارات وصعوبات الإنتاج في العديد من مناطق الإنتاج الرئيسية في العالم. وأشار كروج إلى أن الارتفاع الكبير في مستوى المخزونات لم يهبط بالأسعار كما يحدث عادة في دلالة رئيسية على وجود مؤثرات أقوى تدفع في اتجاه ارتفاع الأسعار ويأتي في مقدمتها حالة القلق على الإمدادات النفطية وتصاعد الصراعات السياسية في اليمن وسورية وغيرها من بؤر التوتر. وأوضح كروج أن خطة تحفيز الاقتصاد الصيني تسير بمعدلات جيدة ومتسارعة وهو ما سيقود الطلب إلى النمو على نحو واسع مشيرا إلى أن الاقتصاد الأمريكي، وهو أكبر مستهلك للنفط الخام في العالم، يعاني صعوبات وانكماشا صناعيا بحسب تقرير أخير عن مستلزمات المصانع. وأضاف كروج أن هناك اتجاها قويا لدى الولايات المتحدة نحو تأجيل التفكير في رفع الحظر المفروض على تصدير النفط الخام إلى الخارج وهو ما أزاح الكثير من المخاوف بشأن تأثير قرار الرفع في حالة إقراره على وفرة المعروض العالمي وبالتالي هبوط الأسعار. من جهته، يرى أندرياس جيني مدير شركة "ماكسويل كوانت للخدمات النفطية"، أن إعلان البيت الأبيض رفضه رفع حظر تصدير الخام الأمريكي للخارج والمفروض منذ أكثر من 40 عاما قرار جيد لأن إقرار هذا الأمر في ظل ظروف السوق الحالية غير المستقرة سيؤدى إلى مزيد من الاضطراب في السوق وقد يقود إلى تراجعات حادة في الأسعار وزيادة المنافسة على الحصص السوقية خاصة في الأسواق الأوروبية التي قد تتحول للاعتماد على الصادرات النفطية الأمريكية والغاز الطبيعي المسال. وأضاف لـ "الاقتصادية"، أن استبعاد رفع الفائدة على الدولار الأمريكي أدى إلى هبوط سعر صرف الدولار خاصة في ضوء بيانات ضعيفة عن القطاع الصناعي وهو ما انعكس إيجابا على أسعار النفط وجعلها تصمد أمام ارتفاع المخزونات لمستويات كبيرة. فيما أشار لـ "الاقتصادية"، الدكتور أمبروجيو فاسولي مدير مركز أبحاث الطاقة في مدينة لوزان السويسرية، إلى أن دول الخليج تتعامل مع ظروف السوق الحالية بخبرة وإدارة جيدة فهي تركز على الحصص السوقية دون الأسعار ولذا من المتوقع أن تنجح في زيادة حصتها السوقية على نحو واسع في السنوات المقبلة. وأضاف فاسولي أنه على الرغم من أن الانخفاض الحاد للأسعار يرهق الاستثمارات في كل دول العالم فإن دول الخليج أكدت إصرارها على الاستمرار في تنمية الاستثمارات مهما تراجعت السوق وهو ما أشاع أجواء إيجابية في السوق التي تتحول حاليا لصالح الدول الأقل في تكلفة الإنتاج والقادرة على التعاطي بشكل أفضل مع متغيرات السوق خاصة موجات الانخفاضات السعرية الحادة. وأشار فاسولي إلى أن اهتمام دول الخليج بحماية الاستثمارات وتأمين المعروض العالمي من التعرض لانخفاضات حادة لقي تقديرا وتقييما إيجابيا لاقتصاديات دول الخليج من كبريات المؤسسات المالية في العالم خاصة تقرير مؤسسة "ستاندرد آند بورز" الصادر أخيرا. وأوضح فاسولي أن فضيحة الفساد في قطاع النفط في نيجيريا كان بمثابة صدمة للسوق في إحدى الدول المنتجة المهمة وهو ما دفع الرئيس النيجيري لتولي حقيبة النفط والإعلان عن خطة للتصدي للفساد في هذا القطاع الحيوي في الدولة التي تعتبر أحد أهم المنتجين الأعضاء في منظمة أوبك. وأشار إلى تواكب أزمة قطاع النفط في نيجيريا مع انغماس روسيا والصين في الصراع في سورية ما عمق المخاوف على إمدادات الطاقة وقاد إلى ارتفاع للأسعار قد يستمر فترة طويلة إذا دعمه تسارع نمو الطلب. على صعيد الأسعار، ارتفعت أسعار النفط أمس مواصلة مكاسب بنحو 8 في المائة هذا الأسبوع رغم أن زيادة كبيرة غير متوقعة في مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة ربما تبدد بعض التفاؤل بين المستثمرين بتوازن قريب بين العرض والطلب. وبحسب "رويترز"، فقد زادت مخزونات النفط الخام الأمريكية 3.1 مليون برميل لتصل إلى 461 مليون برميل الأسبوع الماضي مع خفض مصافي التكرير الإنتاج وتقليص طاقتها التشغيلية، وكان مختصون قد توقعوا زيادة قدرها 2.2 مليون برميل. وارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 50 سنتا إلى 51.83 دولار للبرميل لكنها تراجعت من أعلى مستوياتها أثناء الجلسة عند 52.03 دولار ومن أعلى مستوى لها في شهر الذي سجلته أمس الأربعاء والبالغ 53.15 دولار، وصعدت العقود الآجلة للخام الأمريكي 42 سنتا إلى 48.23 دولار للبرميل. وتتجه أسعار النفط صوب تحقيق مكاسب بنحو 8 في المائة هذا الأسبوع وهي أكبر زيادة أسبوعية منذ أواخر آب (أغسطس) بعدما حذر مسؤولون في صناعة النفط من أن الهبوط الذي شهدته الأسعار هذا العام الذي أنزلها عن مستوى 50 دولارا للبرميل سيدفع الإنتاج المرتفع التكلفة إلى التراجع. وتلقى النفط دعما أيضا من تراجع الدولار قبيل نشر محضر أحدث اجتماع لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) الذي قد يلقي بصيصا من الضوء على آفاق أسعار الفائدة. ويؤدي ضعف الدولار إلى انخفاض تكلفة السلع الأولية المقومة بالعملة الأمريكية على حائزي العملات الأخرى.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية