أخبار اقتصادية

«توتال» لـ"الاقتصادية" : 20 % من الاستثمارات النفطية تقلصت نتيجة تراجع الأسعار

«توتال» لـ"الاقتصادية" : 20 % من الاستثمارات النفطية تقلصت نتيجة تراجع الأسعار

«توتال» لـ"الاقتصادية" : 20 % من الاستثمارات النفطية تقلصت نتيجة تراجع الأسعار

استهل النفط الخام تعاملات الأسبوع، على تحقيق ارتفاعات جيدة في مؤشر على اتجاه قوي لتصحيح الأسعار، بعد انخفاضات قياسية سجلتها السوق على مدار الأشهر الثلاثة الماضية. وتلقت أسعار النفط الخام دعما من تراجع الدولار، بسبب انكماش القطاع الصناعي في الولايات المتحدة، وتراجع الآمال في رفع أسعار الفائدة، كما تزامن ذلك أيضا مع انخفاض منصات الحفر الأمريكية وتراجع المخزونات. وسادت أجواء إيجابية في السوق، بعد إعلان الإمارات تمسكها بالحفاظ على الاستثمارات النفطية، ودعم نموها، رغم تراجع الأسعار، فيما أعلنت روسيا عزمها بدء حوار جديد حول أوضاع السوق مع كل المنتجين، خاصة في منظمة أوبك أو خارجها. من جهته، قال لـ "الاقتصادية" ألان ماتيفاود؛ مدير الأبحاث في شركة توتال العالمية للنفط، "إن الاستثمارات تأثرت بشكل كبير بتراجع الأسعار"، مبيناً أنه بحسب الإحصائيات الحديثة فإن تقلصا قارب 20 في المائة حدث في الاستثمارات النفطية، مشيرا إلى أهمية العمل على حماية الاستثمارات، لأنها العنصر الكفيل بتأمين الإمدادات في المستقبل خاصة في ضوء توقع نمو واسع في الطلب. #2# وأشار إلى أن السعودية والإمارات أعلنتا من قبل الاستمرار في الاستثمار في القطاع النفطي، لتأمين المعروض العالمي من النفط واتخاذ كل التدابير الممكنة للتواؤم مع الأسعار المنخفضة، والحفاظ على استقرار الصناعة رغم تقلبات السوق. ونوه ماتيفاود بأهمية مبادرة روسيا للحوار مع المنتجين، خاصة في منظمة أوبك، مشيرا إلى أن هناك بالفعل عديدا من برامج الحوار القائمة منذ فترة، لكن استمرار موجة الانخفاضات يتطلب تكثيف جهود التعاون والحوار، متوقعا أن يتم تنسيق واسع في الفترة المقبلة بين المنتجين، لدعم السوق في جوانب من الصناعة ليس من بينها خفض الإنتاج غير المطروح حاليا على مائدة البحث بين المنتجين، بسبب عدم القناعة بجدواه بالتأثير في الأسعار على المدى الطويل. من جهته، اعتبر الفونس كاتر أستاذ الفيزياء في جامعة هامبورج لتكنولوجيا الطاقة، في حديثه لـ "الاقتصادية"، أن السوق ستظل متأرجحة لبعض الوقت، لكن يمكن رصد بعض الحقائق ذات التأثير والصلة الواسعة بالسوق ومنها التباطؤ الاقتصادي، وتراجع معدلات النمو في الولايات المتحدة والصين واليابان، ويقابل ذلك تراجع ملحوظ في إنتاج النفط الصخري وتحول سريع في أوروبا نحو زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة خاصة في ألمانيا. وأوضح، أن ما يحدث حاليا في السوق من زيادة حدة المنافسة على الحصص السوقية، هو أمر طبيعي بسبب استمرار حالة وفرة المعروض على حساب ضعف الطلب، مشيرا إلى أن معظم تخفيض أسعار البيع جاء من المنتجين الخليجيين، بسبب ما يتمتعون به من مرونة اقتصادية وتكلفة إنتاج منخفض وقدرة أكبر على التعامل مع الانخفاضات الحادة في السوق، نظرا إلى خبرتهم الطويلة في السوق. بدوره، أوضح لـ "الاقتصادية" أفايلو ستويلوف المستشار الاقتصادي البلغاري فب فيينا، أن الدور المحوري لمنظمة أوبك في السوق، ما زال مستمرا مع تغيير استراتيجيات وبرامج العمل والتركيز على مستقبل الصناعة والحصص السوقية وليس مستوى الأسعار. وأضاف ستويلوف، أن "الاجتماع المقبل في كانون الأول (ديسمبر) من العام الجاري، سيكون من الاجتماعات المهمة في تاريخ المنظمة خاصة مع حدوث عدة متغيرات مهمة، وفي مقدمتها تدني الأسعار وتأثر الاستثمارات وضغوط فنزويلا لتقليص الإنتاج، وعقد قمة نفطية إلى جانب بعض المستجدات الأخرى، مثل انضمام إندونيسيا للمنظمة بعد غياب عدة سنوات وتغير ظروف قطاع النفط في نيجيريا، بعد قضايا فساد طالت وزيرة النفط ودفعت إلى إقالتها وتولي رئيس الجمهورية مسئولية الوزارة". وقال "إن العواصف في الولايات المتحدة والمواجهات العسكرية في سورية التي دخلت فيها روسيا، وهي من أكبر المنتجين، والصين وهي من أكبر المستهلكين، أسهمت في رفع أسعار النفط، كما أن إعادة هيكلة القطاع النفطي في نيجيريا بعد فضيحة الفساد واعتقال الوزيرة سيكون لها تأثير في إمدادات هذا البلد المنتج المهم والعضو في منظمة أوبك". وفيما يخص الأسعار، فقد ارتفع النفط الخام الأمريكي في السوق الأوروبية، أمس، في مستهل تعاملات الأسبوع، وتداول خام برنت فوق 48 دولارا للبرميل، لتواصل الأسعار صعودها لليوم الثاني على التوالي، بعد انخفاض منصات الحفر في الولايات المتحدة الأمريكية للأسبوع الخامس على التوالي، مسجلة أدنى مستوياتها في خمس سنوات. وارتفع النفط الخام الأمريكي إلى مستوى 45.85 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 45.59 دولار، وسجل أعلى مستوى 45.98 دولار وأدنى مستوى 45.20 دولار. وصعد خام برنت إلى 48.45 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 48.18 دولار وسجل أعلى مستوى 48.61 دولار وأدنى مستوى 47.79 دولار. وكان النفط الخام الأمريكي قد أنهى تعاملات يوم الجمعة، مرتفعا بنسبة 1.4 في المائة، وصعدت عقود برنت بنسبة 0.3 في المائة، واستفادت الأسعار من تراجع الدولار الأمريكي وانحسار آمال رفع أسعار الفائدة الأمريكية. وأعلنت شركة بيكر هيوز للخدمات النفطية يوم الجمعة، انخفاض منصات الحفر في الولايات المتحدة بمقدار 26 منصة إلى إجمالي 614 منصة الأسبوع الماضي، في خامس انخفاض أسبوعي على التوالي، وهو أدنى مستوى للمنصات العاملة في خمس سنوات، مع تضرر الشركات من أسعار النفط الرخيصة مقارنة بالتكلفة المرتفعة لاستخراج النفط الصخري. وكان إنتاج النفط الصخري، قد انخفض في البلاد الأسبوع الماضي بمقدار 40 ألف برميل إلى 9.1 مليون برميل يوميا في سابع انخفاض أسبوعي خلال الأسابيع الثمانية الأخيرة. وفيما يتعلق بأسعار سلة خام أوبك، فقد سجل 44 دولارا للبرميل يوم الجمعة مقابل 44.66 دولار للبرميل فى اليوم السابق له. وقال التقرير اليومى لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، أمس، "إن سعر السلة التي تضم 12 خاما من إنتاج الدول الأعضاء حقق أول ارتفاع بعد انخفاض سابق وإن سعر السلة سيطر عليه التذبذب طيلة الأسبوع الماضى"، مشيرا إلى أن سعر السلة ارتفع طفيفا مقارنة بأسعار النفط في منتصف أيلول (سبتمبر) الماضي الذي سجل فيه سعر السلة 43.13 دولار للبرميل.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية