Author

«ما لحد منة .. الله اللي عزنا»

|
لا تبحث السعودية قيادة وشعبا وهي تخدم ضيوف الرحمن عن مكسب سياسي أو اقتصادي أو السعي لمتاجرة تجلب مصالح خاصة، بل خدمتهم هي من صميم العقيدة التي نؤمن بها وورثناها أبا عن جد، وهو أمر يلحظه الحاج ـــ أيا كانت جنسيته ـــ منذ أن تطأ قدماه أراضي المملكة. السعودية عندما تستنفر كل طاقتها في موسم الحج ويوجد كل مسؤوليها في المشاعر المقدسة، وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين، وتنفق المليارات لتطوير المشاعر لتيسر مناسك الحج لضيوف الرحمن، فهي لا تبحث عن المديح والثناء، بل عن الأجر والثواب من الله ـــ سبحانه وتعالى ـــ، وبالتالي فهي لا تلتفت للنقد أو الهجوم ولا ترد عليه، بل تسعى للتطوير ولو كانت كل الخدمات المقدمة في خانة "الرضا". رجل الأمن، الذي من صميم عمله "حفظ الأمن"، يتحول في موسم الحج إلى خادم لضيوف الرحمن، ويتعامل معهم برحمة وعطف، فتراه تارة مسعفا، وتارة ثانية موجها ومرشدا، وتارة أخرى حاملا للمسنين، والمشاهد الدالة على ذلك كثر تتناقلها وكالات الأنباء العالمية في كل موسم حج ولا تحتاج إلى إثباتات. لا يمكن أن ترى رجل أمن ينهر حاجا ويوبخه عندما لا يتقيد بالأنظمة أو يوجهه بقسوة، أو يستخدم معه العنف لضبط خطة الحج، بل تجد الرحمة والعطف في كل أعمالهم، والغاية، كما أسلفت، رضا الله ـــ سبحانه وتعالى ـــ لا رضا الناس. حادثة التدافع في مِنى التي تألمنا منها قيادة وشعبا، وشاركتنا الألم الشعوب المسلمة استغلها بعض من ضعاف النفوس والحاقدين على بلادنا وعلى قيادتنا للنيل من السعودية وهو ديدن المنغمس في الحقد، فالمتاجرة بمصائب المسلمين لا تصدر إلا من قلب حاقد يكسوه السواد. مسيرة التطوير للحرمين والمشاعر المقدسة مستمرة لن تتوقف عندما يكون هناك رضا، كما أكدها خادم الحرمين الشريفين، المشرف الأول على راحة الحجاج، في كلمته أمس، للقوات العسكرية المشاركة في الحج.. ثقتنا برجال الأمن وأعمالهم الجليلة في خدمة ضيوف الرحمن لن تتزعزع بسبب حادثة التدافع وهو ما أكده أيضا الملك في خطابه البارحة الأولى. عزنا الله ــ سبحانه وتعالى ـــ بالحرمين الشريفين، ولا منة لأحد في ذلك، وعقيدتنا تملي علينا خدمة ضيوف الرحمن وتوفير سبل الراحة لهم وهم يؤدون مناسك الحج والعمرة، وماضون في خدمتهم والتعامل معهم برحمة وعطف كما تمليه علينا عقيدتنا، ولن نبحث عن المديح والثناء، ولن نلتفت أيضا للحاقدين ولخطابهم المسموم.
إنشرها