Author

«المغسل» .. ومآل العملاء

|
يمكن أن نستخلص من العملية الموفقة التي نفذتها قوات الأمن السعودية واستعادت من خلالها واحدا من المطلوبين الذين مضى على ارتكابهم الجريمة 19 عاما دروسا كثيرة. مهما ظن المجرم أنه بعيد عن يد العدالة، هو واقع لا محالة. الناس نسوا حتى اسم المغسل، وكثير منهم توقعوا أنه يعيش في جزيرة ما يستمتع بما حصل عليه من المكافآت لقاء جريمته النكراء، لكنه وقع في النهاية ليواجه جريمته ومآلاتها والعبرة بالخواتيم. درس آخر تبرز فيه كفاءة قطاعاتنا الأمنية التي علمت الشرق والغرب الكثير في تتبع وكشف المجرمين ومراقبة عملياتهم وتحركاتهم والسيطرة على اتصالاتهم بشكل جعل كثيرا من الدول تعترف بقدراتها، وأولها الدول الغربية التي حصلت على معلومات ثمينة في أوقات كثيرة نعرف بعضها ونجهل أكثرها. درس ثالث يتعلق بقدرة الأجهزة الأمنية على ربط أسلوب العمل بالجهات الإرهابية التي تمارسه. منذ البداية أعلنت المملكة أن إيران لها يد في العملية، ورغم رفض المباحث الفيدرالية الأمريكية لهذه الفرضية، ثبت أخيرا أن إيران هي المخطط والموجه لهذه العملية من خلال عملاء داخل المملكة. حصل كثير من أهالي الضحايا على تعويضات من البنك المركزي الإيراني في المحاكم الأمريكية بسبب تأكد ارتباط إيران بعمليات إرهابية مثل تلك التي حدثت في الخبر. الدرس الأهم الذي يجب على كل من وقع أو قد يقع تحت تأثير ماكينة الدعاية الإيرانية، وفكر في أن يخون بلده ويمارس الإرهاب نيابة عن تلك الدولة المارقة على القانون الدولي، خصوصا محترفي القتل في اليمن وسورية والعراق، هو أن إيران تنظر إليهم كأدوات لتنفيذ جرائمها في المنطقة ليس إلا. عندما انتهت الحاجة من المغسل أصبح مكشوفا ومعرضا للاعتقال والملاحقة بسبب جرائمه. بل إنني لا أستبعد أن يكون جزءا من عملية مقايضة كبيرة تنفذها إيران مع أمريكا. أمريكا التي كانت الشيطان الأكبر، أصبحت اليوم رفيق الدرب الجديد، وبناء عليه تقدم لها إيران القرابين من أبناء المذهب الاثني عشري لضمان الضغط على الكونجرس لتمرير الاتفاق. الدرس الأخير الذي يجب أن يتعلمه كل من يفكر أو يعجب مما يدور في المنطقة هو أن خيانة الوطن لا يمكن قبولها فليس لنا سوى أوطاننا مهما أغرانا الآخرون بالمال أو حتى بمفاتيح الجنة.
إنشرها