Author

قادة الجامعات وآلية التعيين

|
يقول الخبر الصحافي، إن هناك عشر جامعات لأول مرة في تاريخ التعليم بلا مديرين معينين كما جرت العادة! بل يديرها وكلاء مكلفون منذ أن تم دمج وزارتي التعليم العالي والتربية في وزارة واحدة وأنا شخصيا لا أستغرب هذا فلا تزال معالم الدمج غير واضحة، والأكثر غرابة أن وزير التعليم يعمل وحده بلا فريق عمل، فلا نواب للوزير، ولا وكلاء يكفون لمهمة الدمج الكبيرة التي يعول عليها في التكامل بين القطاعين وهذا ليس موضوع مقالي اليوم وإنما حديثي عن مديري الجامعات. فإلى الآن لا يزال الاختيار بالتعيين ويبقى مدير الجامعة في منصبه حتى يتم إعفاؤه، وعادة ما يتم ترشيح ثلاثة أسماء لإدارة الجامعة عطفا على مؤهلاتهم وخبراتهم، ومن ثم يغادر مدير الجامعة موقعه دون كشف حساب لما قدم، قد تتطور الجامعة، وتستحدث برامج ومشاريع، وقد تبقى مكانك سر لسنوات لا فرق طالما أن أمر الإعفاء والتعيين يصدر من خارج المنظومة الجامعية. لوائح نظام التعليم الجامعي تقول، إن مجلس الجامعة يتخذ القرارات ويصادق عليها، ولكن الواقع يقول، إن المدير المعين يستطيع أن يضع جميع اللوائح في درج مكتبه ويفعل منها ما يريد ولا يعارضه أحد. كثير من المطالبات ركزت خلال الفترة الماضية على إعادة النظر في اختيار مدير الجامعة، هناك من طالب بالانتخابات وهناك من طلب أن يكون لمجلس الجامعة ممثلة في عمداء الكليات ورؤساء الأقسام دور في ترشيح واختيار مدير الجامعة، ليكون الاختيار من داخل المنظومة الجامعية والمحاسبة أيضا من داخل المنظومة نفسها وفق نظام واضح يحدد الأكفأ والأصلح لقيادة الجامعة. وما زلت أحلم باليوم الذي أرى فيه عمداء الكليات ورؤساء الأقسام والأكاديميين المخضرمين يتنافسون لتقديم برامجهم الانتخابية أو أوراق ترشيحهم وهم ينتظرون دعم زملائهم ليقرروا من الأفضل، وفق ماذا سيقدم لتعزيز موقع جامعته التنافسي وليس وفق رؤيته الضيقة أو مصالحه الذاتية. كثير من المؤسسات تمكنت من تطوير أدائها بمجرد الخروج من "بيروقراطية" التعيين الحكومية حين أسند لها قرار الاختيار وخير شاهد في هذا تجربة "الخطوط السعودية" التي دخلت عالم "الخصخصة" واختار مجلس إدارتها أخيرا ولأول مرة مديرا جديدا دون تدخل حكومي. إن إصلاح المنظومة الجامعية التي تعاني شبهات الفساد وجمودا ضخما "وبيروقراطية" عقيمة عطلت كثيرا من مبادرات التطوير والتنافسية لا يمكن دون إصلاح آلية اختيار القيادات الجامعية وفق منهجية مؤسسية تجعل من مدير الجامعة قائدا ومبادرا يترك بصمته في تنمية موارد الجامعة والاستفادة من مواردها البشرية وفتح أبواب الإبداع والتنافس وما أحوج جامعاتنا لذلك وهي في ذيل القائمة لأكثر من تصنيف عالمي!
إنشرها