Author

ماذا يواجه رواد الأعمال؟

|
هذا المقال لا يقدم حلولا للمصاعب التي يواجهها أو التي سيواجهها من ينوي ترك وظيفته للتفرغ لإنشاء مشروعه التجاري، لكن ما يقدمه هو توضيح دون أي رتوش أو تجميل أو إثارة للطريق الوعر والمؤلم الذي قد- وأقول قد- يفضي إلى النجاح، لأن النجاح هنا مرهون بطول النفس والصبر وتحمل الضغوط المالية والإدارية والتسويقية التي يتعرض لها أي صاحب مشروع في بداياته. ستبدأ بفكرة وتتطور إلى تصور ثم خطة واستشارات لبعض من حولك، هناك من سيشجعك وهم قلة قليلة جدا، وهناك من سيقول لك ابق في وظيفتك إلى حين نجاح مشروعك ثم اتركها – وهذا لا يحصل بهذا السيناريو الوردي إلا لأقل من 5 في المائة ممن ينشئون مشاريعهم الخاصة وهم على رأس وظيفة – وهناك من سيقول لك مالك وللمشاريع والمخاطر، ابق في وظيفتك وقل الحمد لله، فغيرك يحلم بهذه الوظيفة، كل ما سبق وجهات نظر تقيم بحسب مستقبلها. لو تجاوزت التردد والتثبيط واستقلت من وظيفتك لتتفرغ لمؤسستك أو شركتك بقدرات مالية قليلة، وخبرات متواضعة، وتصورات مبدئية، كمعظم من فعلها قبلك، ستواجه واقعا مختلفا بدرجة كبيرة عن تصوراتك، من هذه الحقائق المرة هو الرفض الذي ستقابله من عملائك المتوقعين، بعضهم بسبب السعر أو الجودة أو تعودهم على الشراء من منافسيك، وهذا سيؤثر في مواردك المالية، بينما قد تكون قد تعودت على راتب ثابت تكون قد فقدته، وإذا كنت تعيل أسرة، فسيتضاعف همك وتبدأ في تقليل تكاليف معيشتك، ومع هذا كله ستظهر لك مشكلات أخرى كمشكلة العمالة أو انخفاض مستوى موظفيك، أو اضطرارك إلى تكون أنت المدير والمحاسب والبائع والمسؤول عن التعقيب في الدوائر الحكومية. أما إذا تزامن هذا كله مع تخفيض منافسيك لأسعارهم، فستضطر إلى تخفيض سعرك للبقاء، وهذا سيؤثر في ربحيتك حتما، عندها ستقضي ليلك الطويل دون نوم، وستجبر على قضاء أوقات طويلة في مكتبك أو مصنعك أو محلك التجاري محاولا إيجاد حلول للمشكلات المحيطة بك، وهذا سيؤثر في عائلتك عاطفيا وماديا، وستراودك أصوات بعض ناصحيك بأن تبقى في وظيفتك، وأنك فرطت في المضمون لتبحث عن السراب. هذا كله من واقع تجربة شخصية ما زالت مستمرة، وليس لدي ما أقوله كعلاج لكل هذه المشكلات، لأن لكل مشكلة حلولا مختلفة بحسب الظروف المحيطة بك. ما أنا واثق به أن الحلول لهذه المشكلات يجب أن تكون نابعة منك، واحذر أن تتوهم أن علاج مشكلاتك المالية تتوقف على ضخ سيولة نقدية جديدة، هذا قد يكون علاجا لظاهر الداء، أما أساسه فهو زيادة المبيعات وضغط المصروفات، إذا وجدت حلا لتعديل هيكل التكاليف الخاص بمنتجك، واستطعت إيجاد طريقة أكثر جدوى في البيع فسيكون هناك جدوى لضخ مزيد من المال. إن تجربة إنشاء عمل تجاري خاص تجربة صعبة ومضنية، إلا أنها جديرة بالتجربة إذا تسلحت بالصبر والجلد ومقاومة الضغط النفسي بالدرجة الأولى، ولا تفكر فيما سيقوله الآخرون عن فشلك أو تعثرك، فكر فقط كيف ستنجح.
إنشرها