أخبار اقتصادية

«أوبك»: الطلب على النفط ينمو ولا نتوقع هبوط أسعار

«أوبك»: الطلب على النفط ينمو ولا نتوقع هبوط أسعار

انطلقت في موسكو أمس المباحثات الدورية بين روسيا ومنظمة أوبك بمشاركة الكسندر نوفاك وزير الطاقة الروسي وعبدالله البدري الأمين العام لمنظمة أوبك. وركزت المباحثات على التطورات في سوق النفط في ضوء تراجع الأسعار الحالي وبحث تداعيات عودة الصادرات النفطية الإيرانية بعد توقيع الاتفاق النووي الإيراني الغربي الشهر الجاري. وذكر بيان مشترك في موسكو أن روسيا والمنظمة تريان فرصة لأن تصبح سوق النفط أكثر توازنا واستقرارا في العام المقبل. وأشار البيان إلى أن مسؤولين من "أوبك" وروسيا يعتزمون الاجتماع في فيينا في النصف الثاني من 2016، وتعتبر روسيا أكبر منتج للنفط في العالم لكنها ليست عضوا في منظمة البلدان المصدرة للبترول. وعقب الاجتماع قال نوفاك للصحفيين "إنه يتوقع نمو الطلب العالمي على النفط بما بين 1.2 مليون و1.3 مليون برميل يوميا في 2015". من جانبه، قال عبدالله البدري الأمين العام لـ "أوبك"، "إن المنظمة لا تتوقع مزيدا من الهبوط في أسعار النفط العالمية، ولا أتوقع هبوط الأسعار نظرا لنمو الطلب"، مشيراً إلى أن أسعار النفط لن تتأثر حتى إذا خفضت "أوبك" الإمدادات بواقع مليوني برميل يومياً. وأضاف أن "أوبك" لا تزال منظمة قوية جدا، ولا تعتزم خفض إنتاج النفط وأنها لم تتلق أي طلبات لعقد اجتماع استثنائي قبل كانون الأول (ديسمبر) المقبل. وتعليقاً على تلك المحادثات، أوضح لـ "الاقتصادية"، فالنتين بومينوف المختص النفطي الروسي أن تلك المباحثات تجيء في إطار المشاورات الدورية بين الكيانين الأكبر في إنتاج النفط الخام، كما أن روسيا ترتبط ببرنامج حوار جيد ومتميز مع منظمة أوبك يسهم في تنسيق المواقف وتطوير التعاون بين الجانبين. وأشار بومينوف إلى أن المباحثات ستكون استكمالا للمشاورات التي جرت في حزيران (يونيو) الماضي أثناء مشاركة وزير الطاقة الروسي في الندوة الدولية السادسة لمنظمة أوبك في فيينا، موضحا أن قضية خفض الإنتاج أصبحت غير مطروحة على مائدة البحث بين كبار المنتجين في المرحلة الراهنة التي تتسم بوفرة المعروض والتنافس على الحصص السوقية. وتوقع بومينوف أن تكون الأجواء الإيجابية هي المسيطرة على تلك الاجتماعات في ضوء تصريحات عبدالله البدري التي تؤكد ثقته بتحسن مستوى السوق واستقرار الأسعار في العام المقبل كما أن روسيا تعد أقل تخوفا من الصادرات الإيرانية حيث يوجد عديد من برامج التعاون النفطي الاستثماري والتجاري بين البلدين. من جهته، أوضح لـ "الاقتصادية"، سباستيان جرلاخ رئيس مجلس الأعمال الأوروبي، أن السوق لا يمكن أن تستمر في حالة من الانخفاضات المتتالية دون توقف، لكنها تصحح ذاتها تلقائيا ولذا من الطبيعي أن نتوقع تعافي الأسعار في الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن السوق كان يمكن أن تحقق مكاسب سعرية أفضل لولا ارتفاع الدولار. وأضاف جرلاخ أن "البيانات الإيجابية عن الأداء الاقتصادي في دول الاستهلاك تدفع مستويات الطلب إلى التحسن بشكل ملموس ينعكس على الأسعار كما أن انخفاض المخزونات كما حدث بشكل مفاجئ يعكس إيجابية الطلب ونموه"، مؤكدا أن الآفاق المستقبلية للطلب العالمي على النفط شديدة الإيجابية وأن العام المقبل سيكون أفضل في السوق العالمية. على صعيد الأسعار، استقرت أسعار النفط في التعاملات الآسيوية أمس بعد أن أظهرت بيانات أسبوعية هبوطا أكبر من المتوقع في مخزونات الولايات المتحدة من النفط الخام والبنزين الأمر الذي عزز آفاق الطلب على الخام. لكن قوة الدولار حدت من المكاسب، وعلى الرغم من انخفاض مخزونات النفط حذر بعض المحللين من تخمة في المعروض العالمي، إذ زاد إنتاج الدول الأعضاء في "أوبك" عن حجم الطلب في الربع الثاني بنحو ثلاثة ملايين برميل يوميا. وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن مخزونات الخام تراجعت 4.2 مليون برميل الأسبوع الماضي أي أكثر من 20 ضعف توقعات المحللين بهبوط قدره 184 ألف برميل. كما نزلت مخزونات البنزين 363 ألف برميل بينما توقع المحللون زيادة قدرها 512 ألف برميل مع ارتفاع الطلب على البنزين في الولايات المتحدة 6.2 في المائة عن العام السابق. وبحسب "رويترز"، فقد ارتفع سعر مزيج برنت في العقود الآجلة تسليم أيلول (سبتمبر) 13 سنتا إلى 53.51 دولار للبرميل بعدما ارتفع ثمانية سنتات عند التسوية في الجلسة السابقة. ونزل الخام الأمريكي في عقود أيلول (سبتمبر) ثلاثة سنتات إلى 48.76 دولار للبرميل بعدما أنهى الجلسة السابقة مرتفعا 81 سنتا أو 1.7 في المائة، وكان الخام الأمريكي قد ارتفع إلى 49.02 دولار في جلسة التعاملات الصباحية في آسيا. وأظهر مسح أنه من المرجح أن تتعافى أسعار النفط من أدنى مستوياتها في ستة أشهر لترتفع بنهاية العام وتشهد مزيدا من الصعود في 2016 بفضل زيادة الطلب من الأسواق الناشئة. لكن المسح الذي شمل آراء 30 محللا من قطاعي النفط والمصارف توقع أن وفرة المعروض العالمي وقوة الدولار ستقلصان مكاسب الأسعار وتجعلان تكلفة الوقود أقل كثيرا من المتوسطات الأخيرة على مدى العامين المقبلين. وقال كارستن فريتش المختص النفطي لدى "كومرتس بنك" في فرانكفورت، "إن الأسعار عند مستويات متدنية بشدة بعد موجة بيع مبالغ فيه". وتراجع خام القياس العالمي مزيج برنت إلى 52.28 دولار للبرميل مسجلا أدنى مستوياته منذ الثاني من شباط (فبراير) مع تخمة المعروض من الخام وصعود الدولار إضافة إلى القلق بشأن الصين أكبر بلد مستهلك للطاقة في العالم. ويقول مختصون نفطيون "إن منظمة أوبك تنتج الآن أعلى من المستوى المستهدف بنحو ثلاثة ملايين برميل يوميا". لكن الأسعار تراجعت لأقل من مستويات التعادل لبعض منتجي النفط ومن بينهم شركات للنفط الصخري في الولايات المتحدة، ويقول محللون "إن ذلك سيساعد الأسعار على التعافي". وتوقع المسح أن يبلغ متوسط سعر برميل خام برنت 60.60 دولار في 2015 و69 دولارا في 2016 مقارنة بنحو 59 دولارا منذ بداية العام وحتى الآن وأقل قليلا من 100 دولار في 2014. وبحسب المسح فإن متوسط سعر البرميل من الخام الأمريكي الخفيف سيبلغ 54.90 دولار في 2015 و63.80 دولار في 2016 ارتفاعا من 53 دولارا منذ بداية العام حتى الآن.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية