Author

هل أنت فقير..؟

|
لا يختلف اثنان على أن الفقر من أكبر العلل التي قد يصاب بها مجتمع ما، فآثاره السلبية غالبا ما تنعكس سلبا على الفرد والجماعة، فهو كفيل بتشتيت أي جهود قد تبذل للتقدم والبناء والمضي قدما، ما لم يتم القضاء عليه نهائيا أو على الأقل إيجاد حلول منطقية قابلة للتطبيق على أرض الواقع. معظم المصلحين وعلماء النفس والاجتماع يدركون تماما خطورته على المجتمع، فهو من أكبر أسباب الجريمة والانحراف والإحساس بالنقص. لكن هناك دوما جانبا مشرقا من الحياة يجب على كل فقير منطو على ذاته أن يراه حتى لا يصاب باليأس والإحباط، فالفقر في حد ذاته ليس عيبا، فالفقير لم يكن يملك خيارا حين أتى لبيئته الفقيرة، لكن العيب أن يظل فقيرا وهو يملك الخيار في تغيير حياته للأفضل. كثير من المشاهير ولدوا في بيئات فقيرة لكن أحلامهم بتغيير واقعهم البائس كانت تطاردهم، فآمنوا بقدراتهم على تحقيقها فتغيرت أحوالهم من الفقر للثراء الفاحش. ــ قدم جان كوم مؤسس الواتس أب مهاجرا من أوكرانيا إلى أمريكا وهو في الـ 16 من عمره وبصحبته والدته الفقيرة التي لم تكن تستطيع سوى شراء الأطعمة المعلبة نظرا لشدة حاجتهم وفقرهم، لكن ذلك لم يمنع "جان" من الإيمان بقدراته، فانكب فيما بعد على تصميم تطبيق ذكي يتيح للناس التراسل بشكل مختلف تماما عن الرسائل التقليدية المتعارف عليها. نجح هذا التطبيق نجاحا مذهلا واجتاح العالم بشكل لا يصدق، فأصبحت ثروة هذا الصبي، الذي جاء إلى أمريكا فقيرا مهاجرا، تقدر بـ 19 مليار دولار بعد أن كان يسكن في منزل متهالك لا كهرباء ولا هاتف فيه! ــ النجم الأرجنتيني ميسي نشأ في بيئة فقيرة فوالده عامل في مصنع ووالدته كانت تعمل عاملة نظافة. لم تكن أسرته تملك ثمن الدواء فقد كان يعاني مرض نقص هرمون النمو، ما دفع والدته لأن تتسول في الشوارع من أجله، ورغم كل ظروف فقره ومرضه لم يتخل ميسي عن مطاردة حلمه أن يكون لاعب كرة عالميا، وفعلا حقق حلمه وثابر كثيرا وصمد أمام تحديات مرضه وفقره حتى جاءته فرصة لانضمامه لنادي برشلونة، فأصبح من أفضل لاعبي كرة القدم في العالم وبثروة تقدر بـ 200 مليون دولار! لذلك إن كنت تؤمن بحلم ما سيغير واقعك فانهض الآن وابدأ بتحقيقه.. ولا تنتظر! وإن لم تكن تملك حلما تسعى خلفه فأنت حقا تستحق الرثاء! وخزة تذكر أن تولد فقيرا فذلك ليس خيارك لكن أن تظل فقيرا فذلك هو خيارك!

اخر مقالات الكاتب

إنشرها