Author

تصريح ظريف

|
لا بد أن يثمِّن العالم الإسلامي ودول العالم قاطبة ذلك التصريح الظريف الذي صدر من وزير الخارجية الإيراني في أثناء زيارته دولة الكويت الشقيقة. دعا الوزير دول الخليج العربي إلى محاربة "المتشددين". بعض وسائل الإعلام اعتقدت أنه يتحدث عن "داعش"، ولهذا قالت إن الوزير طالب بمحاربة "داعش". الواقع أن الوزير لم يقصد "داعش" تحديدا لأن إيران لم تتأثر ذرة من ترابها من عملياتها. قصد الوزير بالمتشددين الميليشيات على غرار الحشد الشعبي الذي ثبت بالأدلة أنه يقتل على الهوية، ويدخل المنازل ويسلب ما فيها، ويرفض أن يتسلح الناس للدفاع عن أنفسهم أمام هجوم فرق ووحدات "داعش" التي تحصل على الأسلحة والمعدات بشكل لم يسبق له مثيل. كما أراد الوزير أن نقاتل المتشددين الذين خططوا ونفذوا جرائم اغتيال أشهرها جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. أولئك الذين تجاوزوا حدود وطنهم ليحرجوا حكومة بلادهم عندما دخلوا الحرب في سورية في تجاوز صارخ لكل تحذيرات الحكومة اللبنانية. يدخل ضمن من أراد الوزير أن نقاتلهم وننفيهم من الأرض الذين انقلبوا على الحكومة الشرعية، ونهبوا أموال الناس، وقتلوا الأطباء، وسلبوا المواد الإغاثية وآخرها 16 شاحنة كانت تحمل مواد طبية وإغاثية للمواطن اليمني في تعز. هذه الجماعات المتشددة الأخيرة تنقض المواثيق وتخرق الهدنة التي غرضها الأساس هو إغاثة الناس الذين شردوهم. هذه الميليشيات التي لا قلب لها ولا خلق ولا دين، دمرت المساجد وهاجمت الجامعات وحولت المستشفيات إلى مراكز عمليات عسكرية، وحرمت الجرحى من العلاج بل قتلتهم في حالات كثيرة، ومنعت العلاج من الوصول إلى المناطق التي انتشرت فيها الأوبئة لتقتل الناس بدم بارد. لكن الأخطر من كل هؤلاء في التشدد والتزمت ومحاولة تركيع الدول والأفراد هو ذلك الكيان الذي ثبت أنه الممول الأساس لكل تلك الميليشيات وعملياتها الإرهابية، الذي تجاوز كل الحدود في التدخل في الشؤون الداخلية للدول، الكيان الذي اكتشفنا أخيرا أنه يبعث بالعبوات الناسفة والمواد المتفجرة عن طريق البحر إلى البحرين ليتم استخدامها في الإخلال بأمن منطقة الخليج بكاملها. ثبت أن هذا الأخير هو الممول لعمليات التفجير التي حدثت في مساجد السعودية والكويت بتهريب المتفجرات عن طريق البحرين. أنا مع الوزير يجب أن نحارب "المتشددين" بقطع رأس الأفعى.
إنشرها