أخبار اقتصادية

انخفاض الدولار يحد من تراجعات أكبر في أسواق النفط

انخفاض الدولار يحد من تراجعات أكبر في أسواق النفط

هيمنت حالة من عدم الاستقرار على سوق النفط الدولية ومالت الأسعار إلى التراجع وسط مخاوف تخمة المعروض بعد اقتراب استئناف ضخ الصادرات النفطية الإيرانية وتراجع حاد في سوق الأسهم الصينية. كما أسهمت زيادة منصات الحفر الأمريكية وارتفاع المخزونات في التأثير سلبا في سوق "الخام"، إلا أن عاملا إيجابيا دعم الأسعار على نحو محدود وهو انخفاض الدولار أمام بقية العملات الرئيسية. وقال الدكتور فيليب ديبيش رئيس المبادرة الأوروبية للطاقة لـ "الاقتصادية"، "إنه من الغريب أن تشهد السوق تسارعا في عمليات إنتاج النفط الصخري رغم هبوط أسعار النفط 22 في المائة منذ منتصف الشهر الماضي". وأضاف "هذه علامة على أن النفط الصخري ما زال يقاوم ظروف السوق ويصر على الاستمرار من خلال سياسات إنتاجية متقشفة بهدف الاستمرار في المنافسة على الحصص السوقية". وأشار إلى أن انخفاض الدولار منع خسائر أكبر في سوق النفط الخام وفي الأساس إلى انحسار توقعات قرب رفع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة خلال أيلول (سبتمبر). وتابع "إذا استمر انخفاض الدولار فسيمثل دعما قويا لأسعار النفط في الأيام المقبلة التي لحقت بها خسائر واسعة بسبب ارتفاعه فترات سابقة وبسبب تداعيات توقيع الاتفاق الإيراني الغربي". وقال "إن "أوبك" قادرة على احتواء عودة الصادرات الإيرانية النفطية للسوق بدون أي أزمات داخلية، ويجب أن يتعاون الجانب الإيراني مع المنظمة من أجل دعم استقرار السوق". وأضاف ديبيش "إيران عليها التزامات كعضو في "أوبك" ولا يمكن أن تتجاهل هذه الالتزامات لمصلحة الهرولة نحو القفز بالصادرات النفطية، إلى جانب أن هذا الأمر صعب من الناحية العملية". وقال أندرياس جيني مدير شركة ماكسويل كوانت للخدمات النفطية لـ "الاقتصادية"، "إن المباحثات المرتقبة بين "أوبك" وروسيا الخميس المقبل من المتوقع أن تركز على بحث أوضاع السوق الراهنة في ضوء الانخفاضات الحادة للأسعار". وشدد على أن الحوار بين الطرفين سيركز -بحسب توقعات الاقتصاديين- على تفعيل الحوار والتعاون بين المنتجين داخل وخارج "أوبك" ودراسة تأثير عودة الصادرات النفطية الإيرانية. وقال "إن فكرة تخفيض الإنتاج أصبحت غير ذات قبول من المنتجين وإن المنافسة على الحصص السوقية هى السائدة وإن الرهان على توازن السوق ذاتيا بدون تدخل بقرارات تؤثر في مستويات العرض والطلب". واشار إلى أن إنتاج النفط الصخري ما زال مرتفعا ويقاوم انخفاضات الأسعار عبر ضغط النفقات وتسريح واسع في أعداد العمالة وهي مؤشرات سلبية على الاقتصاد الدولي وتهدد بارتفاع مستويات البطالة. وقال ماركوس كروج كبير محللي شركة "إي كنترول" لأبحاث النفط والغاز لـ "الاقتصادية"، "إن تقارير عن تباطؤ النمو في الصين وهي ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم دفعت في اتجاه استمرار مستويات الأسعار الضعيفة في سوق النفط الخام". وأضاف أن "تسارع الطلب العالمي سيدفع بقوة نحو توازن وتعافي السوق، أما البيانات الضعيفة خاصة في دول الاستهلاك الكبرى فستفاقم الخسائر وحالة تراجع الأسعار". وأشار إلى أن تعطل عديد من الاستثمارات والمشاريع النفطية مؤشر مقلق على مستقبل إمدادات الطاقة في العالم وعلى الجميع حكومات أو قطاعا خاصا التعاون من أجل الحفاظ على استمرارية الاستثمار. وقال "إن الاهتمام بالصناعات البترولية خاصة صناعة البتروكيماويات مع تنويع مزيج الطاقة في كل الدول يمكن أن يساعد على مواجهة الآثار السلبية لتقلبات السوق في مجال الطاقة التقليدية وفي مقدمتها النفط والغاز". من ناحية أخرى وفيما يخص الأسعار، فقد لامس خام "برنت" تسليم أيلول (سبتمبر) مستوى 53.36 دولار للبرميل منخفضا 1.26 دولار عن الإغلاق السابق ومسجلا أقل سعر له منذ أكثر من أربعة أشهر. ونزل الخام الأمريكي (غرب تكساس الوسيط) لشهر أيلول (سبتمبر) 80 سنتا إلى 47.34 دولار للبرميل. والصين أكبر مستهلك في العالم للطاقة ومستورد كبير للنفط. ويخشى المستثمرون من أن يزعزع انهيار سوق الأسهم استقرار الاقتصاد الصيني ويخفض الطلب على الوقود. وتتسم إمدادات المعروض من النفط في السوق العالمية بالوفرة في ظل تنافس كبار منتجي الخام في الشرق الأوسط على السوق وضخهم ما يزيد على 2 إلى 3 في المائة عن الطلب حسبما يقول المحللون. وأظهرت بيانات حفارات النفط الأمريكية الأسبوعية يوم الجمعة إضافة 21 حفارا وهو أعلى مستوى لها منذ نيسان (أبريل) 2014 وهو ما ينبئ بمزيد من الارتفاع في إنتاج النفط الأمريكي. وسجلت سلة خام "أوبك" انخفاضا جديدا وبلغ سعرها 52.08 دولار للبرميل يوم الجمعة مقابل 53.04 دولار للبرميل في اليوم السابق. وقال التقرير اليومي للمنظمة "إن سعر السلة التي تضم 12 خاما من إنتاج الدول الأعضاء حقق سابع انخفاض له على التوالي وإن سعر السلة فقد قرابة ثلاثة دولارات منذ منتصف الشهر".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية