Author

حزب الله .. اقتصاد المخدرات والخراب

|
كاتب اقتصادي [email protected]
«أنا رجل عصابة. ورجال العصابات لا يوجهون أسئلة» ليل وين مغني راب أمريكي كل موبقات الأرض لم تعد أخبارا في ضاحية بيروت الجنوبية، التي يحتلها حزب الله الإيراني الشيعي الإرهابي في لبنان. للفساد فيها مؤسسات، ولقطع الطرق لجان وهيئات، ولتشريعات العصابة قضاة، وللتنكيل منهج، وللنصب والاحتيال قواعد. ولنقل كل هذه الموبقات إلى ما أمكن من مناطق لبنان، هناك قيادة بزعامة رئيس هذا الحزب حسن نصر الله، بل إنها نقلت إلى كل منطقة خارج لبنان تسرب إليها أفراد العصابة - الحزب. سورية، العراق، البحرين، اليمن، مصر وغيرها من البلدان التي وجد فيها موطئ قدم، بدرجات متفاوتة. بعضها بلغ مستوى الاحتلال، وبعضها الآخر في حدود الوجود التخريبي المتعاظم. ولأن لا شرعية لهذا الحزب في أي مكان بما في ذلك لبنان، فلا غرابة من أن يقوم بكل ما هو غير شرعي للاستمرار ولتحقيق الأهداف التي أوجدته. وهي بالتأكيد أسباب إيرانية صرفة. ليس خبرا، أن يقوم حزب الله الإرهابي بزراعة وتهريب المخدرات بأنواعها. إنه يعتمد هذا المورد المالي الهائل منذ نشأته، وحصل على ما يكفي من الفتاوى الإيرانية القائلة إنها تجارة مشروعة، ولا تنال من التشريعات الدينية!! ولو أراد فتاوى بهذا الخصوص من المهدي الفالت لحصل عليها. فعلي خامنئي في طهران، يمكنه ببساطة (كما يفعل دائما)، أن يظهر على الملأ ليقول، لقد أتاني المهدي (ما غيرو) في المنام، وطلب مني نقل فتوى له، بأن المخدرات ليست حراما! وبالطبع سيقول، لقد بكيت من هول الزيارة إلى أن غرقت في دموعي. هذا المشهد ليس كاريكاتوريا كما يبدو للوهلة الأولى. في العام الماضي، نشرت صحيفة إيرانية موالية لخامنئي خبرا، قالت فيه، إن هذا الأخير يتواصل مع المهدي بالهاتف المحمول وأحيانا بالرسائل النصية! لم يصدر أي توضيح أو تكذيب من جهة خامنئي لهذا الخبر. على كل حال، كل شيء وارد لدى حزب الله، وكل شيء مشروع طالما أنه يساعد على تحقيق أهداف التخريب. لقد تعاون حتى مع "داعش" في مسألة ترويج وتسويق إنتاج المخدرات وتقاسما الموارد. فالتعاون بين العصابات ليس غريبا على كل حال، حتى لو كانت على طرفي نقيض. الجديد الذي يقوم به حزب الله حاليا، أنه يجبر المزارعين الذين يسيطر عليهم وعلى مناطقهم بالسلاح، على التحول إلى زراعة الحشيش بدلا من المنتجات الزراعية الأخرى. ونشر عصاباته في الأرجاء لتطبيق مخططه الجديد هذا، تحت طائلة القتل لمن يرفض التعاون من المزارعين، وفي أحسن الأحوال تحت عقاب سحب الأرض وإلحاقها بالأراضي التابعة لهذا الحزب الإرهابي. وتصاعدت حملته هذه، بعد سلسلة من القوانين اتخذتها الدولة اللبنانية الشرعية، لتحويل أراضي المخدرات إلى أراض منتجة لمنتجات الزراعة الطبيعية. وفي المناطق الزراعية في الضاحية الجنوبية، نشطت حملة تحويل مزارع البطاطا إلى أراض لزراعة الحشيش، وقد واجه عدد من المزارعين بالفعل الهجمة الجديدة، إلا أنهم سرعان ما تراجعوا تحت التهديد بالقتل والسلب والتنكيل والتشريد. ولأنه هو الدولة في هذه المنطقة على وجه الخصوص، فقد نزل صكوك استئجار الأراضي من المزارعين الذين حصلوا عليها من الحزب نفسه، والذين رفضوا الأوامر بالتحول لزراعة المخدرات. بات الجميع يعرف دور لجنة عرفت باسم "الأتقياء"، مهمتها نزع صكوك الاستئجار وحتى الملكية إن وجدت. ليس مهما القرارات الدولية التي صدرت بإجبار مزارعي الحشيش إلى زراعة البطاطا على وجه الخصوص؛ لأن الدولة لا تملك أي أدوات عملية ذات قيمة في الضاحية الجنوبية من بيروت. فإذا كان حزب الله قد أخذ لبنان كله رهينة، ليس "مخالفة" أن تكون قطعة منه تحت السيطرة الكاملة للحزب الإرهابي. تشكل المخدرات منذ عقود العامود الفقري لاقتصاد حزب الله، إلى جانب طبعا الدعم المالي الذي لا ينقطع من إيران. ولأن في الواقع عصابة دنيئة بمعايير إجرامية لا حدود لها، لن يقبل أن يخرج هذا القطاع من تحت يده، أو أن تتمكن الدولة اللبنانية الشرعية من مكافحة زراعة وتجارة المخدرات. دون أن ننسى أن مناطق أخرى خارج نطاق الضاحية الجنوبية تخضع لسيطرة الحزب، وتنشط فيها زراعة الحشيش، ويتم تصديره مباشرة من موانئ مختلفة في لبنان وسورية. إنه اقتصاد المخدرات، لواحدة من أفظع الجهات التي وجدت في تاريخ المنطقة الحديث. ولم يكن غريبا أن يقوم وزير شيعي سابق بدعوة الحكومة اللبنانية إلى إدخال عائدات المخدرات ضمن الموازنة العامة للدولة! سيمضي حزب الله بخططه الجديدة هذه بكل راحة وهدوء في الضاحية الجنوبية، خصوصا أن إيران نفسها بدأت تطلب من أتباعها العمل الجدي على زيادة مواردها الذاتية في الآونة الأخيرة. ولأن "أخلاقيات المخدرات" لا تختلف من حيث القيمة عن أخلاقيات جهة إرهابية كحزب الله، ستبقى المورد الرئيس له، وسيستخدم كل أسلوب مشين للحفاظ عليها. إنه حزب الإرهاب والمخدرات والخراب.
إنشرها