Author

ملابس وتقليعات

|
ها هو الشهر الفضيل يغادرنا مسرع الخطى. يغادرنا ونحن في أشد الحاجة إلى ما فيه من الروحانية والجمال. لكن الميسر للخير لا يعدم العمل الصالح، فرمضان من أشهر الله، وكذا بقية الشهور. مع تسارع الوقت تصبح شوارعنا في حال من الازدحام الذي يحدثه شعورنا بسرعة تصرم أيام الشهر. نعلم أن الشهر لن يتجاوز 30 يوما، مع ذلك تبقى الطبيعة السائدة التي تؤجل كل شيء حتى يصبح الحصول عليه ضرورة لا مناص منها، فينطلق الجميع في سباق مع الوقت لاستكمال نواقص بيوتهم وأثاثهم وملابسهم، وكل ما يفاخرون به عندما يأتي يوم العيد. الازدحام وانقضاء الوقت دون الحصول على ما نريد، وتحول أواخر الشهر الكريم من العبادة والقيام في الليل إلى تزاحم في الأسواق حالة نعيشها كل عام. أغلبنا يعاهدون أنفسهم كل سنة أن يكونوا جاهزين في العام القادم.. لكن الحالة تتفاقم مع زيادة أعداد الأبناء والالتزامات. أمر آخر يسهم في حال التجمهر تلك، هو أن التجار يحتفظون بالجديد إلى آخر الشهر، طمعاً في تصريف القديم لمن يأتون مبكرين، فنقع في دوامة "التخلف عن الموضة"، التي يخشاها عشاق الجديد و"المميز". هنا يستوقفني أحد أصدقائي ليرصد معلومة لابد للمتسوق أن يعلمها وهو يتجه لشراء ما تحتاج إليه البنات والأبناء. يمكن أن أسميها "مصائد الباحثين عن الموضة". المعلوم أن هناك اختلافاً ثقافياً شاسعاً بين الحضارات الشرقية والغربية. الحضارة الغربية أجازت زواج المثليين وجعلته حقاً مشروعاً لمن أراده. تعمل مؤسسات الموضة على جعل هذا المفهوم هو الخط المميز للعام. تنشر هذه الشركات الألوان التي تميز المثليين وهي ألوان الطيف مجتمعة في قطعة واحدة. ماذا يمكن أن نستنتج حينما نرى من يرتدي ألوان هذا الخُلق الذي يتنافى مع أخلاقيات الإسلام وموروثنا الثقافي؟ لهذا أحذر من الوقوع في هذه "المصيدة". تأتي المعلومة الثانية من زميل آخر وهي منتشرة هذه الأيام في وسائل التواصل، وتخص الملابس التي تحمل عبارات أو مصطلحات كفرية أو إلحادية أو مهينة للذات، هذه المصطلحات قد تكون مقبولة في عالم آخر لكنها ليست كذلك لدينا. فليس أقل من أن يعرف الإنسان معنى الكلمة أو المصطلح أو الجملة المكتوبة على ملابسه لئلا يقع في "المصيدة" الأخرى.
إنشرها