default Author

ماذا لو توقفت الأرض عن الدوران؟

|
رغم نفي البعض هذه الظاهرة الكونية الثابتة، إلا أن دوران الأرض حول نفسها وحول الشمس حقيقة، يقول سبحانه وتعالى (وكل في فلك يسبحون). تعالوا نتخيل معا ما الذي سيحدث لو تباطأت الأرض عن الدوران حول محورها بسرعتها المعتادة 1674.44 كم/الساعة، ثم توقفت بعد مرور خمسة أعوام! ماذا لو تحول النهار إلى ظلام دامس؟ وأشرقت الشمس في منتصف الليل؟ ماذا سيحدث لو تحولت الثواني إلى ساعات والساعات إلى أيام؟ إن أول من سيتأثر بهذا الخلل جاذبية الأرض، تلك القوة الخفية التي تربط كل من على الأرض بها، ولولاها لكنا نسبح في الفضاء، فدوران الأرض يولد قوتين قوة جاذبة تشدنا إليها، وقوة طاردة تحفظ الكواكب من حولنا أن تقع علينا! ستقل الجاذبية بداية في الوسط عند خط الاستواء، وستهاجر مياه البحار والمحيطات البالغ حجمها 100 مليار كيلو متر مربع باتجاه قطبي الأرض، وسيزداد منسوب المياه هناك بشكل كبير، وسيزداد معه ارتفاع البراكين في كل مكان، أما الغلاف الجوي فستتباطأ حركته مع الأرض، ويتجمع الهواء عند القطبين ويقل في الوسط، ويصبح التنفس صعبا في المناطق البعيدة عن القطبين! وعندما يصل معدل دوران الأرض 1442 كم/الساعة هنا سيتغير الوقت ويصبح طول اليوم 28 ساعة، وسيختل دوران طبقات الأرض الداخلية (المركز المنصهر، الوشاح، والقشرة الأرضية) حسب قربها من نواة الأرض وبعدها عنها، فتحدث الزلازل! وبهجرة المياه مع تباطؤ الأرض ستتكون قارات جديدة وتتصل الدول ببعضها، ولن يكون للناجين من البشر سوى الكائنات البحرية كغذاء! أما أخطر شيء ممكن أن نتعرض له فهو زيادة تعرضنا للإشعاعات الشمسية، التي كانت تحجبها عنا القوى المغناطيسية الناتجة من دوران الأرض! وعندما تصل سرعتها إلى 1102 كم/الساعة ستختفي الدول الشمالية وتغرق في المياه المهاجرة ويهلك سكانها، وبعد سنتين ونصف سيصبح طول اليوم 124 ساعة، أي يصبح طول النهار يومين ونصف، فيختل النوم وتتشوش الرؤية، ويصاب البشر بوهن في العضلات! وبمرور الوقت سيصل طول اليوم إلى 624 ساعة، وستشرق الشمس لمدة 13 يوما متواصلا وتختفي الفصول الأربعة ويحل محلها نهار طويل شديد الحرارة وليل طويل قارس البرودة (55 درجة تحت الصفر)! وهنا سينعدم الحقل المغناطيسي تماما ومعه تنعدم كل وسائل التكنولوجيا والكهرباء! وبعد مرور خمس سنوات ستتوقف الأرض تماما عن الدوران، ويصبح طول اليوم بطول السنة، وتصبح الكرة الأرضية عبارة عن قارة واحدة في الوسط يحدها محيطان فقط من الشمال والجنوب، وتلك القارة خالية تماما من الهواء الصالح للتنفس ودون غلاف جوي أو حقل مغناطيسي واق، وتتجمد المحيطات ويموت أغلب البشر تحت وقع هذه الظروف القاهرة! هذا تصور بسيط جدا لما سيحدث لو اختل نظام الكون.. فسبحان من أعطى كل شيء خلقه ثم هدى.
إنشرها