Author

تطبيق المحطات النظيفة

|
تابعت مقطعا تتحدث فيه سيدة مصرية عن المملكة وشعبها بكل حب، لكنها في نهاية المقطع نقلت صورة قاتمة لما يعانيه المسافرون على طرقنا السريعة من سوء الخدمات، و"قذارة" المواقع التي يفترض أن يستخدمها المسافر، خصوصا دورات المياه. نعم قالت الحق، ونحن نطالب من عقود بإصلاح هذا الوضع المؤلم الذي يسيء إلى الدولة بأكملها. ها نحن في شهر رمضان، وجيراننا من كل مكان يأتون لأداء مناسك العمرة والزيارة ــ على الطرق البرية غالبا. ما إن تطأ قدم الواحد منهم أرض أول محطة حتى يكتشف أن الحضارة التي يراها في المدن والشوارع والطرق ما هي سوى شكليات تخفي داخلها كثيرا من عدم الاهتمام والإهمال. عند تحليل أي شخص لهذا الوضع، سيصل إلى مجموعة من الاستنتاجات المنطقية لتفسير ما يراه. قيمة المواطن ومدى اهتمام قطاع الأعمال به ستكون موضع شك لدى أي شخص يرى تلك المواقع المسيئة. يقع اهتمام الإدارات الحكومية بتطبيق الأنظمة والعناية بالبيئة والناس والخدمات، ضمن دائرة الشك لدى أي شخص يمر بهذه التجربة. الأكثر إثارة للغضب سيكون سلبية "حماية المستهلك"، ومنظمات المجتمع المدني التي تثير الموضوع بشكل سنوي دون أن تفعل شيئا حياله. تضافر جهود مختلف الجهات في إهمال مسؤولياتها أدى إلى التلاعب بالقيم والخدمات، وإهمال سلامة وصحة الناس. لهذا أرى أنه من الضروري أن تبدأ حملة مشتركة بين "النقل" و"البلديات" و"التجارة" للسيطرة على الوضع، وتأسيس معايير جديدة كما حدث مع شركة ساسكو في المدن، وليس على الطرق السريعة. فرض الغرامات وإيقاف عمل المحطات المخالفة من وسائل التحسين الفوري للخدمة، شرط أن تكون الرقابة على المحطات مستمرة. فإن لم تكن العملية ممكنة فقد تضع الجهة المختصة رسما على كل محطة في الطريق تؤمن من خلاله خدمات النظافة عن طريق عقد تطرحه الوزارة على حساب أصحاب المؤسسات. منظمات المجتمع المدني تستطيع أن تسهم كذلك في حماية المستهلك، وضمن كفاءة الأداء في المحطات، من خلال استغلال قدراتها الذاتية في الرقابة والإبلاغ عن المخالفين. يمكن أن تتبنى جمعية حماية المستهلك إنشاء تطبيق يدل المسافر على المحطات التي تضم مواقع خدمة نظيفة، بحيث تتوافر للمسافرين عند دخول الطريق السريع برسائل نصية تدل على موقع تحميل التطبيق.
إنشرها