أخبار

وفاة أمير الحدود الشمالية بعد 60 عاما في خدمة الوطن

وفاة أمير الحدود الشمالية بعد 60 عاما في خدمة الوطن

وفاة أمير الحدود الشمالية بعد 60 عاما في خدمة الوطن

وفاة أمير الحدود الشمالية بعد 60 عاما في خدمة الوطن

تلقى سكان منطقة الحدود الشمالية، خبر وفاة الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد أمير منطقة الحدود الشمالية بدموع الألم والحزن على فراق أميرهم الذي أحبهم وأحبوه على مدى ٦٠ عاما، حيث كان لهم الأب والأخ والصديق. وصدر عن الديوان الملكي أمس بيان جاء فيه: انتقل إلى رحمة الله تعالى الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي آل سعود أمير منطقة الحدود الشمالية، وسيصلى عليه بعد صلاة العشاء اليوم الأحد في المسجد الحرام في مكة المكرمة. ويتمتع الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد أمير منطقة الحدود الشمالية بحنكة وحكمة، ما جعل الملك عبدالعزيز- رحمه الله- يعينه أميرا لمنطقة القصيم رغم صغر سنه، حيث لم يكن تجاوز الثامنة عشرة من عمره، وكان ذلك عام ١٣٦٦هـ، واستمر أميرا لها مدة عشر سنوات، ولحاجة منطقة الحدود الشمالية لأمير بحكمة ودهاء الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد، فقد وجه الملك سعود بنقله عام ١٣٧٦هـ وتعيينه أميرا لها وإدارة شؤونها. ولثقة ولاة الأمر بإدارته الناجحة في إدارة شؤون منطقة الحدود الشمالية استمر حاكما لها على مدى 60 عاما. وخلال ٦٠ عاما من حكمه منطقة الحدود الشمالية، سخر الأمير عبدالله جهده ووقته لخدمة المواطنين، يستمع إلى مطالبهم وشكواهم، ويلتقي بهم من خلال مكتبه ومجلسه في الإمارة الذي خصصه للالتقاء بالمواطنين، كما كان يلتقي أيضا المرضى، ويذهب إليهم يزورهم في المستشفيات والبيوت، فهو يؤمن بأن ما بينه وبين أي مواطن يتجاوز علاقة الحاكم والمحكوم، وهو ما أكسبه مكانة كبيرة في قلوب المواطنين. #2# وحين حكم الأمير عبدالله منطقة الحدود الشمالية كانت المنطقة عبارة عن مناطق مراع، ويوجد فيها بعض المراكز مثل لينة، ولوقة، والدويد والجديدة، وقد أدت بعض العوامل إلى تطور المنطقة ونشأة عديد من التجمعات السكانية بمختلف أشكالها، وأحجامها، وعندما تم إنشاء خط أنابيب البترول (التابلاين) الذي يربط مناطق البترول شرق المملكة بميناء صيدا اللبناني عند البحر المتوسط مروراً بدولتي الأردن وسورية، كانت الانطلاقة الكبيرة نحو التجمع السكاني، ونشأة مدن منطقة الحدود الشمالية، وقد كلف إنشاء ذلك المشروع 350 ألف طن من الأنابيب، وعمل فيه 16 ألف شخص، وكان ذلك قبل أكثر من ستة عقود، أي في عام 1369/1370هـ، وكان من الصعب أن يجري البترول عبر الأنابيب بسرعة واحدة، من شرق المملكة إلى صيدا في لبنان، فالمسافة بينهما تصل إلى 1700 كيلومتر، فتحتم على القائمين بأعمال هذا الخط، إنشاء محطات ضخ لتقوية جريان البترول عبر الأنابيب، حيث أنشئ في كل موقع من مواقع محطات الضخ قرية صغيرة، وهذه القرى من الشرق إلى الغرب (الواقعة ضمن نطاق منطقة الحدود الشمالية) كالتالي: شعبة نصاب، رفحاء، العويقيلة، عرعر، حزم الجلاميد، طريف، وأخذت الأعمال المتوافرة في محطات الضخ تجذب الناس، وأهل البادية، للعمل فيها بأجور منتظمة بما يتناسب مع خلفيتهم، حيث كان لخط التابلاين أثره الكبير في المنطقة ونشأة المدن على طول هذا الخط، وقد انتشرت مساكن الذين التحقوا بالعمل، من خيام وبيوت طينية بالقرب من مواقع العمل، وعرفت هذه المنطقة في بادئ الأمر بمحافظة خط الأنابيب (التابلاين)، وكان أول محافظ لها هو الأمير محمد بن أحمد السديري، حيث كانت أول تسمية لها في العصر السعودي الزاهر، كما أن الشركة المتعهدة بخط الأنابيب أنشأت في مواقع محطاتها عديدا من الخدمات الضرورية لمتطلبات الحياة من كهرباء وماء ومراكز صحية ووسائل ترفيه وغيرها، استفاد منها أهل البادية في المنطقة، الأمر الذي ساعد على استقرارهم في تلك المواقع وقيام مدن المنطقة. وفي 21 ربيع الأول عام 1376هـ، صدر أمر ملكي في عهد الملك سعود بن عبدالعزيز بإلغاء مسمى محافظة خط الأنابيب وتسميتها منطقة الحدود الشمالية، وتعيين الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد أميرا عليها، وأصبحت مدينة عرعر العاصمة والمركز الإداري لمنطقة الحدود الشمالية، التي تمتد على طول الحدود مع كل من العراق والأردن بمسافة تتجاوز 950 كم، تبدأ من سماح والشعبة شرقاً، ناحية محافظة حفر الباطن (المنطقة الشرقية) إلى الجراني والحماد غرباً ناحية محافظة القريات (منطقة الجوف)، وهي متاخمة لأربع مناطق هي المنطقة الشرقية والقصيم وحائل والجوف، ويتبع مدينة عرعر العاصمة ثلاث محافظات هي: طريف ورفحاء والعويقيلة، كما يتبعها عدة مراكز هي: الجراني، وحزم الجلاميد، والجديدة، والصحن، والدويد، ولوقة، ولينة، والشعبة، وأم رضمة، وسماح، ونصاب. #3# كما يتبع المركز الإداري عرعر عدد كبير من الهجر التي أنشئت لتوطين البادية، والتي زودت بجميع مقومات الحياة المدنية حتى أصبحت تضاهي المحافظات مثل هجرة (المركوز، وطلعة التمياط، وروضة الهباس، والكاسب وابن ثنيان، وابن شريم، والخشيبي، والعجرمي، وقيصومة فيحان، والديدب، وابن سعيد، وابن بكر، أم خنصر). وحول عمله الإداري في الحدود الشمالية، كان الأمير عبدالله دائم التفقد لشؤون المناطق التي يديرها، فكان يشارك المواطنين أفراحهم وأحزانهم، يزورهم في منازلهم، وكان دائم التواصل معهم في أفراحهم وأحزانهم. وكان الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد يشبه مكتبه في إمارة الحدود الشمالية بالدكان، حيث كان يقول لمواطني المنطقة في كل مناسبة أو جلسة يجلسها مع مواطني المنطقة إن مكتبي مثل "الدكان" مفتوح لكم على مدار الساعة. وكان محبا لأعمال الخير، فقد أنشأ عديدا من المساجد والجوامع في مدن ومحافظات منطقة الحدود الشمالية، كما كان له دور كبير في دعم جمعيات تحفيظ القرآن والجمعيات الخيرية في المنطقة. وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي قبل أيام من وفاته صورا للأمير عبدالله وهو يقوم بتوزيع النقود على عدد من المحتاجين في شوارع مدينة عرعر في منطقة الحدود الشمالية.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار