Author

جذور الحالة العربية

|
تواجه مجتمعاتنا العربية جملة مشكلات، تأسست منذ عشرات السنين. إذ عانى العالم العربي كثيرا بسبب حالة التجهيل والقسوة والاستغلال التي شهدها في الحقبة العثمانية وحقبة الاستعمار التي تلت سقوط الرجل المريض. وبعد رحيل المستعمر استمرت المعاناة من نتائج البحث العبثي عن الذات. تم استغلال فكرة العروبة واستنبات قوالب تتوسل بالقومية العربية والبعث العربي. وقد أخفقت كل هذه الطروحات، لأنها ترتهن لنفس إيقاع الاستقواء الذي عانى منه العالم العربي، إبان تحكم الغرباء به. ورغم سقوط المشروع العثماني الذي مارس احتقارا ظاهرا للعرب، إلا أن هناك من سعى لاستغلال العاطفة تجاه فكرة الخلافة، فأصبحت مشروعا يدندن عليه الحركيون، وكانت القاعدة و"داعش" وجبهة النصرة وغيرها من الفرق الضالة تستحضر خطاب الخلافة وتستغله للإفساد في الأرض. وعندما تفجرت شظايا ما يسمى بالربيع العربي، وسادت الفوضى بعض الدول العربية، وجد الغلو السني والشيعي مسارب ومسارات. ولم يحصد عقلاء المتحمسين للربيع، سوى فوضى وانعدام للأمن وتعطل لمصالح الناس. بل إن مشروع الدولة تعرض للتقويض، ليسود منطق الميليشيا والجماعة المنحرفة والعصابات التي تستغل الدين للقتل. ولم يتوقف الأمر هنا، إذ سعى شرار "داعش" وأشياعها، إلى نقل أذاهم إلى المملكة العربية السعودية وبقية دول الخليج العربي. وكان وقود هذا الأذى شبابا تم غرس فكر التطرف والتوحش في عقولهم، فتحولوا إلى آلات للقتل وإشاعة الفتنة بين أطياف المجتمعات. ومن هنا فإن الوقوف في وجه هذه الموجة من التطرف أمر حتمي. ولا يزال هناك حاجة ماسة للوصول إلى خطاب عربي جامع، يكون محور ارتكازه دين الإسلام الذي يعلي قيم التسامح والتعايش. مع الوقوف في وجه من ينشرون خطابات الكراهية. إن العالم العربي يحتاج إلى أن يعلي من قيمة المصالح المتبادلة بين الدول والمجتمعات، ويتسامى عن نقاط الخلاف والاختلاف.
إنشرها